اعتبر الخبراء الصحيون نسبة أمراض مزمنة تبلغ 27% بين أطفال ولاية سكسونيا السفلى الألمانية (غرب) "ناقوس خطر" يدق في كافة الولايات الألمانية الـ16.

إيلاف من برلين: تحدثت شركة التأمين الصحي الألمانية(داك) في تقريريها الصحي السنوي في ولاية سكسونيا السفلى (غرب) عن أمراض مزمنة يعاني منعها أكثر من ربع أطفال الولاية المؤمنين لديها.

&وجاء في "تقرير صحة الأطفال 2018" أن 27% من أطفال الولاية يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو وحمى القش والأكزيما والحساسية المختلفة.

واعتبر درك فينكولد، رئيس شركة (داك)، نتائج الدراسة ناقوس خطر على وزارة الصحة أن تستمع إلى دقاته. وقال إن معاناة الأطفال من هذه الأمراض في الصغر ستتفاقم عندما يبلغون سن الشباب، ومن بعدها سن الشيخوخة.

وهذه النسبة تزيد في ولاية سكسونيا السفلى عن المعدل العام في ألمانيا، بحسب رأي فينكولد، وتدل على ارتفاع نسبة الأطفال المعانين من أمراض مزمنة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن ذلك لايقتصر على هذه الولاية، وتمتد لتشمل كل الولايات الغربية والشرقية الـ16.

وثبت من الدراسة أن الأمراض المزمنة المذكورة أكثر انتشاراً بين الصبيان منها بين الفتيات في ولاية سكسونيا السفلى. وتولى فريق من العلماء في جامعة بيلفيلد إجراء المسح الصحي، بتكليف من شركة التأمين الصحي (داك)، الذي شمل 64 ألف طفل مؤمن صحياً في هذه الشركة.

أطفال يعانون من آلام الظهر

ورغم أن آلام الظهر أصبحت من أمراض العصر، ولكن بين البالغين، إلا أن 25% من صبيان وبنات سكسونيا السفلى تحت سنة 12 سنة يعانون من آلام في الظهر. وأثار فينكولد علامة استفهام حول مصير الأطفال المعانين من آلام الظهر عندما يحملون هذه الآلام معهم إلى مرحلة الشباب ومن ثم إلى سن الشيخوخة.

ومن غير المعتقد أن تكون الحقيبة المدرسية سبب آلام الظهر عند الأطفال رغم أن دراسات سابقة حذرت من ثقل وزن هذه الحقيبة.

&وأوصت أهالي الأطفال بتدقيق وزن حقائب أطفالهم يومياً. فالطفل يميل إلى تعبئة حقيبته بالكثير من الألعاب والحاجات المنزلية التي لايستطيع الافتراق عنها.

نصف الأطفال عانوا من أمراض تنفسية

ويبدو أن الحالة تتفاقم مع الأطفال عند تدقيق مايعانون منه من أمراض في المجاري التنفسية. وتكشف الدراسة أن اكثر من نصف أطفال ولاية سكسونيا السفلى يعانون من الأمراض التنفسية المختلفة.&

وأشار فينكولد إلى 54,8 من الصبيان والبنات يعانون مرة واحدة في السنة في الأقل من نزلات صدرية والتهاب حاد في القصبات الهوائية ومن الانفلونزا.&

وفضلاً عن ذلك رصدت الدراسة ارتفاعاً في إصابة الأطفال بالأمراض المعدية الأخرى مثل التهاب العينين والأذنين والتهابات الجلد وغيرها. والخطير أيضاً هو ارتفاع في نسبة الأطفال المعانين من بدانة مرضية رغم تحذير وزارة الصحة من ظاهرة السمنة بين الأطفال.

اضطراب التركيز وفرط النشاط

أن معدل إصابة الأطفال بمرض اضطراب التركيز وفرط النشاط (ADHD) في ولاية سكسونيا السفلى يرتفع عن المعدل على المستوى الاتحادي. وكانت نسبة المعانين من هذه الاضطراب سنة 2016 هي 4,9% (4,1% على المستوى الاتحادي)، وهي حالات تم التأكد تماماً من تشخيصها بواسطة الأطباء المتخصصين.

بالأرقام كانت نسبة الأطفال المعانين من الربو تبلغ 27%، ومن بقية الحساسية 14%. كما تم توثيق نسبة عالية تبلغ 9.4% سنة 2016 لأطفال يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة.

معاناة أطفال المدن أكبر&

وتوفر ما يكفي من احصائيات وحقائق بين أيدي الباحثين الذي نفذوا الدراسة تدفعهم للاستنتاج بأن أطفال الريف أفضل من أطفال المدن من الناحية الصحية. ويعاني أطفال المدن بنسب أعلى من أطفال الريف بالعلاقة مع تسوس الأسنان والاكتئاب وفرط السمنة واضطراب التركيز وفرط النشاط.

والفرق أوضح في المعاناة من أمراض التنفس، وخصوصاً التهاب القصابات الحاد والربو وحمى القش. وسبق لدراسات عديدة أن رفعت اصبع الاتهام بوجه تلوث أجواء المدن وضجيج الشوارع والمطارات في المسؤولية عن ارتفاع نسبة الأمراض بين أطفال المدن.

كمثل، يشير خبراء الضجيج في ولاية هيس، حيث مطار فرانكفورت، إلى أن نسبة الضجيج في منطقة نهري الماين والراين تعزز مخاطر الاكتئاب وأمراض القلب والدورة الدموية والسكتات الدماغية.

ويزيد معدل الضجيج في المنطقة المحيطة بمطار فرانكفورت عن 70 ديسبل في المساء، والتعرض إلى هذه الضجيج بشكل مستمر يمكن أن يؤثر مباشرة على قدرات الأطفال الدراسية وتركيزهم، كما يعرضهم مستقبلاً، أكثر من غيرهم، إلى الأمراض الناجمة عن الضجيج.&

ومعروف في"طب الضجيج" أنه يؤثر في الأطفال عند تجاوزه حد 50 ديسبل بشكل مستمر. إلا أن تأثير الضجيج على الأطفال يزداد مساء وخصوصاً عن الأطفال الذين يرتفع مستوى الضجيج الذي يتسلل الى غرفهم الى 55 ديسبل. ويصبح هؤلاء الأطفال مع مرور الوقت أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، بل وحتى الإصابة بالأمراض السرطانية.

الذي يثبت الفرق الصحي بين أبناء الريف والمدن هو أن شركة التأمين الصحي (داك) تحملت كلفة أكبر في سنة 2016 عن الأدوية المصروفة لمعالجة أمراض الأطفال في المدن، بحسب درك فينكولد. وفي حين تحملت الشركة اثمان أدوية للأطفال في المدن تبلغ 202 يورو في السنة كمعدل، تحملت أثمان أدوية لأطفال الريف لاتزيد عن 162 يورو في السنة كمعدل.

ويعود معظم هذا الفرق المالي في صرف الأدوية إلى كميات كبيرة من أدوية التهاب القصبات والانفلونزا والعقاقير المسكنة والمهدئة صرفت لأطفال المدن.