واشنطن: تفيد تقديرات خاصة بإدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن واحداً من بين كل ثلاثة أميركيين سيصاب بمرض السكري من النوع الثاني في مرحلة ما من حياته، علماً بأن عدد المصابين الأميركيين بالمرض كان يقف عند 29.1 مليون شخص حتى عام 2014، وهو العدد الذي يشكل نسبة تقدر بحوالي 10 % من الشعب الأميركي، بحسب ما ورد في تقرير نشرته اليوم محطة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية.

ومعلوم أن هذا المرض يبدأ بمقاومة الأنسولين، ونظراً لأن الأنسولين ينظم مستويات السكر بالدم، فيمكن لذلك أن يتسبب في حدوث نوبات من انخفاض وارتفاع السكر بالدم. وتؤدي في الأخير مشكلة مقاومة الأنسولين، إذا لم تتم معالجتها، إلى الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. ويهدف علاج السكري إلى تنظيم مستويات السكر بالدم بصورة يومية نظرا لأن ارتفاع مستوياته في الدم بشكل مستمر يمكن أن يتسبب في حدوث مجموعة من المضاعفات الطبية.

ورغم أن كل مصابي المرض ليسوا من أصحاب الوزن الزائد، إلا أن هناك علاقة وطيدة تربط المرض بزيادة الوزن، لذا ليس من المستغرب أن يكون هناك عدداً كبيراً من الأشخاص المهتمين بإجراء عملية شفط الدهون مرضي بالسكري.

هذا ولا يوصى في الوقت الحالي بإجراء تلك العملية كوسيلة لعلاج البدانة أو السكري (رغم أهمية إجراء مزيد من البحوث في تلك الجزئية)، ومن الوارد حدوث زيادة بالوزن بعد الخضوع للعملية وهو ما يمكن أن يتسبب في حدوث تغيير بالنتائج. 

وقد تتسبب البحوث الخاصة بما إن كانت عملية شفط الدهون آمنة لمرضى السكري أم لا في حدوث حالة من الإرباك نظراً لوجود توصيات متضاربة بهذا الخصوص. ففي بعض الأحيان يُدرَج السكري على أنه من الموانع الصريحة لإجراء الجراحة، وهو ما يعني أن الجراحة خطيرة للغاية بالنسبة لمرضى السكري، لكن من الناحية العملية، ينظر معظم الأطباء إلى شفط الدهون باعتبارها عملية آمنة للمرضى شرط توافر بعض الظروف والتأكد من مراعاة الكثير من عوامل الأمان الخاصة.

ومن بين عوامل الأمان التي يجب الانتباه إليها ومراعاتها هي أن أي عملية جراحية (كشفط الدهون) تكون ذات درجة خطورة عالية بالنسبة لمرضى السكري، كما أن السكري يزيد من خطر العدوى بعد الجراحة ويبطئ وقت الشفاء، كما يصعب التحكم بمستويات السكر في الدم في مرحلة ما بعد اجراء الجراحة، ويمكن أيضاً لمستويات السكر في الدم أن تتأثر بالغثيان والقيء الذين غالبا ما يتبعان التعرض للتخدير العام وبنقص النشاط الذي يطال الجسم خلال فترة النقاهة والاستشفاء. 

ويرى كثير من الأطباء أن الأشخاص الذين يحكمون سيطرتهم على السكري ولم يسبق لهم أن تعرضوا لمشكلات في الكلى يعتبروا مؤهلين بشكل جيد للخضوع لشفط الدهون.

كما يعمل الجراحون عن قرب مع مرضى السكري للإبقاء على الجراحة آمنة قدر المستطاع، ويطلبون في الغالب فحوصات إضافية للدم قبل بدء الجراحة، ويجمع معظمهم أن المخاطر الإضافية تقل بشكل كبير أن كانت هناك سيطرة تامة على السكري.

وفي الأخير، أوضح الأطباء أنه وبغض النظر عن الإصابة بالسكري من عدمها، فإنه لا يوصى بعملية شفط الدهون إلا للأشخاص الذين سبق لهم أن حاولوا تغيير المظهر الخاص بمناطق بعينها في أجسادهم عن طريق النظام الغذائي والتمرينات الرياضية، مشيرين إلى أن تغييرات نمط الحياة هي الطريقة الأكثر فعالية والأطول أمداً لإحداث تغييرات بملامح الجسم والعمل في نفس الوقت على تحسين الحالة الصحية، وتصير عملية شفط الدهون هي الحل الأخير لكل الأشخاص الذين سعوا للتخلص من الدهون الزائدة في بعض المناطق عبر النظام الغذائي أو التمارين ولم يفلحوا.

كما أن أفضل شيء يمكن لمرضى السكري أن يقوموا به حفاظا على صحتهم هو أن يلجئوا إلى استشارة أحد الأطباء المتخصصين ليتمكنوا من فرض سيطرتهم على مستويات السكر بالدم، سواء كانوا يفكرون في الخضوع لجراحة اختيارية أم لا.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن محطة "فوكس نيوز" الأميركية، الرابط أدناه:

http://www.foxnews.com/health/2017/08/01/is-liposuction-safe-for-people-with-type-2-diabetes.html