انتهى اليوم الأول لزيارة الرئيس الصيني لبريطانيا بعشاء رسمي في قصر بكنغهام أقامته الملكة اليزابيث، التي اعتبرت أن الزيارة "مرحلة مهمة هذه السنة غير المسبوقة من التعاون والصداقة بين البلدين"، هذا ويفترض أن توقع الأربعاء عقود تبلغ بأكثر من 30 مليار جنيه إسترليني من أهمها الاتفاق حول بناء محطة نووية في جنوب غرب انكلترا.

بكين: في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جينبينغ الى بريطانيا يفترض ان توقع الاربعاء عقود سخية تبلغ قيمتها اكثر من 30 مليار جنيه استرليني (حوالى 40 مليار يورو) من اهمها الاتفاق حول بناء محطة نووية في جنوب غرب انكلترا.

بشراكة فرنسية
وستسمح الزيارة التي تستمر اربعة ايام وبدأت الثلاثاء، باستقبال حافل وكذلك تظاهرات، بتوقيع اتفاقات تجارية واستثمارية تبلغ قيمتها اكثر من ثلاثين مليار جنيه، واحداث 3900 وظيفة في المملكة المتحدة لتدشين "عصر ذهبي من العلاقات" بين البلدين. والصين وبريطانيا هما على التوالي ثاني وخامس اقتصاد في العالم.

يتعلق احد اهم الاتفاقات ببناء محطة هينكلي بوينت سي النووية في جنوب غرب انكلترا. وذكرت صحيفة ليزيكو الفرنسية، ان شركة كهرباء فرنسا توصلت الى اتفاق مع شركائها الصينيين لتشارك بنسبة 33,5 بالمئة من مشروع البناء هذا.

جرى اليوم الاول من الزيارة الثلاثاء بحفاوة كبيرة تحيط تقليديًا بزيارات الدولة، من الانتقال بعربات في جادة مول المؤدية الى قصر بكنغهام الى خطاب في البرلمان وحفلة شاي في كلارنس هاوس المقر الرسمي لولي العهد البريطاني رافقته عازفة القيثارة الرسمية.

ذكريات الملكة
وانتهى اليوم بعشاء رسمي في قصر بكنغهام اقامته الملكة اليزابيث، وحضره اكثر من 170 مدعوًا، بينهم زوج الملكة والامير وليام وزوجته كيت ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعيم المعارضة جيريمي كوربين.

وقالت الملكة في افتتاح مأدبة العشاء إن "زيارتكم تشكل مرحلة مهمة هذه السنة غير المسبوقة من التعاون والصداقة بين المملكة المتحدة والصين، بينما نحتفي بالعلاقات بين بلدينا ونستعد لرفعها الى قمم جديدة طموحة".

وتحدثت الملكة "بمودة كبيرة" عن زيارة الدولة التي قامت بها الى الصين في 1986 بعد سنتين على توقيع الاعلان المشترك، الذي نظم عودة المستعمرة البريطانية هونغ كونغ الى الصين.

تقليد الشاي
اما الرئيس الصيني، الذي ترافقه زوجته بينغ ليوان، فقد تحدث في خطابه عن العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، واشار الى التعاون بينهما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية والشاي الصيني، الذي اصبح تقليدًا بريطانيًا شهيرًا. وقال شي ان "الصين وبريطانيا تمثلان على التوالي الحضارتين الكبيرتين الشرقية والغربية"، قبل ان يرفع نخب "الصداقة الابدية" بين البلدين.

وصباح الثلاثاء، حضر الرئيس الصيني عرضا للخيالة بحضور الملكة والامير تشارلز في الجادة المؤدية الى قصر بكنغهام. واحتشد آلاف الصينيين وهم يرفعون اعلامًا بريطانية وصينية في هذه الجادة التي ارتجلوا فيها رقصة التنين في اجواء احتفالية. ونظم نحو 200& شخص من حركة فالونغونغ ومنظمة العفو الدولية والتيبت حرة تظاهرة اعترضت على تغليب المصالح الاقتصادية على قضايا احترام حقوق الانسان.

وقال جوشوا وونغ، الطالب البالغ من العمر 19 عامًا، الذي اصبح احد وجوه الحركة المطالبة بالديموقراطية في خريف 2014 في هونغ كونغ "شعرت بخيبة امل كبيرة من اعمال الحكومة البريطانية". واضاف قبل أن يشارك في تظاهرة احتجاج على زيارة شي ان "كاميرون يجب ان يكون زعيمًا عالميًا يناضل من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان في جميع انحاء العالم".

لقاء كوربين
وانتهز زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين فرصة لقائه مع الرئيس الصيني، ليشير الى مسألتي حقوق الانسان وتأثير الواردات الصينية من الحديد على الصناعات المعدنية البريطانية، بينما اعلنت مجموعة تاتا الهندية الغاء 1200 وظيفة في بريطانيا بسبب سياسة الاغراق الصينية.

وقال ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ان كاميرون سيتطرق الى القضيتين مع الرئيس الصيني خلال لقائهما اليوم في مقر رئاسة الحكومة. وتأتي زيارة شي جينبينغ بعد عشر سنوات على زيارة الرئيس هو جينتاو. وكانت العلاقات الصينية البريطانية شهدت فتورًا في 2012 عندما استقبل كاميرون الدالاي لاما في لندن. ومنذ ذلك الحين عملت الحكومة البريطانية على تحسين العلاقات مع بكين. وتقول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إن بريطانيا اصبحت "الوجهة الرئيسة للاستثمارات الصينية منذ عشر سنوات".
&