معلقون يرون أن قرار قطر يهدف إلى التركيز على الغاز
Getty Images
معلقون يرون أن قرار قطر يهدف إلى التركيز على الغاز

تباينت ردود فعل الصحف العربية بشأن قرار قطر بالانسحاب من عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2019.

وقال سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة إن هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر في تركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي.

وأشادت صحف قطرية بالقرار بينما قللت من تأثيره صحف أخرى.

"قرار تاريخي"

ويرى صالح الكواري في "الراية" القطرية أن القرار "يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتنمية صناعة الغاز الطبيعي المسال وتطويرها والتركيز عليها خلال المرحلة القادمة، لا سيما أن قطر تعتبر من كبرى الدول إنتاجاً للغاز وتصديراً لهذا النوع من الطاقة في العالم، وتستضيف حالياً منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يضطلع بدور بارز في القيام بالمهام المنوطة به".

وأضاف: "لا شك أن قطر باتخاذها قرارها بالانسحاب من أوبك، تدرك تماماً أن مصالحها تكمن في التركيز على إنتاج وتصدير الغاز والصناعات المرتبطة به، في موازاة قلة إنتاجها من النفط".

ويقول الكاتب إن "حق قطر التركيز على مصالحها الاستراتيجية والعمل على تعزيز الإنتاج فيها، خاصة - وكما هو معلوم - أنها تمتلك أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، فضلاً عن كون الغاز في حد ذاته طاقة نظيفة، وبالتركيز عليه فإن قطر بالضرورة تساهم بإيجابية كبيرة في تزويد العالم بالطاقة النظيفة والبديلة".

ويقول محمد المري في "الوطن" القطرية إن "القرار القطري تاريخي بامتياز، وأحسب أنه دُرس بعناية فائقة، وهدفه تحول قطر إلى عضو مستقل في أسواق الطاقة، يعمل لمصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء، دون أجندات ومصالح ضيقة من أي نوع".

وأشار الكاتب إلى أنه "لتحقيق ذلك كان لابد من التحرر من منظمة مختطفة خرجت عن مسارها وصارت دمية تحركها السعودية المثقلة بالمشكلات السياسية والجرائم ضد الإنسانية، والانتهاكات البشعة للحقوق والحريات وكرامة البشر".

وتقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها إن "هذا القرار الهام يتصف بحكمة بعيدة المدى، تخدم خطط البلد الاقتصادية والاستثمارية على الصعيدين المحلي والعالمي، كما يأخذ بعين الاعتبار سلسلة عوامل موضوعية تخصّ حاضر سوق النفط ومستقبله في ضوء الأوضاع الراهنة التي تعيشها منظمة أوبك".

وتضيف الصحيفة أن المنظمة "أخفقت خلال الأشهر الأخيرة في أداء الوظائف الأولى المناطة بها، أي الحفاظ على مصالح الدول الأعضاء وتنسيق الجهود بينها لتوحيد السياسات الخاصة بإنتاج وتسويق النفط، وضمان استقرار الأسواق".

"الخاسر الحقيقي"

لكن في المقابل، يقول خالد الربيش في "الرياض" السعودية إن "هذا الخروج لا يؤثر على خطط الأوبك الرامية إلى الوصول إلى سقف مقنع من الإنتاج والأسعار للمنتجين والمستهلكين، إلا أن التأثير المباشر وغير المباشر على الدوحة سيكون أعمق على المديين المتوسط والبعيد، خاصة أن دول العالم الناشئة تتجه إلى تكتلات اقتصادية تحميها وتعزز قوتها، حتى لو اختلفت فيما بينها سياسياً".

صحف خليجية ترى أن قطر ستخسر بقرارها
Getty Images
صحف خليجية ترى أن قطر ستخسر بقرارها

ويضيف الكاتب أن "مما يثير الاستغراب حقاً أن خروج قطر من أهم منظمة اقتصادية للطاقة في العالم، وهي في الحقيقة أوبك+1 (روسيا) .. تزامن مع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على النفط الإيراني، ولا يستغرب دخول النظامين في مشروعات مشتركة في مجال النفط، أو حتى الغاز .. وربما تعمد الدوحة لتكون غطاء لمشروعات نفطية إيرانية في الخليج العربي لتجاوز تلك العقوبات".

ويقول وائل مهدي في "الشرق الأوسط" اللندنية إن "الخاسر الحقيقي من الخروج هو قطر وليس أوبك، لأن قطر ستفقد نافذة كبيرة على السوق النفطية. فأوبك - رغم كل مساوئها - هي الجهة الوحيدة التي تستطيع التأثير في السوق النفطية، لأن أعضاءها يشكلون 40 في المئة من الإنتاج العالمي. وبقاء قطر في أوبك كان يسمح لها بالمساهمة في تشكيل القرار العالمي ومعرفة السياسات العامة التي تواجه السوق".

ويضيف الكاتب أن "الخسارة ستكون لمن يخرج من التحالف ويستفيد فقط من الفوائد التي يحققها للسوق. فالمسؤولية الحقيقية هي في المساهمة في العمل وليس جني الثمار فقط".

ويؤكد الكاتب أن أوبك "ستظل مؤثرة بينما لن يكون منتدى البلدان المصدرة للغاز بالتأثير ذاته حتى مع تنامي الطلب على الغاز، لأن الغاز لا يزال يسعر على النفط حتى الآن، ولا توجد أسواق فورية للغاز المسال، وآلية التسعير للغاز ليست نفسها في النفط".