كاتدرائية نوتردام دو باري التي أوجعت القلوب والأنظار مسمرة إليها وهي تحترق أمس، هي من أعرق وأقدم معالم باريس. جوهرة كاتدرائيات فرنسا بنيت على مدى مائة واثنين وثمانين عاما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر ميلادي. خضعت الكاتدرائية في الآونة الأخيرة إلى أعمال صيانة لإعادة ترميم سقفها الذي تأثر بمرور السنين وأتت عليه النيران. اقترن اسمها بالتاريخ الفرنسي وكانت شاهدة على أبرز محطاته منها تتويج نابوليون بونابرت امبراطورا. وحريق نوتردام يأتي على مكان مقدس يحمل رمزية تارخية ودينية كبيرة في أفئدة الفرنسيين.&

تعتبر الكاتدرائية من اكثر المعالم زيارةً ليس فقط في باريس او فرنسا انما في العالم بأسره وهي تقع وسط العاصمة الفرنسية وتمثل التجسيد الأكبر للهندسة القوطية الفرنسية. ولا شك ان شهرتها زادت كثيرًا منذ طرح العمل الادبي الشهر “احدب نوتردام” من تأليف فيكتور هوغو والتي تدور فيها الاحداث الأهم من الرواية.

& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &&

أقيمت في مكان بناء أول كنيسة في باريس، وهي “بازيليك القديس اسطفان” والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الروماني. ووضع البابا الكسندر الثالث عام 1163 الحجر الأول في مسيرة بناء الكاتدرائية الى جانب الملك لويس السابع. وقد استغرق بناء القسم الأول من الكاتدرائية نحو 100 عام كاملة، ونعني بالقسم الأول البرج الأيقوني والبرجين الشهيرين. اما عام 1250 فقد بدأت مرحلة ثانية من البناء بهدف تغيير أقسام من واجهة الكاتدرائية التي كانت قد بنيت وفق النمط الهندسي الروماني، وجعلها اكثر قربًا من الهندسة القوطية. واستغرق الانتهاء من هذه المرحلة سنوات طويلة لينتهي العمل بها في منتصف القرن الرابع عشر. عام 1790، شهدت نوتردام اعتداءات أثناء الثورة الفرنسية، فتضررت معظم لوحاتها الدينية أو تدمرت. بعد فترة وجيزة من نشر رواية أحدب نوتردام لفيكتور هوغو عام 1831، تجدد الاهتمام الشعبي بالمبنى.

في عام 1845 بدأت أعمال ترميم كبرى للمبنى تحت إشراف أوجين ڤواليه-لو-دوك واستمرت خمسة وعشرين عاماً. بدءاً من عام 1963، تم تنظيف واجهة الكاتدرائية من السخام والأوساخ التي تراكمت عليها منذ عدة قرون، وأعيد لونها الأصلي. وجرت حملة أخرى للتنظيف والترميم في الفترة من 1991 إلى 2000.

تتسع لنحو 9 ألاف شخص وتستقبل نحو 13 مليون زائر سنويًا. اما عند الدخول الى الكاتدرائية فإنه منذ سلوك الأبواب ستظهر بشكل واضح الزخارف الرائعة التي تزين الجدران، والفسيفساء والزجاج الملون الذي يزين النوافذ وأجزاء أخرى من الجدران، اما في الأعلى فسنجد سقف الكنيسة الذي يأخذ الشكل المقوس في منظر رائع. كما يمكن للزوار مشاهدة السرداب الذي أنشئ عام 1965 ليضم عدد كبير من بقايا البناء الخاصة بالكنيسة التي خُلفت على مدار التاريخ، مع شرح لكل منها وتفاصيل تاريخية هامة.

& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &&
&