أكد جيمس ماتيس، وزير دفاع دونالد ترامب، أن خطر إيران أكبر من خطر داعش، الذي وصفه بالذريعة الإيرانية في المنطقة، منتقدًا تخييب واشنطن آمال حلفائها الشرق أوسطيين.


لندن: استضاف مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس قبل أن يعينه الرئيس المنتخب دونالد ترامب وزيرًا للدفاع في ادارته الجديدة. وتركز حديث ماتيس على ايران، واصفًا نظام الملالي بأنه "أكثر الأخطار التي تهدد الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط ديمومة".

وقال ماتيس إن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة خطران آنيان وان القضية الفلسطينية تستمر في الغليان، "لكن لا شيء خطيرًا بقدر خطورة التهديد الايراني بتداعياته طويلة الأمد على الاستقرار والازدهار في المنطقة".&

إيران خطر

تطرق ماتيس إلى الاتفاق النووي، قائلًا إن هناك اختلافًا في الآراء في شأنه بين الولايات المتحدة وعدد من أهم حلفائها في الشرق الأوسط. أضاف أن مصدر التهديد الايراني للأمن والاستقرار لا يأتي من برنامج طهران النووي وحده، بل هناك برنامجها لبناء قوى بحرية مضادة للوجود الاميركي في مياه الخليج وكذلك خطر صواريخها الباليستية التي تعمل إيران باستمرار على تطوير قدراتها. وهناك خطر الهجمات الالكترونية الإيرانية الذي لا بد من أخذه في الحسبان.&

وتابع ماتيس أن المصدر الخامس للتهديد الايراني هو فيلق القدس والجماعات التي يسلحها ويدربها، مثل حزب الله اللبناني.&

هل يعزز ماتيس التحالفات السلمية والاستقرار الدولي؟

واستعرض ماتيس أعمال ايران العدائية في المنطقة، قائلًا انها تواصل دعمها لنظام الأسد في سورية لأنها تدرك أن سقوطه سيكون أكبر ضربة استراتيجية يتكبدها الملالي منذ ثلاثين عامًا. اضاف: "الايرانيون زادوا تهريب السلاح إلى داخل السعودية والمتفجرات إلى داخل البحرين والسلاح إلى اليمن، والقوات البحرية الفرنسية والاسترالية والاميركية صادرت شحنات أسلحة إيرانية في اوقات مختلفة، لكنها لا تعترض كل ما ترسله ايران".
ولاحظ ماتيس ما سماه "تبجح" قائد الحرس الثوري الايراني بأن طهران تسيطر على اربع عواصم عربية، دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء. &

داعش ذريعة

اتهم ماتيس إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما بعدم امتلاك استراتيجية مضادة، قائلًا إن واشنطن مرتبكة، "فنحن نغير مركز اهتمامنا من منطقة إلى اخرى" مذكرًا بتركيز إدارة اوباما على منطقة المحيط الهادئ، "فتركت اصدقاءنا في الشرق الأوسط واوروبا يشعرون بقلق بالغ"، على حد تعبيره.&

ولاحظ ماتيس أن الانطباع السائد في منطقة الشرق الأوسط هو "انسحاب الولايات المتحدة" وانها في احسن الأحوال "تنظر بعدم اكتراث إلى التحدي المتمثل بالتعامل مع ايران إذا كنت جارها وفي اسوأ الأحوال تحالفنا في قضية مشتركة مع ايران وروسيا والأسد"، معتبرًا &أن داعش ليس إلا ذريعة لكي تواصل ايران عربدتها، ومؤكدا: "ايران ليست عدو داعش بل تكسب الكثير من الاضطراب الذي يسببه داعش في المنطقة".

ولفت إلى أن الدولة الوحيدة التي لم يهاجمها داعش هي ايران. كما دعا إلى إحياء الاذاعة الموجهة إلى إيران بالفارسية، قائلًا إن الشعب الإيراني يجب أن يعرف أن الولايات المتحدة لا تناصبه العداء، ومشكلتها مع الملالي ومخططاتهم التي لا تمت بصلة إلى مصالحه.

لنقف مع الحلفاء

انتقد ماتيس الحكومة الاميركية لأنها لا تعرف كيف تستخدم أدوات اعلامية فاعلة مثل الاذاعة والتلفزيون وتويتر وفايسبوك وغيرها. واقترح أن يكون تعامل الولايات المتحدة مع ايران على غرار تعاملها مع الاتحاد السوفياتي السابق بإبقاء حلفائها على اطلاع تام، والنظر إلى إيران ليس بوصفها دولة بل عصبة همها اثارة الشغب وألا تراهن واشنطن على اي محادثات مع ايران بتوقعات كبيرة.&

تحدث ماتيس في ختام كلمته عن لقاء جمعه بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لبحث قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وما يمكن تقديمه لمساعدتهم. وقال له الملك انه سمع بانسحاب الفرنسيين والبريطانيين من افغانستان، فأجابه ماتيس مؤكدًا صحة ما سمعه، فرد عليه العاهل الاردني: "تأكد يا جنرال بأنه سيكون هناك جندي اردني في افغانستان إلى أن يعود آخر جندي اميركي إلى بلده".

واعلن ماتيس في كلمته في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "ان مثل هؤلاء الحلفاء لا يُشترون، وإذا أردنا حلفاء يقفون معنا في أوقات شدتنا فيجب أن نقف معهم في أوقات شدتهم، وحين تقول إيران للأردن انتم البلد التالي فيجب أن نأخذ قولها على محمل الجد". &

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:
https://medium.com/center-for-strategic-and-international-studies/gen-james-mattis-the-middle-east-at-an-inflection-point-295549bf91d1#.tp14hv45w