نجح أطباء في سلسلة من العمليات الجراحية في زرع جلد جديد معدل وراثيا لطفل ليغطي 80 بالمئة من جسده.

وولد حسن، الذي يعيش في ألمانيا، بمرض انحلال البشرة الفقاعي الوعائي الوراثي الذي يترك بشرته هشة كأجنحة الفراشة. ويتسبب هذا المرض في تمزق الجلد مع أبسط احتكاك لغياب مادة مسؤولة عن ترابط الجلد.

وأُخذت قطعة من جلد حسن حيث تم إصلاح الحمض النووي بها في المختبر ثم تم زرع الجلد المعدل مرة أخرى. وبعد ما يقرب من عامين، نما الجلد الجديد بشكل طبيعي تماما.

ولم يجر الإعلان عن التفاصيل الكاملة للأسرة بهدف حماية خصوصيتها، لكن والد حسن قال إن التحول كان "حلما".

وأضاف "حسن يشعر بأنه شخص عادي الآن فهو يلعب، ويظهر نشاطا، و يتمتع بحياته، وهو ليس في الحالة التي كان عليها من قبل".

"جلد ضعيف"

ولد حسن في سوريا وكان لديه بثور وجروح في جميع أنحاء جسمه منذ كان عمره بضعة أيام.

وفي الحالات العادية، تحتفظ الطبقات المختلفة من الجلد بتماسكها معا عن طريق البروتينات الموجودة على سطح غشاء خلايا الجلد.

لكن انحلال البشرة الفقاعي الوصلي يعني أن الحمض النووي لدى حسن يفتقر إلى القدرة على التصاق الطبقة السطحية من بشرته إلى طبقة الأدمة أو الطبقة التي تليها.

ويعد مرض انحلال البشرة الفقاعي من الأمراض الوراثية غير الشائعة، حيث يحدث بنسبة خمسين لكل مليون طفل مولود، حسب الإحصائيات العالمية. وهو شائع في أوساط زيجات الأقارب.

ولا يوجد علاج للمرض حتى الآن، وحوالي أربعة من كل 10 مرضى لا يصلون حتى إلى مرحلة المراهقة. وقد أدخل حسن، البالغ من العمر سبع سنوات، إلى مستشفى الأطفال في جامعة الرور، في بوخوم في ألمانيا، في يونيو &2015 وكان قد فقد كمية هائلة من الجلد، وبدا معظم جسده وكأنه جرح مفتوح أحمر.

وكان الأطباء يعدون الأسرة للأسوأ.

وقال الطبيب المعالج توبياس هيرش"قررنا في البداية تقديم الرعاية المخففة للألم لأنه لم يكن لدينا أي فرصة لإنقاذ حياة هذا الطفل، لكننا جلبنا فريقا من علماء الأحياء المتخصصين في العلاج الجيني من جامعة مودينا وريجيو إميليا، في إيطاليا - وأعطى الوالدان الموافقة لإجراء محاولة لعلاج تجريبي".

جلد الكتروني يحول البشرة إلى شاشة

كيف أنقذ الأطباء حياة حسن؟

في سبتمبر&2015، تم أخذ قطعة من جلد الطفل بحجم 4 سم مربعة (0.6 بوصة مربع) من منطقة مازلت البشرة بها سليمة.

ثم جرى زراعة خلايا الجلد المعدلة وراثيا، واستغرق الأمر ثلاث عمليات خلال الشتاء لتغطية 80٪ من جسم الطفل بالجلد الجديد.

وقال والد حسن إن ابنه أمضى شهورا مغطى بالضمادات، وكان يبدو وكأنه مومياء.

ولكن بعد 21 شهرا، بدا الجلد طبيعيا مع عدم وجود أي علامة تقرح.

"قشعريرة"

وأضاف الطبيب "الطفل عاد الآن إلى المدرسة، ويلعب كرة القدم، لقد شهدت حياته تغييرا نوعيا".

وقالت الطبيبة آنا مارتينيز، التي تقود فريق علاج الجلد الفقاعي في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في بريطانيا، لبي بي سي "هذا العلاج غير متوفر في الوقت الحالي ولن يكون متوفرا في الأشهر القليلة القادمة، ولكن هذا تقدم كبير في مجال البحوث، وهو ما يعطينا أملا للمضي قدما في العلاج الجيني".

وكشف&تحليل لجلد الطفل حسن، نشر بشكل مفصل في مجلة ناتشر، أن مجموعة من خلايا جذعية طويلة العمر هي التي تجدد باستمرار بشرته المعدلة وراثيا.