"إيلاف" : لا شك أن الإرهاق أو التعب الذي يصيب الطيارين في قمرة القيادة ما يزال يُشَكِّل تهديداً على صناعة الطيران، وهو ربما ما جعل بعض الخبراء يوصون بإمكانية منح الطيارين فرصة للحصول على غفوة أثناء قيادتهم الطائرة كجزء من حل لهذه المشكلة.

ويرى سكوت وينتر، أستاذ الدراسات العليا المساعد، وستيفن رايس، أستاذ العوامل البشرية، الذين يعملان في جامعة امبري ريدل للطيران في فلوريدا، أن مشكلة تعب الطيارين خلال الرحلات مشكلة شائعة، وهناك مثال صارخ على ذلك حين نام الطيار ومساعده في قمرة القيادة بإحدى الرحلات، لتفوتهما عملية الهبوط التي كانت مقررة للطائرة في هاواي، وهو ما نتج عنه تعليق ترخيص الطيارين وفصلهما كذلك من العمل. ومؤخراً كاد طيارون منهكون تماماً أن يهبطوا بطائرتهم فوق طائرة أخرى تقف في أرضية مطار "سان فرانسيسكو الدولي" في عام 2017.
ونوهت بهذا الخصوص صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن صناعة الطيران والوكالة الحكومية التي تنظمها، وهي إدارة الطيران الفيدرالية، اتخذت بعض الخطوات التي تعني بالحد من شعور الطيارين بالتعب والإرهاق أثناء الرحلات، غير أن كثير من الطيارين وبعض الأشخاص الآخرين أبدوا قلقهم، وشددوا على ضرورة بقاء الطيارين الاثنين يقظين ومنتبهين خلال الرحلة بأكملها، رغم عدم ممانعتهم لاحتمالية أن يتعامل أحد الطيارين أو كليهما مع أعراض التعب التي قد تداهمهما.

ومن ضمن المقترحات السماح للطيارين بأخذ غفوة قصيرة في قمرة القيادة، لكن باستطلاع آراء الركاب، تبين أن الأميركيين يشعرون بقلق إزاء هذه الفكرة، لكنهم قد يرتاحوا لها عند سماعهم تفسير للطريقة التي تجعل بها هذه الغفوة رحلاتهم آمنة.

والإشكالية التي تحدث عنها الخبراء، وفق ما أوردته الدايلي ميل، هي أن التعب الذي ينتاب الطيارين يكون من الصعب التنبؤ به أو تشخيصه، لاسيما وأن الطيارين المنهكين يكون بوسعهم الإقلاع، الطيران والهبوط بسلام. وحتى عندما يقع خطأ ما أثناء الرحلة، فإن المحققين قد لا يعثرون على أدلة تبين إصابة الطيارين بتعب أو إرهاق، باستثناء ربما صوت شخص يتثاءب على التسجيلات الصوتية في قمرة القيادة.&

&ومن المعروف على نطاق واسع أن القيلولة القصيرة قد تحسن من درجة يقظة وانتباه الطيارين، وهناك بعض الطائرات، كتلك التي تستخدم عادة في الرحلات الدولية الطويلة، مزودة بأسِرَّة يمكن لطياريها وباقي الطاقم أن يستخدموها، لكن الطائرات الأصغر في الحجم لا يوجد بها مساحة كافية لوضع مثل هذه الأسِرَّة. كما تتطلب الرحلات التي تزيد مدتها عن 8 ساعات أن يكون هناك طياراً إضافياً على متن الطائرة ليتمكنا من الحصول على الراحة بشكل تبادلي. أما في الرحلات القصيرة، فتنص النظم والقواعد الأميركية على ضرورة بقاء كلا الطيارين مستيقظين ومنتبهين طوال الرحلة، دون الحصول على أي فرصة للراحة أثناء الرحلة.

وتسمح بعض الدول، مثل كندا واستراليا، للطيارين بالحصول على غفوة داخل قمرة القيادة. وتتسم لك النظم بصرامتها الشديدة، فدليل عمليات الرحلات الخاصة بشركة طيران كندا يشدد على ضرورة أن يبلغ الطيار الذي يرغب في الحصول على غفوة أو راحة زميله الطيار الآخر المتواجد معه في قمرة القيادة وكذلك إحدى المضيفات. كما لا يجب أن تزيد فترة نوم الطيار أثناء الرحلة عن 40 دقيقة، ويجب أن يستيقظ قبل النزول بالطائرة للهبوط بما لا يقل عن نصف ساعة لضمان مزيد من التركيز.

وبينما أبدا كثير من الركاب تحفظهم على فكرة السفر على متن طائرة يُسمَح فيها لقائدها بالنوم وهم في الجو، فإن الطيارين أنفسهم كانوا أكثر ترحيباً بالفكرة، حيث أعلن 70 % منهم عن تفضيلهم تطبيق سياسة الحصول على غفوة قصيرة خلال الرحلات. واقترح كل الطيارين الذين أُخِذَت آرائهم بهذا الخصوص إمكانية الحصول على غفوة لمدة 45 دقيقة فقط، وهي المدة التي تقترب من مدة ال 40 دقيقة التي حددها الباحثون، ونوهوا لحاجتهم للاستيقاظ قبل هبوط الطائرة بما لا يقل عن 30 دقيقة.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.dailymail.co.uk/travel/travel_news/article-7103711/Airline-pilots-allowed-nap-cockpit-mid-flight-dont-exhausted.html