لقاء الرئيسين التركي والإيراني على هامش قمة سوتشي
Reuters
لقاء الرئيسين التركي والإيراني على هامش قمة سوتشي

ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية القرارات المرتقبة لقمة سوتشي الرابعة المنعقدة لبحث الأزمة السورية.

ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني في المدينة الروسية لمناقشة عدة قضايا تتعلق بالأزمة السورية، من بينها الوضع في محافظة إدلب، وتشكيل اللجنة الدستورية، وانسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا.

وأشار معلقون إلى أن انسحاب القوات الأمريكية سيلقي بظلاله على قرارات القمة بينما ناقش آخرون موقف تركيا من الأزمة السورية.

"اختبار الانسحاب الأمريكي"

قالت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: إن الكرملين يراهن على أن هذه القمة "سوف تكون مفصلية في طبيعة قراراتها وتحديد المواقف بشأن القضايا المطروحة أمامها، وهي، الوضع في محافظة إدلب، وجهود تشكيل اللجنة الدستورية السورية، وتبعات انسحاب القوات الأمريكية من شرق سوريا".

وأشار بكر صدقي في صحيفة القدس العربي اللندنية إلى أن "هذه البيئة الودية لا تعني أن الشركاء الثلاثة هم 'سمن على عسل' على طول الخط... فمنظور كل من الدول الثلاث للصراع في سوريا يختلف عما لدى الشريكين الآخرين. بل إنه كلما اقترب اللاعبون من خط النهاية المفترض ظهرت إلى السطح الخلافات العميقة بينهم".

وأضاف "وكما كان غياب التوافق الدولي سبباً لانعدام القدرة على وضع نهاية للصراع السوري، في مسار جنيف، كذلك قد يكون غياب التوافق بين شركاء سوتشي الثلاثة سبباً مماثلاً، وإن كان ذلك تحت غطاء خادع من التوافق بينهم".

وتناولت صحيفة الأخبار اللبنانية تأثير "اختبار 'الانسحاب الأمريكي' من سوريا" على اجتماعات سوتشي، وأشارت الصحيفة إلى أنه "من الممكن الركون إلى أن الهدف المشترك بين 'ضامني أستانا'، وإن اختلفت آلية تحقيقه وإمكانية الاستفادة منه، خروج اللاعب الأميركي من شرقيّ الفرات. وهو خروجٌ لا يزال غامض المعالم، وفق ما تعكس التصريحات الأميركية والتركية المتضاربة حيناً، والمشككة حيناً آخر".

في سياقٍ متصل، قالت صحيفة العرب اللندنية إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب قوات بلاده من سوريا سيكون "من أهم الملفات المطروحة على طاولة المفاوضات في قمة سوتشي الثلاثية ... وتأتي هذه القمة الجديدة مع مواصلة أنقرة الدفع نحو إقناع موسكو بوجوب القضاء على أي وجود كردي قوي في شمال شرق سوريا".

تساؤلات حول "الأداء التركي"

وأبدى علي قاسم تفاؤلاً في افتتاحية صحيفة الثورة السورية إذ قال: "القراءة المتأنية تتحدث عن فرصة سانحة أمام قمة سوتشي لتجاوز كل ما اعترضها، وإن ظلّ محكوماً بمحدودية التجاوب التركي وما يثيره من شكوك متزايدة تحتاج إلى انتزاع التورّمات والاستطالات المرضية منه، في ظل توقيت ضاغط باتجاه حسم الكثير مما علق في الماضي، وبتر ما قد يتشكل في المستقبل".

إلا أنه أضاف: "ثمة إشارات استفهام كبيرة لا تزال عالقة حيال الأداء التركي تحتاج إلى معالجة بنيوية، وثمة أسئلة مؤجلة من تراكمات التجربة -على ما فيها- تستدعي إجابات شافية".

من جانبها قالت صحيفة العربي الجديد اللندنية: "تحضر القضايا الساخنة في الساحة السورية، تحديداً مصير إدلب ومنبج، ومنطقة شرقي الفرات، واللجنة الدستورية، في قمة قادة الثلاثي الضامن ... والتي استبقتها موسكو منذ أيام بالتلويح بحملة عسكرية على إدلب، ليبدو أن هذا الملف سيكون ورقة بيد روسيا لمحاولة ابتزاز تركيا للحصول على تنازلات منها في ملفات أخرى، فيما تتجه الأنظار لمعرفة حجم 'التنازلات' التي سيقدّمها كل طرف".