يُفترض بالاجازة ان تمنح صاحبها فرصة لاعادة شحن بطارياته وتجديد طاقته بعيدا عن مكان العمل. ولكن ظهور الهواتف الذكية وتقنية واي فاي في الفنادق والمقاهي والمطاعم يعني ان من المحال عمليا الابتعاد تماما عن المكتب هذه الايام حيث يشعر كثيرون ان عليهم التزاما بكتابة رسائل الكترونية واجراء اتصالات من بهو الفندق أو شاطئ البحر.

وطرح هذا الوضع تساؤلات عن حقوق العاملين والموظفين حين يأخذون اجازاتهم السنوية إذا لم يتوقف مكتب المدير عن الاتصال بهم وهل ان تجاهل المدير سيؤدي بهم الى الإقالة.
مدير الموارد البشرية في شركة بيبول ريسك سوليوشنز الاستشارية اندرو بولمان يقول ان الكلمة السحرية في الحكم على ادارة الشركة وما إذا كانت تطلب الكثير من موظفيها هي "المعقولية" في هذه الطلبات. 
وأوضح بولمان في تصريح لصحيفة الديلي ميل انه "طالما ان رب العمل يتصرف تصرفا معقولا فان الطلبات المعقولة يجب ان تُستجاب والاختبار الحاسم هو متى يصبح المعقول غير معقول".
كما تعتمد درجة المعقولية على نوع الوظيفة ومستوى المسؤولية التي يضطلع بها الموظف في شركته. وعلى سبيل المثال ان العامل البسيط يجب ألا يُنتظر منه إجراء اتصالات بالشركة خلال الأجازة بقدر ما يُنتظر من شخص يتولى منصبا إداريا أعلى فيها.
وقال بولمان "إذا كنتَ مديرا كبيرا فانك تستطيع الغياب في اجازة دون ان تكترث بما يجري خلال غيابك ولكن إذا كنتَ تضطلع بمسؤولية اساسية في الشركة ويقع طارئ ولا ترد على الاتصالات فان بالامكان ان يُعتبر تصرف الشركة معقولا وتصرفك انت غير المعقول.

من جهة اخرى ، إذا كنتَ موظفا أدنى درجة ولا تنهض بمسؤولية كبيرة عن عمل الشركة وتأخذ اجازة ثم تُقصف بوابل من الرسائل الالكترونية والاتصالات فان الأمر يعتمد على نوع المشكلة التي يجري الاتصال بشأنها وما إذا كان دورك ضروريا في حلها". 

ولاحظ بولمان انه كلما كانت الشركة كبيرة كان من الأسهل قطع الاتصال بها خلال الاجازة لأنك تكون في هذه الحالة ترساً صغيراً في ماكنة كبيرة. ومن البديهي ان الغياب في أجازة يعني ان صاحبها أخذها عن استحقاق وانه بحاجة الى تجديد نشاطه وغالبية الشركات تلتزم بهذه القاعدة ولكن ينبغي ان يتوقع الموظف المجاز ان احدا ما من الشركة قد يتصل به ، كما يلفت بولمان. 

وفي حين ان الموظف يجب ألا يُنتَظر منه ان يعمل خلال الاجازة فان بولمان يعتقد ان هناك مواقف كثيرة تتطلب من الموظف المجاز ان يعمل عددا من الساعات خلال اجازته. والعامل الحاسم هو مدى الحاجة الى خبرتك ومساعدتك وما إذا هناك أحد آخر غيرك يستطيع ان يؤدي المهمة بمستوى لا يقل عن مستوى أدائك لها. 

وقال بولمان في حديثه لصحيفة الديلي ميل انه "إذا طرأ طارئ فان على الموظف ان يتساءل عن حجم الطابع العاجل لهذا الطارئ حين يقرر الرد أو عدم الرد وان يرى ما هي التزاماته بموجب عقد الوظيفة ثم ينظر في مبدأ المعقولية". 

وعلى الموظف المجاز ان يسأل إن كان وحده الذي يمكن الاتصال به وفي هذه الحالة يكون من المعقول ان تطلب الادارة مساعدته. كما يعتمد الأمر على طبيعة الطلب ، فإذا كان يتعلق بأمور يومية ليست اساسية يكون من حق الموظف ان يقول انه سيتعامل معه حين يعود من الاجازة. 

ويرى بولمان انه نادرا ما تكون هناك اسباب وجيهة حقا تستدعي في الحالات القصوى ان يُطلب من الموظف قطع اجازته ويعود الى العمل قبل انتهائها. ولكن الوضع يجب ان يكون وضعا حرجا بحق يهدد بتكبيد الشركة خسائر كبيرة إذا لم يقطع الموظف اجازته ويلتحق بعمله لمعالجة الموقف وفي هذه الحالة يجب تعويض الموظف بطريقة ما ، ومنحه اجازة اخرى على أقل تقدير.

وإذا كان المدير يرفض منح الموظف اجازة للراحة والابتعاد عن اجواء العمل يقول مدير الموارد البشرية في شركة بيبول ريسك سوليوشنز الاستشارية اندرو بولمان ان على الموظف ان يتساءل في هذه الحالة إن كان يريد الاستمرار في العمل لمثل هذا المدير.

وإذا قرر الموظف ان يتجاهل كل الاتصالات والرسائل الالكترونية القادمة من ادارة الشركة في كل الأحوال فان النتائج تعتمد على الأنظمة واللوائح المعتمدة في الشركة للتعامل مع هذه الحالات.

وقال الخبير في اماكن العمل لين تيلور ان من المستبعد ان يكون لدى رب العمل حق قانوني ضد الموظف الذي يتمتع باجازة مدفوعة الأجر. ومن دون لوائح وأنظمة واضحة فان الحكم يكون على الأرجح لصالح الموظف.