قطر للبترول
EPA

تباينت ردود الفعل على قرار قطر إعلان الانسحاب من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لدى بعض الدول الأعضاء في المنظمة ودول المحيط الإقليمي.

ووصفت دولة الإمارات العربية المتحدة قرار قطر بالخروج من الأوبك بأنه جاء انعكاسا لانحسار نفوذها.

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر إن "البعد السياسي لقرار قطر الانسحاب من منظمة الأوبك إقرار بانحسار دورها ونفوذها في ظل عزلتها السياسية".

ورأت طهران أن القرار القطري يُظهر "خيبة أمل" الدول الصغيرة المنتجة للنفط إزاء الدور السعودي الروسي المهيمن على السوق النفطية.

ونقلت وكالة رويترز عن حسين كاظم بور أردبيلي، مندوب إيران في منظمة الأوبك، قوله تعليقا على قرار الدوحة الاثنين "إنه امر مؤسف جدا، ونحن نتفهم خيبة أملهم".

وأضاف "ثمة الكثير من الأعضاء في أوبك يشعرون بخيبة أمل من أن اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة تتخذ قرارات بشأن الإنتاج بصورة منفردة ومن دون توافق مسبق داخل أوبك".

وترأس المملكة العربية السعودية وروسيا اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة، بعد الاتفاق في أواخر عام 2017 بين دول الأوبك وروسيا وعدد من الدول المنتجة للنفط خارج المنظمة على آلية لتخفيض الإمداد النفطي.

وقد بدأ تفعيل الاتفاق مطلع عام 2017 بتخفيض الانتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا ولمدة ستة أشهر ثم مدد الاتفاق لمرتين حتى نهاية عام 2018.

قاد هذا الاتفاق حينها إلى الحد من تخمة المعروض من النفط الخام ورفع أسعار النفط في الأسواق العالمية.

"غضب إيراني"

وتشعر إيران بالغضب من سياسة الإنتاج المرتفع التي اعتمدتها السعودية وروسيا بعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضخ المزيد من النفط لتعويض الانخفاض في الصادرات النفطية الإيرانية جراء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

اجتماع لجنة المتابعة الوزارية المشتركة في العاصمة الإماراتية أبوظبي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018
Getty Images
اجتماع لجنة المتابعة الوزارية المشتركة في العاصمة الإماراتية أبوظبي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2018

وقال أردبيلي إن "سياسات السعودية وروسيا تسببت بخسائر لجميع أعضاء أوبك".

وأضاف "من مايو/أيار، تسببوا بخسارة 30 دولارا من سعر البرميل الواحد لكل الأعضاء... بعد أن أغرقوا الأسواق وخلقوا تخمة" في المعروض من النفط الخام في الأسواق العالمية.

وشدد على القول "والآن يطلب الروس والسعوديون من الآخرين المشاركة في خفض الانتاج. يجب على من قام بزيادة الإنتاج أن يخفضه".

وترى إيران أن أي تخفيض للإمداد النفطي ينبغي أن يأتي من جانب الدول التي ضخت زيادة من النفط، أي السعودية وروسيا التي تمتعت بأعلى نسبة زيادة، بدلا من أن يشمل كل الأعضاء الـ 25 في أوبك والدول المنتجة الأخرى من خارجها المشاركة في الاتفاق.

وقال أردبيلي إن "مثل هذا السلوك يجعل المنتجين الصغار يشعرون بعدم جدوى البقاء داخل منظمة الأوبك".

وأضاف "مع هذا الفشل القياسي، أشك في إمكانية تمديد إعلان التعاون".

وعلى العكس من هذا الموقف، تسعى السعودية وروسيا إلى تجديد اتفاق التعاون وتعزيز بناه المؤسسية داخل المنظمة.

نفط وغاز

وكانت أسعار النفط انخفضت بنسبة 23 في المئة هذا الشهر من أعلى سعر لها خلال أربع سنوات وهو 86 دولارا للبرميل في مطلع أكتوبر/تشرين الثاني بسبب مخاوف من زيادة الإمداد النفطي في الأسواق العالمية.

وزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، يعلن انسحاب قطر من منظمة الأوبك 3 ديسمبر/كانون الأول 2018.
Getty Images
وزير الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، يعلن انسحاب قطر من منظمة الأوبك

وتعكس هذه التعليقات مستوى التوتر داخل منظمة الأوبك قبل الاجتماع المقرر هذا الأسبوع لمناقشة تخفيض الانتاج النفطي وتمديد اتفاق التعاون لتخفيض تجهيز الأسواق النفطية لزيادة الأسعار الموقع بين الأوبك وروسيا ودول أخرى غير أعضاء المنظمة.

وكانت قطر، إحدى أصغر الدول المنتجة للنفط في العالم لكنها الأكبر في تصدير الغاز الطبيعي المسال، أعلنت انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول اعتباراً من الأول من يناير 2019.

وقال سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، في مؤتمر صحفي عقده في الدوحة، إن منظمة الأوبك قد أُبلغت بالقرار القطري.

وأوضح الكعبي "هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال من ٧٧ إلى ١١٠ ملايين طن سنويا."

ويشكل الغار الطبيعي المسال، إلى جانب النفط الخام، المصدر الأساسي للثروة في قطر، الإمارة الخليجية التي تتمتع بأعلى دخل للفرد في العالم.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت كل علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو /حزيران 2017 متهمة إياها بمساندة إيران ودعم الإرهاب. وتنفي قطر تلك الاتهامات وتقول إن المقاطعة تمثل تعديا على سيادتها.

وتجتمع الدول الأعضاء في أوبك والدول المنتجة للنفط من خارجها يومي الخميس والجمعة لمناقشة تخفيض الإمداد النفطي لرفع الأسعار التي انخفضت وتمديد العمل في اتفاق التعاون الذي ينتهي سريانه أواخر هذا العام.