ممثلو الحكومة وحركة الحوثيين اليمنية يلتقون في السويد
Getty Images
ممثلو الحكومة وحركة الحوثيين اليمنية يلتقون في السويد

أولت صحف عربية اهتماماً بجولة المشاورات الجارية في العاصمة السويدية ستوكهولم بين وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وحركة الحوثيين اليمنية.

وأعرب كُتّابٌ عن أملهم في أن تُسفر هذه المشاورات عن إنهاء معاناة ملايين اليمنيين وأن تكون بداية لحل الأزمة.

"لم تصل إلى جدار مسدود"

ويبدي عريب الرنتاوي تفاؤلاً في صحيفة "الدستور" الأردنية بأن "المفاوضات لم تصل إلى جدار مسدود".

ويقول إن "الأرجح أن ثمة إرادة دولية وإقليمية، آخذة في التبلور، تدفع باتجاه إغلاق الملف اليمني وطي صفحة 'الحرب المنسية' في هذا البلد المنكوب".

وفي إطار "إجراءات بناء الثقة" بين الطرفين، يرى الكاتب أن إنجازاً مهماً تحقق في هذه المشاورات، وهو أن "تبادل القوائم يجري على قدم وساق".

ويقول إن "جميع الأنباء في هذا الإطار توحي بأن ثمة أخباراً سارة سيسمع بها اليمنيون قريباً، وإن كانت في حد ذاتها غير كافية لبناء الثقة بين الأطراف".

ويبدي الكاتب تفاؤله بأن جولة المشاورات الجارية "ستكون ناجحة بامتياز، إن وضعت مسار 'استعادة الثقة' على سكته، وإن أخرست المدافع وأسكتت الرصاص في الحديدة بخاصة وبقية جبهات المعارك بعامة".

لكنه يرى أن الحل السياسي لليمن "تنتظره صولات وجولات أخرى ... وطريقه طويلة ومؤلمة، وهي مفروشة بالمساعي المستميتة لبناء توافقات يمنية-يمنية، وأخرى إقليمية ودولية، يبدو أنها ليست ناجزة بعد".

وفي صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، ترى رند الأديمي أن "جولة المفاوضات لابد أن تشمل توقف التحالف عن عملياته العسكرية ودعمه لأي فصيل حتى يتسنى للداخل العمل بإرادة حرة وفتح صفحة جديدة ... أو أن المفاوضات لابد أن تكون يمنية يمنية بدل أن تكون يمنية خليجية على الأقل كما يبدو".

"أمراء الحرب"

وترى نهى البدوي في صحيفة "الأيام" اليمنية أن "فشل المحاولات السابقة للتفاوض بين الجانبين أفقد معظم اليمنيين الأمل في العودة إلى المفاوضات مجدداً، ورسخ رهان التنظيمات الإرهابية، وأمراء الحرب وأحكامها المسبقة بفشل عقد أي مفاوضات".

وتقول إن فشل المفاوضات سيكون من مصلحة "التنظيمات الإرهابية، تنظيمي 'القاعدة' و'داعش' وأمراء الحرب، بعد أن بات استمرارها ورقة غير رابحة للضغط والابتزاز في الصراع الإقليمي".

وتختم مقالها بتفاؤل حذر، متسائلة: "يبقى الأمل ينبض في قلوبنا ونتساءل: هل سيسقط رهان المستفيدين من الحرب في مفاوضات السويد؟"

ويقول محمد علي السقاف، في صحيفة "عدن الغد" اليمنية، إن مشكلة الحكومة .. "تتمثل في عدم قدرتها على التوافق على موقف واحد، يتجاذبها تعارض وتضارب مصالح قيادة الأحزاب السياسية الموالية لها".

ويشير في المقابل إلى "القبضة الحديدية الصارمة لقيادة جماعة 'أنصار الله' واحتواء الأطراف المعارضة أو المتباينة لمواقفها السياسية والأيديولوجية، كما حدث مع حليفها الرئيسي حزب المؤتمر الشعبي العام، وراح ضحيته الرئيس السابق علي عبد الله صالح".

ويرى الكاتب أن "الغائب الأكبر عن هذه المشاورات هو القضية الجنوبية التي لم يُدعَ ممثلوها من الحراك الجنوبي أو المجلس الانتقالي، في حين أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2140) لعام 2014 أشار بالاسم إلى الحراك الجنوبي وإلى الحوثيين".

قوات موالية للحكومة في ضواحي الحديدة
Getty Images
قوات موالية للحكومة في ضواحي الحديدة

ويتساءل: "فهل غياب وجود ممثلين عن الجنوب وتصدُّر الحوثيين منذ ذلك التاريخ للمشهد السياسي للأزمة اليمنية هو تعبير عن نجاح الحوثيين في فرض وجودهم كطرف أساسي في المعادلة اليمنية؟ وإخفاق الجنوبيين وغيابهم هل تعود أسبابه إلى عدم توحدهم أم أن الأمر برمته غير ذلك لأن الأولوية في هذه المرحلة التمهيدية تتعلق بوقف نزيف الحرب قبل أي شيء آخر؟"

"أطروحات مستفزة"

وفي صحيفة "الثورة" التي يسيطر عليها الحوثيون، ينتقد أحمد عبدالله الصعدي إلحاح الوفد الحكومي على تسلم ميناء الحديدة، قائلاً إنه "يعكس تعطش وتوق قرصان أبوظبي للسيطرة المباشرة على كل موانئ اليمن بعد أن صارت جميعها من المهرة إلى الخوخة تحت سيادته".

وفي الصحيفة ذاتها، ينتقد عبد العزيز البغدادي أطروحات الوفد الحكومي في المشاورات الجارية، ويصفها بأنها "مستفزة".

ويقول: "إننا بحاجة فعلية لبناء الثقة لكنني أعتقد أننا نحتاج أولاً لأن نُطهر أنفسنا من العصبية بأنواعها وأن نشد أيدي بعضنا لنتجه معاً نحو بوابة الحرية الحقيقية الخالية من الأحقاد والأمراض المناطقية والطائفية والأطماع القاتلة فالحرية هي بوابة بناء الثقة".