"إيلاف" من بغداد: غصت قاعة المسرح الوطني باحتفالية&لم تشهدها العاصمة العراقية بغداد منذ سنواتٍ طويلة.&حيث صفق الجمهور مطولاً تعبيراً عن إعجابه برقصات الباليه والاغاني الشرقية والعزف المتقن لطلبة "مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية" التي عُرِفَت سابقاً بتسمية "مدرسة الموسيقى و الباليه". وذلك في العروض التي قدموها بحفل تخرجهم الذي استمر لمدة ثلاث ساعات وأبدعوا خلاله&ليبعثوا الأمل بمستقبلٍ&أكثر اشراقاً لـ."بغداد" كمدينة تعشق&الحياة، وتدوي في أرجائها أصداء الفنون الجميلة بإبداع فتيانها وعازفيها في&الموسيقى التراثية والكلاسيكية ورقصات الباليه المستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة" التي تحمل رسائل حب وسلام من العراق إلى العالم. علماً&أن هذا الإحتفال الكبير قد حمل الشعار "من أجل عراقٍ أجمل"&بدلاً من الشعار المعروف: "أن تُضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام". فكانت&هذه الحفلة بمثابة الشمعة الهازمة لظلام الارهاب الذي سيطر على أجواء المدينة الخارجة من حربٍ دامت لسنوات.

&

&

في تفاصيل الحفل
افتُتِحَ الحفل بـ "السلام الجمهوري" عزفه طلبة القسم الغربي، بإشراف رئيس القسم عدنان نزار. فعلا&التصفيق الحار تقديراً لمهارة عزفهم لنشيد الافتتاح ومقطوعات الموسيقى الكلاسيكية.
واستمر الحفل مع التراث&العراقي الأصيل في مجموعة أغنيات من إعداد الفنان أحمد عبدالجبار. ورافقهم الطلبة عزفاً مع حلقات الرقص من قسم الباليه.
وتضمن أيضاً عروضاً موسيقية وغنائية ومعزوفات بقيادة عدنان نزار عبد الجبار، واهمها (فالس امواج الدانوب وفالس 2 وعزف مجموعة من الطلبة لآلة الكمان منويت رقم 1 ليوهان سباستيان باخ). بالإضافة لمعزوفات قدمتها الطالبتان&جوان محمد وفاطمة رؤوف.
&

&

&

وقدّم القسم الشرقي بقيادة الأستاذة أحمد عبد الجبار، هلا بسام، عبد المنعم أحمد، جمال ناصر ورشيد لطيف جاسم عدداً من الانغام والأغاني التراثية من الفلكلور العراقي. وهي "سماعي نهاوند الثاني، روحي الخماش وزنجيل أغاني من الفلكلور، شلالات (لجميل بشير) وأغنية من التراث العراقي (الفلاح) وعزف لمجموعة من طلاب الرابع الإعدادي بعنوان "فلفل وبهار".&

واختتمت فعاليات الحفل بتقديم عروض لقسم الباليه على أنغامٍ خاصة بقصص&وحكايات تراثية. وهي "باليه موسيقى شهرزاد ورقصة ليالي الأنس وموسيقى موزارت ورقصة الفلامنكو الإسبانية. بالإضافة لعرض رقصة (Bird set free) و (Grand Valse) ومقطع من باليه (swan lake Valse act 1).

&

&

المدرسة .. صرح جمالي&
وأعرب معاون مدير دائرة الفنون الموسيقية عماد جاسم عن شكره للجهود المبذولة من القيمين على هذا الحفل ومنظميه والأساتذة والطلاب، وقال: "مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية هي إحدى صروح الجمال والتمدن بفضل الطلبة الطموحين والطاقم&التدريسي والموظفين الذين أصروا على مواجهة الصعوبات وخاضوا التحديات ليقدموا عروضاً مميّزة رغم إمكاناتهم&المتواضعة".

وأضاف: "نحن اليوم أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية للحفاظ على ديمومة هذا الصرح. و لا نريد منكم فقط أن تصفقوا لما يقدّمه الطلبة اليوم من تنويعات، لأننا بحاجة الى مؤازرتكم الفعلية ومشاركتكم لخطط النهوض بهذه الواحة الفنية التي تنتظر دعمكم. فمن&المهم أن تتضافر الجهود وتتضامن أصوات الاستغاثة للحصول على دعم&من وزارة المالية ووزارات أخرى لقطع أجور المحاضرين الفنيين والمدربين الموسيقيين".

&


50 عاما من العطاء&
أما مدير مدرسة الموسيقى والباليه أحمد سليم، فقال: "على مدى سنوات عمرها الخمسين أثرت هذه المدرسة الساحة الفنية المحلية والإقليمية برفدها خيرة النماذج الوضاءة بفضل&أساتذتها ومعلميها الذين جهدوا ليخرجوا أجيالاً استطاعت ان توقد مشاعل الحب والسلام في أقسى الظروف، وأن تعزف أجمل الأنغام وسط ضجيج الحروب لتنشر الطمأنينة والمحبة بين الناس".

&

&

شمعة المدنية&
إلى ذلك قال الصحافي عامر عبود: "في حفل تخرج مدرسة الموسيقى والباليه على المسرح الوطني، فراشات بأجنحتها الملونة تتراقص حباً، وأنامل تُداعب الأوتار عشقاً، واصوات تمنح الروح زهواً. لقد أعاد هذا الحفل&لمدنية بغداد الرشيد ألقها. فلتخرس&الأصوات التي تقول أن شمعة المدنية في عراقنا انطفأت..".
وختم: "شكرا للمنتسبين إلى مدرسة الموسيقى والباليه من معلمين ومدربين، على جهودهم الجبارة لتبقى هذه المدرسة صرحاً فنياً كبيراً ورافدا لا ينضب. ،والشكر موصول الى دائرة الفنون الموسيقية ومجلس أباء الطلبة لدورهم الكبير في هذا الحفل".
التصوير الفوتوغرافي : علي الاسدي
&