في تسجيل صوتي ينفي اعلان السلطات العراقية مقتله، تحدث الجمعة نائب الرئيس العراقي السابق زعيم حزب البعث المحظور عزة الدوري عن اخر التطورات على الساحتين العراقية والعربية وهاجم المليشيات الشيعية وتنظيم "داعش" وحيا عاصفة الحزم والعاهل السعودي الملك سلمان ودعا العراقيين الى التصدي لمحاولات ايران ابتلاع بلدهم.


أسامة مهدي: قال نائب الرئيس العراقي السابق زعيم حزب البعث المحظور عزة الدوري الذي كان يتحدث على ما يبدو الى مجموعة من الاشخاص "أرحب بكم كثيراً وأؤكد في هذا اللقاء أن الذي يجري في بلدنا اليوم هو احتلال فارسي مباشر وشامل مغلف بغلاف ديني طائفي بغيض".

وأشار الدوري في التسجيل الصوتي الذي بدا على صوته الارهاق الى التطورات الاخيرة على الساحتين العراقية والعربية حيث حيا عاصفة الحزم العربية في اليمن وقال "أحيي قائد عاصفة الحزم الملك سلمان وعاصفة الحزم رغم أن موقفهم جميعاً لا يساوي واحد بالمائة مما نقدمه نحن للمملكة والخليج لصد المشروع الصفوي".

واشار الدوري في خطابه المسجل الذي عرضته قناة "التغيير" العراقية المعارضة واستمعت اليه "إيلاف" الى ان أن "90% من محافظة الانبار الغربية تقع الان تحت سيطرة تنظيم داعش والمسلحين.

واضاف ان ناحية النخيب في محافظة الانبار والقريبة من حدود كربلاء والتي احتلتها المليشيات الشيعية الاسبوع الماضي تشكل هدفاً استراتيجياً بالنسبة لايران لموقعها الجغرافي حيث يحاذي المملكة العربية السعودية ما يدفع ايران الى السعي الى فتح جبهة مع المملكة عبر هذه المدينة.

وطالب العراقيين بجميع مكوناتهم الى التصدي للمشروع الايراني الهادف الى ابتلاع العراق حيث انها تسيطر على العملية السياسية فيه بشكل كامل عبر فيلق القدس وقائده قاسم سليماني والتواصل مع جبهة سوريا ولبنان بعد إغلاق جبهة الشمال.

وقال ان هذه المليشيات الطائفية المنضوية فيما يسمى الحشد الشعبي والتي تشكلت بفتوى من السيستاني (المرجع الشيعي الاعلى في العراق) والمدعومة من ايران ترتكب ابشع انواع الجرائم ضد المدنيين.

ونفى ان يكون قد بايع تنظيم "داعش"، موضحاً أن "داعش" يقاطع حزب البعث عقائدياً ومنهجياً بل انهه يكفرون الحزب.

وقال حتى اذا طلبنا لقاءا مع قيادته فانه يرفض ذلك.

واضاف ان "داعش" لم يفعل ما فعلته الميليشيات الشيعية.
&
واشار الدوري الى ان بعض الزعامات الشيعية كان فيها من الخير لبلدها لكنها اسكتت ونحيت جانبا وقال ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يملك فرصة التحدث بنوع من الحرية ولكن هذا انتهى الان، كما كان في المجلس الأعلى الاسلامي بعض العناوين فيها خير أو فيها بعض الخير وعلى رأسهم عمار الحكيم (رئيس المجلس) ورموز أخرى "لا اسميها خوفاً عليها من إيران" فقد كانوا يمتلكون فرصة ولكن الآن انتهى كل شيء ووضع الجميع تحت الخيمة الإيرانية الحديدية ولا يمكن لأحد أن يعبر عن رأيه ومعتقده خلاف ما تريده إيران.

واضاف ان عشرات المليشيات مثل بدر والعصائب وأهل الباطل (الحق) وحزب الله أدوات إيرانية ولا يوجد حشد شعبي إطلاقاً فقد ألبسوا تلك المليشيات لبوس الحشد الشعبي بفتوى من السيستاني وهم يقتلون الشيعة والسنة والمسيحيين واليزيديين وكل من يقف بوجههم ومعركتنا مصير العراق والأمة تمثل كل العالم الإسلامي، مشددا بالقول "ان معركتنا اليوم معركة وطنية بامتياز".

وفيما يتعلق بـ"داعش"، قال الدوري: "بسبب التطبيل والتزييف الإعلامي حاولوا أن يصوروا أن خطابنا السابق هو خطاب مبايعة للدولة الإسلامية، وأن الحزب أصبح داعش وداعش أصبح الحزب"، وأضاف: "رغم تقاطعنا معه من حيث العقيدة إلى الفكر والخطوة التي نخطوها في الميدان، حتى وإن أردنا اللقاء معهم فهم لا يقبلون، لأنهم يكفرون البعث، ويحتجزون منذ عشرة أشهر ثلث أعضاء البعث، وعددا من ضباط الجيش السابق بالموصل، لكن الذي أقوله للحقيقة فإن ما قتله داعش لا يساوي واحد بالمية من ما قتلته المليشيات".

ودعا الدوري الولايات المتحدة إلى "تصحيح ما فعلته من جرائم بحق العراق"، واعتبر رفض تسليح العشائر السنية إرادة ايرانية.

وشدد على ضرورة تسليح الولايات المتحدة للعشائر السنية المقاتلة لتنظيم "داعش" والرافضة للميليشيات الشيعية الطائفية.

واوضح ان "مشروع الفيدراليات والاقاليم يستهدف تقسيم العراق واضعافه".

وكانت السلطات العراقية قد اعلنت في 18 من الشهر الماضي عن مقتل الدوري في محافظة صلاح الدين (180 كم شمال غرب بغداد) لكن حزب البعث نفى ذلك مؤكدا ان الدوري حي ويتمتع بصحة جيدة.&

ثم اعلنت مليشيا عصائب اهل الحق ان عناصرها هم من قتلوا الدوري وقاموا بنقل جثته الى بغداد لتسليمها الى وزارة الصحة لاجراء فحوصات لحمضه النووي عليها والتأكد من انها تعود الى الدوري.

لكن الوزارة قالت فيما بعد انها لا تملك الحمض النووي العائد للدوري وطالبت بعينات من أحد أبنائه أو أشقائه.

ثم ظهر زعيم عشيرة البكارة في صلاح الدين الشيخ عبود النجم مطالبا بالجثة، مؤكداً أنها لـشعلان البجاري أحد أبناء العشيرة، ويعمل في رعي الأغنام في قرية قرب مدينة الدور مسقط رأس الدوري وجرى قتله من قبل عناصر المليشيات بعدما وجدوا انه يشبه الدوري.