رغم اختلاف وجهات نظرهم في أمور عدة، إلا أن قراء "إيلاف" أجمعوا هذه المرة على أن استحواذ التكنولوجيا الحديثة على حيثيات الحياة اليومية مضر بصحة الإنسان.


تتوافق نتيجة استفتاء قسم "لايف ستايل" مع دراسات حديثة توصلت إلى أن التكنولوجيا الحديثة بدأت تغير دماغ الإنسان حرفيا، ناهيك عن تأثيراتها على صحته النفسية والجسدية.
&
87% من قراء "إيلاف" أجابوا بـ "نعم" على السؤال الذي طرح حول تأثير التكنولوجيا السلبي على صحة الإنسان، في حين عارض 14% هذه الفرضية.
&
وبعيدا عن منافع التكنولوجيا والثورة التي أوصلت الجنس البشري لما هو عليه الآن، فإن لها سلبيات لا يمكن تغاضيها باتت تظهر بوادرها على المجتمع ككل، تراقبها عن كثب دراسات طبية وأكاديمية ترصد عن كثب التحولات الاجتماعية والصحية.
&
الآيباد والأطفال

نبدأ بالأطفال، إذ أكدت أكثر من دراسة أن تفاعل الأطفال مع الألواح الرقمية في سن مبكر يؤثر على كيفية استقبال واستيعاب المعلومات في الدماغ، ما يؤثر على العملية التعليمية لاحقا. وحذرت كلية الطب في بوسطن من كثرة استعمال هذه الألواح الرقمية وتحديدا في المدارس، إذ ستؤثر على تطور الأطفال الجتماعي والعاطفي فيما بعد، كما أنها تؤذي عضلات الظهر والرقبة وترهق العيون.
&
التوتر والإدمان
أما لدى المراهقين والكبار فتتسع دائرة المضار وقد تصل أحيانا حد الإدمان كما وصفتها بعض الدراسات. إذ تبين أن كثرة البحث على غوغل يؤدي للتوتر، كأن يبحث المرء مثلا عن عوارض مرضه فيشخِّص مخطئاً ما يشكو منه.
&
الاكتئاب
كما خلصت أكثر من دراسة إلى أن تصفح المواقع الاجتماعية ومتابعة تفاصيل حياة الآخرين تؤدي لمشاعر سلبية كالغيرة والحسد والاكتئاب والعزلة والتوتر.
&
وداعا للنوم
ينصح الخبراء دائما بعدم تفقد أية أجهزة إلكترونية قبل النوم وتحديدا المراهقين، إذ أن الضوء المنبعث من الشاشة يرهق العيون ويقطع دورة النوم ويتسبب بالأرق.
&
الوحدة والفيسبوك
نصل إلى الفيسبوك وإدمان التصفح الذي يزيد مشاعر الوحدة، والعكس صحيح إذ كشفت دراسة لجوء الذين يشعرون بالوحدة غالبا إلى تصفح الفيسبوك. وبغض النظر عن السبب والنتيجة فإن الخلاصة واحدة: المواقع التي توصف بالاجتماعية تخلق فجوات وفراغات في العلاقات الاجتماعية أفقدت العديد "ليونتهم" في المهارات الاجتماعية وتحولت المجاملات الاجتماعية من مبادرات لطيفة وشخصية إلى تغريدة أو جملة عابرة على حائط فلان أو فلانة.
&
الإدمان والانعزال
قد يكون الوصف قاسيا بعض الشيء لكنه واقع لا مفر منه، فالإدمان التكنولوجي مرض حديث، إذ كشفت دراسة أن 66% من حاملي الهواتف المحمولة يصابون بالذعر إذا خرجوا من منازلهم بلا هواتف. كما كشفت دراسة أخرى أن مدمني الانترنت يظهرون عوارض انسحابية مشابهة لمدمني المخدرات حال انقطاع اتصالهم بالشبكة العنكبوتية.
&
ومن "ظواهر" التكنولوجيا الحديثة الارتجاج الوهمي وهو شعور المرء بارتجاج هاتفه حتى لو لم يرن. كما استجدت ظاهرة تشنج عضلات الأصابع نتيجة كثرة الطباعة أو حمل الهاتف بطريقة معينة لمدة طويلة. ومن ناحية النظافة فإن الهاتف يحتوي على كم هائل من الباكتيريا تعادل ما يتواجد عادة في الحمام. كما أن الاستماع المتواصل للموسيقى العالية يضر حاسة السمع، وأخيرا وليس آخرا تحذير منظمة الصحة العالمية من كثرة التعرض للأشعة الناجمة عن الهواتف المحمولة.
&
*مصادر الدراسات: المكتبة العامة للعلوم في أميركا، جامعة كاليفورنيا، منظمة الصحة العالمية، مركز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة

&