لندن: أجازت بلدان الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من العام الحالي أول تطبيق محمول لمنع الحمل في اختراق وُصف بأنه يمكن ان يُنبئ بنهاية طرق منع الحمل الشائعة حاليًا.

وقالت مخترعة التطبيق الفيزيائية النووية السويدية الينا بيرغلوند شيرفيتسل إن الفكرة بدأت كهواية بعد ان تعبت من موانع الحمل الهرمونية، لكنها ليست مستعدة لانجاب طفل. واضافت ان الوقت توفر لبناء المشروع حين كانت تعمل في المنظمة الاوروبية للأبحاث النووية التي اوقفت تجاربها لمدة سنتين بعد اكتشاف الجسيم هيغز.

وباستخدام رياضيات معقدة وتحليل البيانات بدأت شيرفيتسل تطوير الغوريثم مضبوط بحيث يمكن ان يحدد بدقة موعد التبويض في العادة الشهرية. واتاح هذا وضع جدول للأيام التي تحتاج فيها المرأة الى مانع بدرجة من الموثوقية أعلى بكثير من طرق طبيعية مماثلة أخرى لمنع الحمل.

فعالية عالية

وفي ضوء هذه النتائج شرعت الينا مع زوجها الفيزيائي راول شيرفيتسل في تأسيس شركة باسم "ناتشورال سايكلس" هدفها تسويق التطبيق المصمم لمساعدة نساء في انحاء العالم على تخطيط الأسرة أو تحديد النسل.

واستدرجت الشركة الجديدة استثمارات بلغت 8 ملايين دولار وزاد حجم مبيعاتها حتى الآن على 6 ملايين دولار. 

ويُعتبر التطبيق الآن على درجة من الفاعلية لا تقل عن حبوب منع الحمل بعد أوسع دراسات سريرية في منع الحمل شملت أكثر من 4000 امرأة. واكتشف الباحثون ان نسبة الحمل بين النساء اللواتي استخدمن التطبيق بلغت 7 في المئة بالمقارنة مع 9 في المئة بين اللواتي استخدمن حبوب منع الحمل وأقل من 1 في المئة بين اللواتي استخدمن اللولب.

وفي ضوء هذه المعطيات تقر بيرغلوند شيرفيتسل بأن التصميم يعتمد على اتباع تعليماته حرفياً وبالتالي قد لا يكون مناسباً لجميع النساء لأسباب ليس أقلها انه لا يوفر وقاية ضد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وقالت ان التطبيق مثل حبوب منع الحمل "يتطلب قدراً من الجهد تبذله المرأة المستخدمة على أساس يومي" معربة عن الأمل بأن يكون التصميم بديلاً عن الموانع الهرمونية واللوالب.

زيادة المبيعات

وفي حين ان التطبيق لم يمنح شهادة رسمية إلا في الاتحاد الاوروبي ويتركز استخدامه في بريطانيا وبلدان شمال اوروبا، فانه متوفر في انحاء العالم واجتذب مستخدمات في نحو 160 بلداً.

وتقول بيرغلرود شيرفيتسل ان مبيعات التطبيق سجلت زيادة كبيرة منذ تأكيد اجازته في الاتحاد الاوروبي في فبراير الماضي وان الشركة ضاعفت ايراداتها التي بلغت مليوني دولار العام الماضي.

والى جانب توسيع دائرة مبيعات التطبيق بين النساء اللواتي يحاولن تجنب الحمل تعمل الشركة على استدراج مزيد من النساء اللواتي يستخدمن التطبيق من زاوية تخطيط الأسرة بتحديد أفضل وقت للانجاب.

كما تشتمل رؤية بيرغلوند شيرفيتسل وزوجها على التوعية بامكانية استخدام التكنولوجيا لمعالجة قضايا ترتبط بصحة المرأة التي تقول انها قضايا جرى تجاهلها الى حد بعيد "لأن الباحثين هم في الغالب من الرجال".

وتأمل بيرغلونود شيرفيتسل وزوجها بزيادة عدد مستخدمات التطبيق في البلدان النامية والبلدان التي لا تسمح بمنع الحمل لأسباب دينية. وقالت: "الآن هو حقاً وقت النمو والوصول الى هؤلاء النساء في العالم. فان كل حالة حمل يجب ان تجلب السعادة".

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/business-40629994