تقع جزيرة سانت هيلينا في بقعة منعزلة جنوب المحيط الأطلسي على بعد 1200 ميل من افريقيا و1800 ميل من اميركا الجنوبية. وهو موقع بعيد بما فيه الكفاية حتى لأشد الراغبين في الاعتكاف.

والى هذه الجزيرة النائية نُفي الامبراطور الذي دوخ اوروبا نابليون بونابرت وفيها توفي عام 1821 عن 51 عاماً. ولكن كثيرين من عشاق السفر الذين زاروا جزيرة سانت هيلينا يتمنون العيش في منفى بهذه الطبيعة الخلابة لا سيما وان الخدمات السياحية في الجزيرة تشهد تحسناً متواصلا.

وفي أكتوبر 2017 افتُتح مطار جديد كلف بناؤه 250 مليون جنيه استرليني ، وهو تطور أحدث انقلاباً في موقع الجزيرة التابعة لبريطانيا بوصفها وجهة سياحية. ولكن السفر الى سانت هيلينا بحراً يبقى سياحة ممتعة رغم ان وقت الرحلة بالسفينة لا يشجع على السفر اليها بهذه الطريقة ويشكل عائقاً امام وصول المساعدات الى سكان الجزيرة البالغ عددهم 4000 شخص في حالات الطوارئ.

الآن تستغرق الرحلة بالطائرة من جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا اربع ساعات بالطائرة عن طريق العاصمة الناميبية وندهوك ، وهو وقت قصير بالمقارنة مع السابق.

ومن الجو تنداح تحت انظار المسافر جوهرة مدارية وسط محيط شاسع. وتهب على جزيرة سانت هيلينا رياح تجارية تخفض درجة الحرارة المرتفعة وكثيراً ما تهطل عليها امطار دافئة تُبقي غاباتها في قمة النضارة والخضرة.

طقس معتدل

تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 20 و30 مئوية رغم انها تهبط 4 درجات في المرتفعات. وفي الشتاء تتفاوت من 10 الى 20 مئوية.

مطار المدينة رمز لإنجازات الهندسة واللوجستيات الحديثة إذا علمنا ان كل المواد لبنائه تعين نقلها من جنوب افريقيا.

ويمكن قطع المسافة من المرفأ الى وسط المدينة على الأقدام ويستطيع الزائر أن يرى أين قضى نابليون ليلته الأولى في دار ضيافة تُسمى ويلنغتون هاوس كناية بالقائد الانكليزي الذي دحر نابليون في معركة واترلو.

وما زالت سانت هيلينا تحتفظ بعمارة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من ايام شركة الهند الشرقية. ولا شك في ان هذه الشواهد كانت اول ما رآه نابليون على الطرق المنحدرة الى دار لونغوود التي أُعدت له ولمن رافقوه في منفاه. وإزاء طبيعة الجزيرة الساحرة فالمؤكد انه استمتع بكل يوم من بقية حياته هناك. 

وكان نابليون وصل الى الجزيرة في 15 اكتوبر1815 بعد رحلة بحرية استغرقت عشرة أسابيع. وهكذا كانت الحال مع كل زائر يسافر الى الجزيرة بهذه الطريقة حتى بناء المطار في العام الماضي.

بيئة نظيفة 

وبسبب موقع سانت هيلينا في هذه الرقعة المنعزلة فانها على الأرجح لن تصبح وجهة سياحية ذات اقبال واسع. فالرحلات الاسبوعية لا تنقل إلا 70 مسافراً كل مرة بينهم العديد من سكان الجزيرة نفسها. ولذلك من المستبعد ان تتعرض الجزيرة الى التلوث أو الازدحام أو الافراط في بناء الفنادق والمنشآت.

لإقامة زوار سانت هيلينا اليوم تقدم الجزيرة خيارات متعددة من استئجار بيوت ريفية صغيرة ودور ضيافة الى الاقامة في فندق فارم لودج الريفي أو فندق مانتيس في مدينة جيمستاون. وكان فندق مانتيس الذي يضم 40 غرفة نوم أُنجز العام الماضي وهو يقدم ذروة في الترف.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ميل اونلاين". الأصل منشور على الرابط التالي 
http://www.dailymail.co.uk/travel/article-5615537/Discovering-St-Helena-island-Napoleons-home.html