بينما يتعرض المصاب بالسكري لأمراض القلب، تتعرض المصابة بالسكري للسكتات الدماغية، بسبب اختلاف توزيع الشحم بين جسدي الرجل والمرأة.


أمجد الشريف من برلين: يعرف الطب أن اختلاف توزيع الشحم بين جسدي الرجل والمرأة يجعل الرجل الذي يعاني السكري أكثر تعرضًا لجلطات القلب. ويظهر الآن، من دراسة ألمانية جديدة، أن الحيض والحمل والاضطراب الهرموني وتوزيع الشحم تجعل المرأة المعانية من السكري أكثر تعرضًا للسكتات الدماغية.

توصل الباحثون في مركز بحوث السكري الألماني إلى أن المرأة المصابة بداء السكري تتعرض لخطر السكتات الدماغية أكثر من المرأة غير المصابة بهذا المرض بنسبة 50 في المئة. وهم يقولون إنهم عثروا في المرحلة الأولى من الدراسة على أدلة تثبت وجود فوارق جنسية معينة بين الرجل والمرأة تسبب التفاعل المناعي الذاتي الأول وترفع مقاومة الجسم للإنسولين، في بدايات نشوء السكري عن المرأة.

مخاطر أكبر

أجريت الدراسة في ثمانية فروع لمركز بحوث السكري في مختلف الولايات الألمانية بهدف الاطمئنان إلى النتائج من ناحية اختلاف المواقع الجغرافية والبيئية والحياتية. وساهم في الدراسة أساتذة مختصون بمرض السكري من جامعة فريدريش ألكسندر في مدينة إيرلانغن.

اتضح من الدراسة أن 300 امرأة مصابة بالسكري تعرضت إلى سكتات دماغية مقارنة بـ200 امرأة فقط غير مصابة بالسكري تعرضت للسكتات الدماغية، وذلك في الفترة الزمنية نفسها. وهذا يعني أن مخاطر السكتة الدماغية في مريضات السكري ترتفع بنسبة 50 في المئة عنها بين غير السكريات.

وذكر البروفيسور ميشائيل رودن، عضو المجلس الإداري لمركز بحوث السكري، أن تعرض المرأة إلى السكتات الدماغية، فضلًا عن المضاعفات مثل الشلل، يرفع مخاطر التعرض للأمراض المزمنة الأخرى، ويبعث الاضطراب في الحياة اليومية للمرأة المصابة بالسكري.

يضع هذا الكشف على عاتق الطب مسؤولية البحث عن أساليب جديدة لتقليل مخاطر السكتة الدماغية بين النساء، إسوة بالإجراءات الأخرى الرامية إلى تقليل مخاطر الجلطة الدماغية عند الرجال المصابين بالسكري.

اضطراب عصبي 

في المسح الصحي الذي أجراه المركز بين الألمانيات، اتضح أن نسبة 7 في المئة من النساء اللواتي كنّ في بداية نشوء مرض السكري يعانين اضطرابًا في عمل الخلايا العصبية.
وتوصل رودن وزملاؤه إلى أن داء السكري يقلل سرعة نقل الإيعازات في الأعصاب والخلايا العصبية عند مريضة السكري مقارنة بالرجل المصاب بالسكري والمرأة غير المصابة بالسكري.

ولهذا، سيواصل مركز بحوث السكري دراساته حول العوامل التي تسبب اضطراب عمل الجهاز العصبي. وسيعمل الباحثون على ابتكار أفضل الطرق الطبية لوقف تدهور نقل إيعازات الأعصاب عند المرأة المعانية من السكري.

وسيبحث المركز مستقبلًا في طرق علاج السكري في أثناء فترة الحيض والحمل عند المرأة. فالمعروف أن السكري يرتفع عند ثلثي النساء بمعدل خمسة أيام قبل وبعد الحيض. ولا شك في أن للتغيرات الهرمونية دورًا في حصول هذا التغيّر في معدلات الـ"غلوكوز" في دم المرأة.

إلى ذلك، استشهد المركز بدراسة لشركة التأمين الصحي الحكومية (اوك) تقول إن خمس الوفيات في ألمانيا يمكن عزوها إلى عواقب مرض السكري. وترتفع نسبة السكري بين الألمان إلى نحو 9 في المئة (6,7 ملايين مريض)، لكن من المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة خلال عشرين سنة. ويضاف إلى مرضى السكري الألمان نصف مليون مريض جديد كل سنة.

سكري أقل في العيادات النسائية

هناك مخاوف جادة من أن يكون انتشار السكري بين الألمان أكثر كثيرًا من المعدل المعروف. وأجرى الباحث أندرياس فريتشه من قسم الطب الباطني في جامعة توبنغن الطبية دراسة جديدة على أساس فحوصات عينات الدم المأخوذة من المرضى في المستشفيات الجامعية الألمانية منذ مطلع العام الماضي. وكشفت النتائج أن 22,15 في المئة كانوا يعانون الاصابة بداء السكري، تضاف إليها نسبة 23,6 في المئة ممن يعانون من فترة ما قبل الإصابة الصريحة بالسكري.

ورصد الباحث اختلافًا شاسعًا في نسبة الإصابة بالسكري بحسب كل قسم طبي. وهكذا ارتفعت نسبة المعانين من السكري في عيادات الطب الباطني إلى 43,23 في المئة، لكنها كانت تنخفض في عيادات الأمراض النسائية إلى 4,56 في المئة.
وليس غريبًا، بسبب مضاعفات السكري، أن يتواجد مرضى السكري في المستشفيات أكثر من تواجد غير المصابين بالسكري.