إيلاف- لايف ستايل: لقد كانت ومازالت المضادات الحيوية حليف وصديق لنا منذ العمل بها رسميا في الحرب العالمية الثانية لعلاج الجرحى حتى يومنا هذا. ولكن سوء استخدامها على المدى الطويل أدى إلى مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وأصبحت هذه الأدوية لا تعمل بالشكل الصحيح الذي نتمناه.

يموت في أوروبا 25 ألف شخص سنويا بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية وهو ما يعادل الوفيات في حوادث السيارات هناك وأكثر من هذا العدد في أميركا .

ما هي الأسباب

صرف وشراء المضادات الحيوية للعدوى الفيروسية من قبل الصيدليات التجارية أو الأطباء قليلي الخبرة بسبب طلب المرضى لذلك مع العلم أن المضادات الحيوية خاصة للعدوى البكتيرية وهذا الخطأ مكلف ماديا وصحيا حيث يقوم المضاد الحيوي في هذه الحالة بتدمير خطوط الدفاع الأولى للمناعة مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وبالتالي يكون الشخص أكثر عرضة للأمراض.

صرف المضاد الحيوي الغير مناسب لعدوى بكتيرية وهذه مشكلة أو صرف المضاد الحيوي المناسب ولكن عدم الانتظام في أخذه أو التوقف عنه فجأة أوعدم إكمال المدة المطلوبة له يؤدي إلى إنتاج بكتيريا مقاومة وشرسة للمضادات الحيوية تسمى Super Bug.

هناك أسباب غير مباشرة مثل استخدام المضادات الحيوية بدون رقابة في مزارع الأسماك خصوصا السلمون ومزارع إنتاج اللحوم ومزارع الخضروات والفواكه وتنتقل هذه المضادات للبشر عن طريق أكل هذه المنتجات أوعن طريق تلوث المياه بفضلات هذه الحيوانات إنها عملية معقدة نوعا ما ولكن ممكن بسهولة السيطرة عليها كما تم عمله بنجاح في هولندا .

التحدي الكبير الذي يهدد الطب الحديث

الجراحة وزراعة الأعضاء ومعظم العمليات الجراحية تعتمد على المضادات الحيوية ونجاحها معتمد على كبح العدوى بالمضادات الحيوية والنظافة والتعقيم والتمريض الجيد، وكما يقال نجاح العملية الجراحية مرهون بنجاح التمريض بعد العملية الجراحية. لذا في حالة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية سوف تفشل معظم العمليات الجراحية مما ينذر بكارثة تلوح بالأفق.

*استشاري الكيمياء الحيوية الإكلينيكية والجزيئية