"إيلاف": ينظم في الرياض أول مرة "أسبوع الموضة العربي"، في خطوة تأتي ضمن مبادرات الأمير محمد بن سلمان لانطلاق عهد ثقافي جديد في السعودية.

في حدث تاريخي يواكب التحولات في المملكة العربية السعودية، استضافت الرياض أول مرة "أسبوع الموضة العربي" الذي يُنظم في العادة في دبي، وذلك بعد افتتاح المكتب الإقليمي لمجلس الأزياء العربي في العاصمة السعودية. 

يُشكل الأسبوع هذا المنصة الوحيدة عالميًا لعرض تصاميم "الكوتور" الجاهزة، في نمط من الأزياء قدمه مجلس الأزياء العربي أول مرة في عام 2014. ويضم هذا المجلس ممثلين عن الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. يجمع هذا النمط التصميمي بين الأزياء الجاهزة والراقية، ويركز على ملابس مصممة ومنفذة بمعايير الأزياء الراقية، على أن تتوافر في الأسواق وبمقاسات مختلفة، ما لاقى رواجًا لدى السيدات العربيات الباحثات عن الأناقة في شكل يومي.

أكثر من حدث عالمي

نُظم هذا الحدث في فندق ريتز كارلتون الرياض بين 10 و14 أبريل الحالي، وتنظمه الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود التي تأمل أن يسلط هذا الحدث الضوء على مواهب محلية كثيرة في هذا المجال، وذلك ضمن سلسلة مبادرات أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتستهدف انطلاق عهد ثقافي جديد في السعودية.
تقول الأميرة نورا: "سيغدو أسبوع الموضة العربي أكثر من مجرّد حدث عالمي، فهو الحافز الذي نؤمن بأنه سيجعل صناعة الموضة تقود غيرها من القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل السياحة، والضيافة، والسفر، والتجارة".
وتتوقع أن يلهم أسبوع الموضة السعوديات اللواتي يعشقن الموضة لتجربتها على نطاق أوسع. وتوضح قائلةً في حديث صحفي: "مع تزايد أعداد النساء اللواتي يسافرن إلى الخارج ويكتسبن خبرات جديدة، أرى أنّ السعوديات أصبحن يتمتعن بحسّ خاص بالموضة. وصرن أكثر ثقة وجرأة في اختيار أزيائهن التي يضفن إليها لمسات خاصة تتسم بالملامح السعودية الأصيلة، وهو ما يثير إعجابي وأحترمه".

نساء ورجال
بحسب تقرير نشرته "سكاي نيوز عربية"، تدفقت سعوديات وشقراوات من شرقي أوروبا يرتدين أحدث صيحات الموضة على قاعات فندق ريتز كارلتون في الرياض، إيذانًا بانطلاق أول أسبوع للموضة فى السعودية. وقالت عارضة الأزياء أنيتا دميكروسكا: "نحن متحمسون للغاية، لأن هذا أول أسبوع للموضة في السعودية، ما يعني أننا نصنع التاريخ".
لا يقتصر حضور هذا الحدث على النساء، بل يشارك رجال عاملون في قطاع الأزياء وصناعة الملابس من السعوديين والأجانب، لكن العروض نفسها مقتصرة على النساء.
قال القائمون على تنظيم الحدث أن الأزياء المعروضة لن تقتصر على العباءات والملابس العربية، بل ستشهد عروضًا من أشهر بيوت الأزياء، كما أقام متجر "هارفي نيكولز" الشهير منفذًا موقتًا في مكان الحدث، لبيع ملابسه في خيمة، بينما تقام عروض الأزياء في خيمة أخرى، يشارك فيها مصممون عالميون، بينهم الإيطالي روبرتو كافالي، والفرنسي جان بول غوتييه، والروسية يوليا يانينا، واللبناني العالمي باسيل سودا. 
كما تُعرض أحدث المجموعات الخاصة بمصممات سعوديات، بينهن ريم الكنهل، وأروى العماري، ومشاعل الراجحي، وأروى البنوي، وعليا الصواف، إلى جانب باقة من الأسماء العالمية، بينها ميزون ألكسندرين من البرازيل، ونجا سعادة من لبنان، وعائشة رمضان من الإمارات العربية المتحدة، وآسوري من مصر، وبيبيسارا من كازاخستان، وموا موا من إيطاليا.

نقلة نوعية

في هذا الإطار، نقلت صحيفة "الحياة" عن المصممة السعودية خلود الناصر قولها أن المرأة السعودية تنشد ممارسة عملها بحرية كاملة، "إذ كانت عروض الأزياء تقام في شكل غير علني في السابق، وهو ما انتفى حاليًا، وأصبح معلنًا، فهذه الفاعليات إحدى حلقات التغيير الذي تشهده المملكة".

وقالت المصممة نجوى العمري للصحيفة نفسها أن عالم الموضة والأزياء يمس المرأة في شكل أساسي، "ما دفعنا إلى تدشين أعمالنا خارج السعودية. إلا أن الوضع تغير، وأصبحت وجهتنا إلى داخل المملكة، بعدما ثبتت أقدامنا وطرقنا باب العالمية".

أضافت: "لن يكون مجرد حدث بل محرك لقطاع الموضة في العالم العربي، والسعودية خصوصًا، ويُعتبر نقلة للمصممين والمصممات السعوديات. وبعد هذا الحدث، سيسلط الضوء على اللمسة المميزة والفريدة الموجودة عند المصممات السعوديات، ما يشجعني ويشجع المصممات على إطلاق فننا ولمساتنا إلى العالم".
أما المصممة نوف السبيعي فرأت أن العالمية "مقبلة لنا كجيل شاب واعد، وستحقق أهداف رؤية 2030، لأن حضور مصممين عالميين في الرياض سيوفر على الطامحين للدراسة والتدريب مشقة عناء السفر والكلفة المادية، بحيث يمكننا أن نطلع على كل ما هو جديد في عالم الأزياء، ونتعلم المزيد، ونستمع إلى الملاحظات والتوجيهات".


________________________________________