فيما تجري استعدادات لنقل جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز من بغداد إلى العاصمة الأردنية عمان لدفنه، أكد قائد حزب البعث المحظور عزت الدوري أن عزيز تعرض لشتى أنواع التعذيب بينما روى مدير مستشفى الناصرية لحظاته الاخيرة قبل الوفاة.

فيما تجري استعدادات لنقل جثمان نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز من بغداد إلى العاصمة الأردنية عمان في عملية اشترطت السلطات العراقية أن يجري دفنه هناك من دون مراسم يشارك فيها بعثيون.. فقد أكد قائد حزب البعث المحظور عزت الدوري أن عزيز تعرض&لشتى انواع التعذيب الوحشي، بينما روى مدير مستشفى الناصرية لحظاته الاخيرة قبل الوفاة.

لندن: نفى الامين العام لحزب البعث العراقي المحظور عزة الدوري في رسالة إلى العراقيين والعرب الانباء التي تحدثت&عن مقتله مؤخرًا على يد مسلحين في الحشد الشعبي العراقي كما تم الاعلان عن ذلك في آيار (مايو) الفائت.

وقال: "بمزيد من الاسى والحزن والاسف باسمى وباسم رفاقي اعضاء القيادة القومية للحزب وقيادة قطر العراق لمناضلي البعث وابناء شعبنا وأمتنا الرفيق المناضل طارق عزيز عضو القيادة القومية وعضو قيادة قطر العراق للحزب الذي وافاه الاجل في سجن الناصرية بعد مكابدة طويلة على مدى اثني عشر عاماً في معتقلات وسجون الاحتلال والحكومة العميلة تعرض فيها لشتى صنوف التعذيب والقمع الوحشي صامداً بوجه همجيتهم المقيتة ومتحدياً محكمتهم الصورية هاتفاً بحياة الحزب وقيادته المجاهدة ولم تنل من صموده البطولي معاناته القاسية الطويلة للمرض والتي تَعمدَ خلالها المحتلون الأميركيون وحلفاؤهم الفرس والصهاينة وعملاؤهم الاخساء تجاهل ظروف مرضه وعدم توفير ابسط انواع العلاج اللازم له".

وأضاف الدوري المتخفي منذ سقوط نظام البعث في العراق ربيع عام 2003 في رسالته التي حصلت "إيلاف" على نصها، "أن الرفيق المناضل المرحوم طارق عزيز لم يبالِ بذلك كله بل سَخرَ من احكام الاعدام الجائرة التي اصدرها المحتلون وعملاؤهم ضده وكانوا يريدون بذلك الانتقام من دوره السياسي الوطني والقومي المشهود في الدفاع عن العراق في المحافل العربية والدولية".

وأشار إلى أنّ دوره كان "مشهودًا وبارزاً في المجابهة الحازمة للحصار الجائر على مدى ثلاثة عشر عاماً مواصلاً الليل بالنهار في العمل الدؤوب والمثابر لرفع الحصار عن العراق والدفاع عن قضاياه العادلة وقد جابه بوعي وشجاعة عاليين عتاة المسؤولين الاميركيين من امثال بيكر (جيمس وزير الخارجية الاميركي السابق" حينما رد بجرأة عالية وموقف وطني صلب ضد تهديده بإرجاع العراق إلى عهد ما قبل الصناعة على حد تخرصاته حينذاك".

وشدد الدوري في الختام بالقول "بهذه المناسبة الاليمة فأننا نعاهد روح الرفيق البطل طارق عزيز ورفاقنا في الاسر ومناضلي البعث كافة وابناء شعبنا وامتنا أن نمضي إلى امام على طريق البعث ورسالته الخالدة طريق البذل والتضحية والجهاد والفداء، وحتى تحقيق اهداف امتنا العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.. وتغمد الله الرفيق طارق عزيز رحمه الله الذي كان مثالاً متميزاً للمناضل البعثي المجاهد والمثقف الشجاع بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته وألهم اهله وذويه ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان".

ومن جهتها، قالت رغد ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين إن طارق عزيز رحل "وهو صامد في وجه الظالمين بكبرياء وإباء". وتم أمس نقل جثمان طارق عزيز من مدينة الناصرية الجنوبية إلى بغداد، حيث توفي هناك في مستشفى الحسين التعليمي الجمعة الماضي عن عمر 79 عامًا اثر اصابته بذبحة صدرية ليكون ثالث ابرز مساعدي صدام حسين الذي يتوفى بعد عام 2003 قبل تنفيذ حكم الاعدام.

شروط لنقل جثمان عزيز إلى عمان

ومن جهته، أعلن مصدر رسمي أردني أن سلطات بلاده وافقت على دفن جثمان طارق عزيز في أراضي المملكة لأسباب إنسانية وبناء على رغبة عائلته.

وقال المصدر إن السلطات الأردنية وافقت على طلب من عائلة طارق عزيز لإحضار جثمانه إلى الأردن لدفنه هنا لأسباب إنسانية. وأشار إلى أنّه يتم حاليًا مخاطبة السلطات العراقية بعدم ممانعة الأردن لتتخذ إجراءات هناك من قبلها لتسليم الجثمان لعائلته.

ومن جانبه، أكد السفير العراقي في عمان جواد هادي عباس أن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وافق بشروط على نقل جثمان طارق عزيز إلى عمان لدفنه وحسب رغبة عائلته. واوضح أن الشرط هو أن "يؤخذ جثمانه من المطار إلى المقبرة مباشرة ليدفن هناك".. مشيراً إلى "إمكان اقامة مجلس فاتحة أو عزاء ولكن من دون مشاكل".

من جانبه، قال نجل عزيز زياد المقيم في عمان امس"لم يتصل بنا أحد من الحكومة العراقية أو السفارة العراقية هنا في عمان لإبلاغنا أن بإمكاننا تسلم جثة والدي أو ما إذا كان باستطاعتنا دفنه هنا". وأضاف أن "الجثة تم نقلها من الناصرية إلى بغداد، ولكن لا أحد حتى الآن اتصل بوالدتي المتواجدة حالياً في بغداد حاليًا لإخبارها أن بإمكانها تسلم الجثة.

اللحظات الاخيرة قبل الوفاة

وفي رواية له عن آخر لحظات طارق عزيز وكيف نقل لمستشفى الحسين في مدينة الناصرية الجنوبية عاصمة محافظة، قال مدير صحة المحافظة سعدي الماجد إن عزيز وصل في الساعة 2:30 دقيقة بعد ظهر الجمعة الماضي إلى طوارئ مستشفى الحسين التعليمي بمدينة الناصرية اثر نوبة قلبية حادة وبعد 30 دقيقة تدهورت حالته الصحية بصورة مفاجئة نتيجة ارتجاف البطينين.

وأضاف الماجد أن "أطباء اختصاص في الباطنية والقلبية أشرفوا على علاجه وتقديم جميع الإسعافات القلبية الإنعاشية اللازمة لكن لم تجد نفعاً ليفارق الحياة عند الساعة الـ3 ظهراً نتيجة ازمة قلبية حادة".. مشيرًا في مقابلة مع وكالة "ألمدى بريس" إلى أن "طارق عزيز كان يعاني من أمراض قلبية مزمنة ونقل عدة مرات إلى مستشفى الحسين التعليمي والمركز الصحي في سجن الناصرية المركزي، حيث كان يعاني من أمراض السكري والضغط، إضافة إلى أمراض قلبية مزمنة".

وأوضح أن جميع الإجراءات الخاصة بوثائق وفاة النزيل طارق عزيز تم استكمالها، وما على أسرة النزيل إلى أن تقدم طلباً إلى إدارة المستشفى لغرض عرضه على القضاء، وإذا استحصلت موافقة القضاء يمكن تسليم الجثمان لأسرته وفقًا للضوابط المعتمدة.

ومن جهته، قال مدير سجن الناصرية المركزي حسين خالد إن "حالة وفاة النزيل حين تكون في السجن تخضع لتحقيق إداري يتبعه تحقيق قضائي ويجري تسليم جثمان المتوفي وفقًا لقرار قاضي التحقيق هذا إذا قدمت أسرة النزيل شكوى في هذا الاتجاه"، لافتاً إلى أن "وفاة النزيل إذا حدثت في داخل المستشفى فتقدير ذلك يعود إلى تقرير الكادر الطبي في المستشفى وبإمكان أسرته أن تتسلمه بصورة مباشرة من المستشفى وبعد استحصال موافقة القضاء".

وأكد خالد، أن "وزارة العدل دائرة الإصلاح العراقية أعلنت أن النزيل طارق عزيز توفي يوم الجمعة الخامس من الشهر الحالي عن عمر ناهز 79 عامًا، وبعد صراع طويل مع مرض عضال".. مبيناً أن "إدارة سجن الناصرية المركزي قامت بإرسال النزيل عدة مرات إلى مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار لتلقي العلاج".

وأضاف أن "عائلة النزيل طارق عزيز (زوجته وابنته) زارته شخصياً قبل ليلة من وفاته".. مشيراً إلى أن" أسرته لم تقدم أي طلب رسمي لإدارة السجن لغرض نقله للعلاج في مستشفيات بغداد".

وأوضح مدير سجن الناصرية أن "ما طرحته أسرة النزيل كان مجرد حديث عن نقله إلى احد سجون بغداد، وليس لأغراض العلاج، وذلك لبعد المسافة التي تقطعها أسرة النزيل لغرض مواجهته كونها تقطع مسافات طويلة لسكنها في احدى دول الجوار".. لافتاً إلى أن "إدارة السجن أبلغتهم بأن الأمر ليس من صلاحية إدارة السجن وإنما من صلاحيات وزارة العدل، وهي المخولة بالبت بالطلب فيما إذا تقدمت به أسرة النزيل بصورة رسمية".

يذكر ان المحكمة الجنائية العليا كانت قد اصدرت في 26 تشرين الأول (اكتوبر) عام 2010 حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق طارق عزيز في قضية تصفية الأحزاب الدينية.

وكان عزيز المسؤول المسيحي الوحيد في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان يمثل الواجهة الدولية له وبرز على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية عام 1991 وكان المتحدث باسم الحكومة، الأمر الذي جعله دائم الظهور في وسائل الإعلام الغربية بسبب إتقانه اللغة الإنكليزية.. ثم قام عزيز بتسليم نفسه في 24 نيسان (ابريل) عام 2003 إلى القوات الأميركية بعد أيام على دخولها إلى بغداد.
&