لقى مقطع فيديو بثه المسلح الذي قتل 50 شخصا في نيوزيلنداإدانة واسعة حول العالم، وحُذف من منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رأى أنه يمكن استغلال هذا الفيديو خلال لقاءاته الجماهيرية مع الناخبين وعرض الفيديو لكسب مزيد من الشعبية.

فقد قام أردوغان، يوم الأحد، بقطع خطابه في ولاية تكيرداغ غربي البلاد ،وطلب من الحشود مشاهدة الفيديو عبر شاشة كبيرة تم وضعها في مكان بارز بعد إخفاء بعض معالم الفيديو.

اردوغان
AFP
اعربت نيوزيلندا عن شعورها بالصدمة من استغلال الفيديو لأغراض سياسية

وبعد إنتهاء العرض قال: "كل زعماء العالم حتى الأمم المتحدة قالوا إن هذا إعتداء على الإسلام والمسلمين، لكن لم يقولوا إن المهاجم إرهابي مسيحي". وأضاف "لو كان المهاجم مسلما لكانوا وصفوه فوراً بأنه إرهابي مسلم".

وظهر في المقطع الذي عرضه أردوغان المهاجم وهو يدخل المسجد في كرايست تشيرش، ويطلق النار على المصلين الذين قتل منهم خمسين بينما أصاب العشرات.

وكان المهاجم قد ثبت على رأسه كاميرا GO PRO وتمكن من بث الهجوم بشكل مباشر عبر فيسبوك، وسارعت شبكات التواصل الإجتماعي إلى إزالة الفيديو بعد تعالي الأصوات المنادية بفرض مزيد من القيود على ما يتم نشره عبر هذه الشبكات.

وقالت فيسبوك أنها حذفت مليون ونصف مليون فيديو للهجوم على المسجدين خلال 24 ساعة من وقوعه. وأضافت أنها حذفت حتى مقاطع الفيديو التي تم تعديلها لحجب اللقطات العنيفة فيه.

يذكر أن عرض أردوغان لهذا الفيديو يأتي قبل أيام قليلة من الانتخابات المحلية التي تشهدها تركيا في أواخر الشهر الجاري.

ويقول مراسل بي بي سي في تركيا، مارك لوين، إن أردوغان يحاول استغلال الحادث والفيديو لكسب من المزيد من الناخبين لصالح حزبه في هذه الإنتخابات.

من هم ضحايا هجوم مسجدي نيوزيلندا؟

منفذ هجوم نيوزيلندا "ليس له شركاء"

رئيسة وزراء نيوزيلندا: لساني لن ينطق اسم مهاجم المسجدين

اسلحة
Reuters
الأسلحة التي استخدمها المهاجم حملت عبارات معادية للاسلام والمسلمين

حشد التأييد

وصرح أردوغان في كلمته إنه تم توجيه الإتهام إلى المهاجم اليميني المتشدد برنتون تارانت الذي نشر بياناً على الانترنت من 70 صفحة يتحدث فيه عن توجهاته ودوافعه، وذكر فيه مراراً اسم تركيا وأحد أبرز معالم اسطنبول، آية وصوفيا والذي كان كنيسة قبل عدة قرون وجرى تحويلها الى مسجد خلال المرحلة العثمانية، لكنها حاليا متحف منذ أواسط ثلاثينيات القرن الماضي.

كما أشار أردوغان إلى أن المهاجم زار تركيا مرتين خلال عام 2016 ومكث فيها نحو 40 يوماً خلال الزيارتين وأنه يتم الآن التدقيق في ما قام به خلال مكوثه في تركيا وبمن اتصل.

وأكد أردوغان: "لو كان المسلمون متضامنين لما كانوا شنوا علينا مثل هذه الهجمات، لكن لو ظل المسلمون مشتتين يمكنهم القيام بمثل هذه الهجمات علينا. لذلك سنبقى متحدين ومتضامنين ونرعى بعضنا".

كما شن أردوغان هجوماً لاذعاً على زعيم المعارضة، كمال كليجدار اوغلو، متهما إياه بالوقوف في صف من وصفهم بكارهي الإسلام.

واتهم ناطق باسم حزب الشعب الجمهوري المعارض أردوغان باستغلال الفيديو لتحقيق مكاسب سياسية.

وأعلن وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بترز أنه تحدث إلى المسؤولين الأتراك معرباً لهم عن شعوره بالصدمة من استغلال الفيديو لأغراض سياسية.

"حامي المسلمين"

ولفت مارك لوين إلى أن وسائل الإعلام التركية، وجلها موالية للحكومة، صورت الرئيس أردوغان باعتباره مدافعاً عن المسلمين ضد موجة الاسلاموفوبيا. وصدرت إحدى التركية وهي تحمل عنوان "بينما نقف إلى جانب ضحايا الإرهاب في نيوزيلندا الغرب يلتزم الصمت".

وتحدثت صحيفة أخرى عن الهجوم في إطار نظرية المؤامرة وادعت أن أجهزة الاستخبارات الغربية متورطة في الهجوم، وهذه الرواية "تلقى رواجاً وسط الناخبين المحافظين من الناحية الاجتماعية والذين يحتاجهم أردوغان للفوز في الانتخابات، بينما يشعر النصف الآخر من الأتراك وهم العلمانيون الذين يميلون إلى الغرب بمزيد من الضيق والانزعاج" حسبما يقول لوين.