قرر جيب بوش بعد هبوط شعبيته بين الناخبين في الاستطلاعات الأخيرة استخدام تكتيك ليس معهودًا في هذه المرحلة من الحملات الانتخابية وهو نيل تأييد الجهاز الحزبي.


عبدالاله مجيد: بدأ حاكم ولاية فلوريدا السابق جمع تعهدات بالدعم من قيادات الحزب التقليدية، بمن فيهم أعضاء الكونغرس والمجالس التشريعية للولايات ورؤساء البلديات في المدن التي يسيطر عليها الجمهوريون وحكام ولايات سابقون. وأبرز الذين وعدوا بدعم بوش حتى الآن زعيم الغالبية السابق في مجلس النواب إريك كانتور.

تريث جمهوري
يتصدر بوش الآن المتنافسين الآخرين في عدد القادة والمسؤولين، الذين رموا ثقلهم وراءه، ولكنه ما زال يتلكأ بعيدا وراء مرشحين جمهوريين سابقين بما حشدوه من تأييد القيادات التقليدية في هذه المرحلة من الموسم الانتخابي. وقال محللون إن العدد الكبير للمرشحين الجمهوريين إضافة إلى احتفاظ الملياردير العقاري دونالد ترامب بشعبيته وتقدمه على منافسيه، جعل العديد من قادة الحزب يتريث قبل أن يتخذوا جانب بوش بشكل صريح.

وكان بوش بدأ عام 2015 متقدمًا على جميع المرشحين الآخرين، ولكن شعبيته تراجعت بحدة إلى أقل من 10 في المئة، بحسب أحدث استطلاع وطني نُشرت نتائجه قبل أيام مقابل صعود شعبية ترامب وجراح الأعصاب السابق بن كارسون، اللذين يتصدران الآن قائمة المرشحين.

أثار تأييد كانتور زعيم الغالبية الجمهورية السابق في مجلس النواب ترشيح بوش استغراب الكثير من الجمهوريين، بينهم ترامب نفسه، لأن كانتور خسر في انتخابات تمهيدية في العام الماضي أمام منافس مغمور من حزب الشاي. وقال ترامب في تغريدة على توتير "مَنْ يريد تأييد خاسر كهذا تكبد ما قد تكون أكبر هزيمة مفاجئة في تاريخ الكونغرس".
&
مبادئ محافظة
واعترف كانتور، الذي شارك مع بوش في فعالية انتخابية يوم الجمعة، بأن ترامب "يتحدث عن الأشياء التي تشكل سببًا لغضب المواطنين". لكنه أضاف في مؤتمر صحافي "أن الوقت حان لالتفاف الحزب الجمهوري حول المبادئ المحافظة القوية التي كان جيب بوش يمثلها في ولاية فلوريدا".&

كما يركز بوش على نيل تأييد قادة الحزب الجمهوري في المجالس التشريعية للولايات، وخاصة الولايات الأربع، التي ستجري فيها أول الانتخابات التمهيدية، وهي آيوا ونيو هامبشر وساوث كارولاينا ونيفادا.&

لكن المرشحين الجمهوريين السابقين ضمنوا في هذه المرحلة من الموسم الانتخابي تأييد قادة جمهوريين في الولايات أكثر مما كسبه بوش حتى الآن، بحسب تحليل أجراه موقع FiveThirtyEight.com المستقل المتخصص بالاستطلاعات والإحصاءات الانتخابية.&

لا دعم فيدراليًا
وتبيّن أرقام الموقع تقدم بوش في التأييد الذي كسبه من قيادات الحزب الجمهوري على منافسيه الآخرين، بمن فيهم كريس كريستي حاكم ولاية نيو جيرسي ومايك هاكابي حاكم ولاية أركنسو السابق راند بول عضو مجلس الشيوخ. ولم يعلن أي حاكم ولاية حالي دعمه لترشيح بوش حتى الآن، ولكنه ضمن تأييد 22 عضوًا على الأقل في مجلس الشيوخ.&&
ويرتبط رئيس مجلس النواب جون بينر بعلاقة ودية مع بوش، ودعاه علنًا إلى دخول حلبة السباق الرئاسي، لكنه ليس من المتوقع أن يدعم بوش أو أي مرشح آخر بحكم موقعه.& لكن فريق مستشاري بوس الكبار يضم مسؤولين كبارًا سابقين في مجلس النواب، بينهم مايكل ستيل المتحدث السابق باسم بينر وروبرت كريم المستشار السياسي لزعيم الغالبية السابق كانتور وخلفه كيفن مكارثي.

ليس الآن
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن عضو مجلس النواب آدم كينزينغر أن إحجام القادة الجمهوريين عن إعلان تأييدهم لترشيح بوش أمر مفهوم بوجود 17 متنافسًا على الفوز بترشيح الحزب. وتوقع كينزينغر أن يحشد بوش تأييد المزيد من القيادات الجمهورية مع تناقص عدد المتنافسين.&

لكن امتناع القيادات الجمهورية عن دعم بوش أمر لافت. فالقيادي الجمهوري في مجلس النواب بيتر كنغ محافظ من النمط الذي يُفترض ألا يلاقي بوش صعوبة في نيل تأييده، ومع ذلك كان أقصى ما قاله هو إنه على الأرجح سيدعم ترشيح بوش، ولكن ليس الآن. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن كنغ إنه يريد أن يرى إن كان بوش قادرًا على تنظيم حملة قوية. وأضاف "إن لدى بوش الموارد المالية والآلة التنظيمية، ولكن الطريق طويل من الآن إلى كانون الثاني/يناير".&
&