وسط مخاوف من اندلاع اقتتال شيعي شيعي في العراق، دعا حزب الدعوة بزعامة المالكي أنصاره إلى الاستعداد لمواجهة أتباع الصدر الذين تصدوا لزيارات قام بها لثلاث محافظات شيعية جنوبية ولاحقوه بالشتائم والتلويح بالأحذية وسط اتهامات لهم بمحاولة اغتياله.

إيلاف: كانت تظاهرات غاضبة شارك فيها ناشطون وانصار التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر واجهت زيارات قام بها المالكي الى محافظات شيعية جنوبية، هي ذي قار وميسان والبصرة يومي الجمعة والسبت الماضيين، هاتفة ضده، ومتهمة اياه بتسليم مدينة الموصل الى تنظيم داعش، وممارسة الدكتاتورية والفساد خلال فترة حكمه للبلاد التي استمرت 8 أعوام، كما قاموا بمنع لقاءات كانت مبرمجة له مع شخصيات في هذه المحافظات، ووجهوا اليه الشتائم، ولوّحوا له بالاحذية.

دعوة إلى صولة تواجه انصار الصدر
وقال حزب الدعوة الاسلامية بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي إن "الاعتداء السافر الذي قامت به فئة ضالة خارجة عن القانون" على مؤتمر في البصرة رعاه المالكي السبت الماضي مستهدفة "القيادات المحلية لحزب الدعوة وشيوخ العشائر والمواطنين الابرياء العزل من الرجال والنساء وعوائل الشهداء" يكشف عن "خسة وهمجية من اقترفوه"، كما ان التصرفات التي حاولت هذه المجموعة المستهترة بالقانون والعرف الاجتماعي ان تسيء بها الى الرمز الاول في حزب الدعوة الاسلامية وامينها العام نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي "تعبّر عن خروجها على القيم السياسية والالتزامات القانونية والدستورية وأخلاق العراقيين الاصلاء".&

اضاف الحزب في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" الثلاثاء انه يؤكد لقياداته ودعاته والمواطنين انه "ملزم بالدفاع عنهم بكل وسيلة مشروعة تردع من لا يقف عند حدود القانون". ودعا "القوات الامنية التي تحارب داعش من اجل الوطن والمواطن ان تسد الطريق على اية عصابة مهما كان غطاؤها السياسي من أن تعبث بأمن المواطنين او تروعهم او تبتزهم".

كما طالب الحزب جميع الكتل السياسية "باتخاذ موقف حاسم يمنع هذه الممارسة الخارجة على القانون، والتي تعرض البلاد الى فتح ثغرات امام بقايا البعث والارهابيين، فهي اما مع القانون وحفظ الحرمات، واما أن تعد من المتفرجين الذين لا موقف لهم".

وأهاب حزب الدعوة "بجميع المنتظمين في صفوفه الى ضبط النفس والعض على الجراح واللجوء الى القانون في بادئ الامر، فاذا لم تتخذ الجهات القانونية الاجراءات الرادعة، وعجزت عن حماية المواطنين من شرور هذه العصابات المجرمة، فهي مدعوة الى التأهب لصولة فرسان ثانية حاسمة"، في اشارة الى الصولة الاولى التي امر المالكي عام 2008 حينما كان رئيسا للوزراء، القوات المسلحة بتنفيذ عملية امنية ضد انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في محافظة البصرة الجنوبية، متهما اياهم بالخروج على القانون، ما ادى الى مقتل واصابة المئات منهم واعتقال آخرين، صدرت ضدهم احكام بالسجن، وهو ما سبب قطيعة بين المالكي والصدر، الذي ما فتئ يصفه بين الحين والاخر بالدكتاتور، والمسؤول الذي سلم ثلث الاراضي العراقية الى تنظيم داعش.

التحالف الشيعي يرفض
من جهته، أعرب التحالف الشيعي عن اسفه لحادث الاعتداء الذي تعرّض له اجتماع المالكي في البصرة. وقال في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم "نحن إذ نعلن رفضنا التام لهذه الأساليب غير الحضارية والخارجة عن القانون في التعبير عن الرأي ندين الاعتداء على الرموز القيادية في التحالف الوطني".&

ودعا التحالف الذي يضم تياري المالكي والصدر الى جانب قوى أخرى إلى تجسيد الأخلاق الإسلامية ورعاية الموازين القانونية وحفظ وحدة الصف الوطني من خلال احترام الفعاليات والنشاطات العامة". وطالب التحالف الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة ومقرات الأحزاب ومحاسبة المقصرين وفق القانون.

.. والصدريون يتحدون
من جانبه، اعتبر مدير مكتب التيار الصدري في بغداد تهديدات حزب المالكي "زائفة وغير واقعية".. وقال باسم المياحي: "نوري المالكي وأنصاره غير قادرين على تنفيذ وعودهم للقيام بصولة فارسة ثانية كما توعد".. مضيفاً بأن "المالكي فقد رصيده الشعبي من خلال زيارته الأخيرة لمحافظات جنوب العراق، والتي شملت البصرة والناصرية والعمارة، ولم يعد يملك أي هالة جماهيرية، كما كان يتخيل".

متظاهرو العمارة يحتجون رافضين زيارة المالكي لمدينتهم

واتهم المياحي عناصر حماية نوري المالكي بإطلاق الأعيرة النارية صوب المحتجين، الذين اقتحموا المركز الثقافي، حيث كان مهيّأ لعقد مؤتمر حزبي موسع للمالكي.. مؤكداً بأن "خمسة اشخاص من المتظاهرين أصيبوا جراء محاولة تفريقهم خلال تواجد المالكي في البصرة" كما نقلت عنه شبكة رووداو الاعلامية.

ويواجه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي سلسلة اتهامات بالوقوف وراء الأزمات المتعاقبة التي يشهدها العراق في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد وتأجيج الطائفية من خلال اتباعه سياسات فاقمت الأوضاع تدهوراً، وخلقت حاضنة لبروز تنظيم داعش واحتلاله ثلث الاراضي العراقية في يونيو عام 2014 خلال رئاسته للحكومة.&

وكان المالكي قد تعرّض في 23 من الشهر الماضي الى هجوم بزجاجات المياه من قبل حشود الزائرين في مدينة كربلاء، أسفرت عن اصابته بجروح.. وقال النائب عن كتلة الاحرار الصدرية عواد العوادي في تصريح صحافي إن المالكي تعرّض للطرد من كربلاء وسط هتافات تنعته بالفاسد والسارق لأموال الشعب رافضين تواجده بين زوار اربعينية الامام الحسين. كما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمالكي محاصرًا بحرسه الشخصي، وقد بدت آثار الدم على وجهه.

&
&


&