لندن: رحَّب باحثون بريطانيون بنتائج أولية تم نشرها عن عقارين جديدين سيكون بإمكانهما حماية الإنسان من كل أمراض الدماغ العصبية، بما في ذلك الخرف، خصوصاً وأنهما يتمتعان بقدر كبير من الأمان الفعلي، ولا تنتج منهما أية أعراض جانبية.&

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن البروفيسورة غيوفانا مالوتشي، من وحدة MRC لعلم السموم في ليستر، قولها: "هذا الكشف مثير حقاً للاهتمام. ونحن نتطلع لبدء تجارب سريرية بشرية على مرضى الخرف عما قريب ونتوقع أن نعرف ما إن كانت تلك العقاقير تحظى بفعالية حقيقية في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام".

بروتينات خاطئة

وبينما يركز النهج العلاجي الجديد على آليات الدفاع الطبيعية الموجودة في خلايا الدماغ، أوضح الباحثون أنه حين يقوم فيروس باختطاف إحدى خلايا الدماغ، فإن ذلك يؤدي إلى تراكم بروتينات فيروسية، ما يجعل الخلايا تستجيب بوقف كل انتاج البروتين تقريباً من أجل وقف انتشار الفيروس. وتنطوي الكثير من أمراض الدماغ العصبية على إفراز بروتينات خاطئة تُنَشِّط الدفاعات نفسها ، لكن بعواقب أكثر حدة، ويستمر إيقاف الإفراز لفترة طويلة جداً لتتضور خلايا الدماغ جوعاً حتى الموت في الأخير.

ويمكن لتلك العملية، التي تتكرر في الخلايا العصبية بكافة أنحاء الدماغ، أن تدمر الحركة الذاكرة أو يمكن أن تتسبب حتى بالوفاة، بحسب نوع المرض. ويُعتَقَد أن ذلك يحدث في عدة صور للتنكس العصبي، ولذلك فإن تعطيل ذلك بأمان أمر قد يساعد على معالجة مجموعة كبيرة من الأمراض.&

نقطة تحول

وأظهرت الدراسات التي أجريت على ذلك النهج العلاجي، الذي يرتكز عليه العقاران الجديدان، أنه قد يوقف مجموعة من الأمراض التنكسية. ووصف خبراء تلك النتائج بأنها "نقطة تحول" في هذا المجال، ولاسيما أنه قد تبين أن هذين العقارين يمنعان أحد أشكال الخرف ومرض بريون عن طريق وقف تعرض خلايا الدماغ للموت. وعاودت هنا دكتور مالوتشي لتقول: "أثبت كلا العقارين أنهما يوفران قدراً كبيراً من الحماية ويَحُولان دون حدوث أية مشاكل بالذاكرة ويمنعان الإصابة بالشلل وضعف خلايا الدماغ. وربما حان الوقت الآن لإجراء تجارب سريرية لمعرفة حقيقة تأثيرات تلك العقاقير على البشر".

من جانبه، علَّق دكتور دوغ براون، من جمعية مكافحة الزهايمر، على تلك النتائج بقوله: "نحن متحمسون لما قدمته لنا تلك الدراسة القوية من نتائج تبشر بآمال عريضة".

وقال دكتور دافيد ديسكتر، من جمعية مكافحة الشلل الرعاش الخيرية الموجودة في المملكة المتحدة، إن تلك الدراسة هامة وقوية للغاية. وإذا أجريت تجارب سريرية بشرية، فسيثبت عقاراtrazodone & و DBMأنهما يشكلان خطوة كبرى إلى الأمام".

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «بي بي سي». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/health-39641123&
&&
&