كشف أطلس الحمض النووي الخاص بإيرلندا عن طرائق غريبة أثرت بها الممالك القديمة في الإيرلنديين، مقدمًا أول دليل وراثي على اختلاط الفايكنغ بالأقوام الإيرلندية القديمة.

لندن: أعد فريق في المجمع الملكي للجراحين في دبلن، برئاسة جيانبيرو كافاليري، الأطلس الجديد باستخدام المادة الوراثية الخاصة بعينة مؤلفة من 536 إيرلنديًا. ويأتي هذا العمل امتدادًا لمشاريع مماثلة درست الاصول الوراثية لانكلترا الريفية واسكتلندا وويلز بهدف تحديد الفوارق الإقليمية التي تظهر من تفاصيل المشهد الوراثي لإيرلندا.

اختلافات وراثية

من أكبر نتائج البحث توزع الأشخاص المعرضين للإصابة باضطرابات وراثية معقدة جغرافيًا. وعلى سبيل المثال، يزداد انتشار التليف العصبي المتعدد في بريطانيا وإيرلندا كلما ابتعدنا في اتجاه الشمال. ومقارنة بباقي أوروبا، لدى الإيرلنديين معدلات أعلى من الإصابة بمرض التليف الكيسي واضطرابات الجهاز الهضمي و"الغالاكتوزيميا" أو وجود الغالاكتوز في الدم، وهو اضطراب خطير يمنع تمثيل السكريات في الألبان والبقوليات وبعض اللحوم.

كان الباحثون يتوقعون أن تكون الاختلافات الوراثية من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب على غرار تنظيم الأنساب في أوروبا القارية وبريطانيا. لكن السمات الوراثية في إيرلندا تتجمع بكثافة في مناطق الممالك الأربع القديمة في كوناكت وليسنر ومونستر واليستر. كما وجد الباحثون صفات وراثية في سائر أنحاء إيرلندا منقولة من الفايكنغ في شمال أوروبا.

هناك الكثير من المؤشرات التي تبين أن الفايكنغ وصلوا إلى إيرلندا، بما في ذلك خرائب ومصنوعات وأسماء عائلية نرويجية. لكن الأطلس الجديد يقدم أول دليل وراثي على اختلاط الإيرلنديين والفايكنغ.

قارن الباحثون المادة الوراثية لمجموعة حديثة من الأفراد مع جينومين قديمين من إيرلندا أحدهما من شخص عاش قبل نحو 5000 عام، والآخر عاش في أواخر العصر البرونزي من عام 2000 إلى 1500 قبل الميلاد.

دراسة حية

قال الباحثون إن ربط المعلومات الوراثية بالأصول الجغرافية يساعد الأطباء على إجراء دراسات تأخذ في الاعتبار كيف ولماذا يتأثر شخص أو مجموعة من الأشخاص بأمراض وراثية معينة. فلا يكفي أن يُعرف أن الشخص إيرلندي، بل من المفيد أن يعرف الباحث أن حمضه النووي تأثر بمجموعة فرعية وراثية من منطقة أخرى.

إذا عرفنا أن 20 إلى 30 في المئة من الأميركيين والكنديين يستطيعون القول إنهم ذوو أصول إيرلندية، فإن الدراسة الجديدة تؤثر في كثيرين خارج إيرلندا أيضًا. إذا احتاج شخص إلى زراعة عضو أو رقعة من الجلد، فمن المهم أن يعرف الأطباء مدى استعداد جسمه لقبول هذا النسيج. وكلما زاد الاختلاف الوراثي بين المتلقي ومانح العضو، قصر عمر العضو المزروع. وتكون احتمالات رفض الجسم للعضو المزروع أقل حين تكون الاختلافات أقل بين جينوم المتلقي وجينوم المانح. والجدير بالذكر أن أطلس الحمض النووي الايرلندي دراسة حية، وما زال فريق الباحثين يتلقى عينات من الحمض النووي من مانحين.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ناشونال جيوغرافيك". الأصل منشور على الرابط:

https://news.nationalgeographic.com/2017/12/irish-ancestry-dna-map-ireland-vikings-genetics-science/