هناك اعتقاد بأن النوع الأول من مرض السكري يصيب الأطفال فقط لكن بحثا نشر في دورية "ذي لانسيت ديابيتيس أند إندوكرونولجي" توصل إلى أن ذلك النوع من المرض منتشر أيضا بين البالغين.

وتفيد الإحصاءات بأن 40 في المئة من البريطانيين الذين شخصت إصابتهم بالمرض فوق سن الثلاثين وكان الكثيرون من هؤلاء قد شخصت إصابتهم خطأ بالنوع الثاني من السكري.

ونبهت مؤسسة السكري الخيرية البريطانية الأطباء إلى عدم استبعاد إمكانية إصابة البالغين فوق سن الثلاثين.

كانت هيلين فليبين، أما لطفلين، في الأربعين، رشيقة وتعيش نمط حياة نشيطا حين شخصت إصابتها بالمرض. وقالت فليبين "تسبب لي التشخيص الخاطئ بإحباط كبير. كنت متأكدة أن هناك خطأً ما. أنا دائمة الحركة، لدي طفلان وكلب آخذه في مشاوير يومية.

توجهت فليبين إلى الطبيب تشكو من الجفاف، واتضح من فحص الدم الذي أجري لها أنها تعاني من مرض السكري.

شخص الطبيب إصابتها على أنها من النوع الثاني، ووصف لها العلاج بناء على ذلك، وأرسلت إلى دورة للتوعية بنمط الحياة الملائم لمرضى السكري، الذي يخفف فيه استهلاك السكر.

تقول هيلين "كان كل المشاركين في الدورة في الستين، ولديهم وزن زائد. كان وجودي بينهم ملفتا للانتباه". وتضيف "حين أثرت الموضوع مع الممرضات والطبيب قالوا لي إن النوع 1 يصاب به الأطفال في العادة، لذلك فلا بد أنني مصابة بالنوع الثاني. أحسست بأنني أريد أن أضرب رأسي بالجدار".

غيرت هيلين نظامها الغذائي لكنها بدأت بالتقيؤ 4 مرات في الأسبوع. وتقول هيلين "كان الأمر مفزعا. حتى لو أكلت قطعة خبز سيرتفع منسوب السكر في دمي بشكل كبير، واستمر نقصان وزني".

وليست قصة هيلين فريدة، فوفقا لتقرير جديد قد يكون خطأ التشخيص أمرا معتادا في بريطانيا.

ما هو مرض السكري ؟

هو مرض يحدث حين لا يفرز البنكرياس كميات كافية من الإنسولين، أو حين لا يتمكن الجسم من استخدام الإنسولين الذي افرزه. وهذا يؤدي إلى تركيز أكبر للجلوكوز في الدم.

في حالة الإصابة بالنوع الأول من السكري لا يفرز البنكرياس أي إنسولين. أما في النوع الثاني فلا يفرز البنكرياس كمية كافية من الإنسولين أو تعجز خلايا الجسم عن استخدامه.

يمكن أن يظهر النوع الأول في أي سن، لكن في العادة قبل سن الأربعين، ويشخص 10 في المئة من إصابات السكري على أنها من النوع الأول.

أما النوع الثاني فيتطور في مراحل لاحقة في العمر ويرتبط بنمط الحياة وزيادة الوزن. وقال ريتشارد اورام كبير الباحثين الذين اعدوا التقرير "يدرس طلبة الطب أن النوع الأول من السكري خاص بالأطفال، ولذلك يفترض الكثير من الأطباء أنه في حال إصابة شخص بالغ بالمرض فهو النوع الثاني بالضرورة، لكن هذا الافتراض الخاطئ قد يؤدي إلى تشخيص خاطئ للمرض".

والمشكلة أن طرق علاج النمطين مختلفة تماما، ففي حالة النوع الأول يحقن المرضى بالإنسولين، أما في حال النمط 2 فيعالج المرضى بالأدوية وباعتماد نظام غذائي خاص.