وضعت السلطات العراقية قواتها الأمنية في بغداد اليوم بحال انذار قصوى ونشرت عناصرها قرب الساحات العامة واغلقت بعض الجسور لتأمين تظاهرة مليونية بوسط العاصمة غدًا للاحتجاج على الفساد والدعوة لحكومة كفوءة نزيهة، دعا اليها الصدر مطالبًا انصاره بضبط النفس.. بينما هاجمت القوات تنظيم داعش قرب الفلوجة في عمليات تمهد لمعركة انتزاعها من سيطرة التنظيم.

لندن: أبلغ مواطنون في بغداد "إيلاف" خلال اتصال هاتفي انهم شاهدوا منذ صباح اليوم تواجدًا كثيفًا للقوات الأمنية في الشوارع والساحات العامة القريبة من ساحة التحرير وسط العاصمة التي ستشهد غدًا الجمعة تظاهرة مليونية دعا لها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي اكد مشاركته فيها واقامة صلاة موحدة شيعية سنية سيؤمها ثم يلقي خطابًا يتحدث فيه عن اهم التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

وستقوم القوات الأمنية بغلق جسري السنك والجمهورية الرابطين بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء مقر الحكومة ووزاراتها المهمة والسفارات الاجنبية وبينها الاميركية، وذلك بدءًا من منتصف ليل الخميس& تحسبًا لمحاولة المتظاهرين الزحف نحو المنطقة.

واليوم، أكد الصدر مشاركته في تظاهرة الغد منوهًا إلى أنّه سيلقي خطابًا بالمشاركين فيها محذرًا من ترديد هتافات خاصة او رفع علم غير علم العراق، داعيًا انصاره إلى ضبط النفس. وقال في جواب اطلعت على نصه "إيلاف" رداً على سؤال لاحد إتباعه حول تظاهرة الغد ومشاركته فيها، "لا تسمعوا للإشاعات المعادية فنحن مصممون على التظاهر وعليكم الاستمرار".

وخاطب أنصاره بالقول: "صممت على الحضور معكم في تظاهرتكم هذه فلزاماً عليكم ضبط عواطفكم وإلا كانت المرة الأخيرة لحضوري معكم فكونوا على قدر المسؤولية". وشدد على ضرورة عدم ترديد أي "هتافات صدرية بل عراقية عامة، ولا رايات ولا أعلام إلا علم العراق، ومن يفعل غير ذلك فهو عاصٍ أو مدسوس".

وأضاف الصدر أنه "من المؤمل حضور من هم خارج التيار، فأرجو أن يكونوا بكامل الحرية بما يفعلون، فالتظاهرات تجسيد صورة من صور المعارضة للظلم والفساد، وهي للجميع الذين هم ضد الظلم والباطل.

وأوضح الصدر أنه سيلقي كلمة في التظاهرة قائلاً، "بعد انتهاء وقت التظاهرة والكلمة التي إلقيها على مسامعكم في تمام الساعة العاشرة والنصف الكل ينصرف لصلاة الجمعة لا سيما أهالي بغداد الحبيبة كل حسب منطقته".

وقد تجول الصدر الليلة الماضية في ساحة التحرير برفقة محافظ بغداد علي التميمي ومدير مكتب الصدر في بغداد ابراهيم الجابري، واطلع على الاجراءات المتخذة لتأمين انسيابية وصول المتظاهرين من مناطق بغداد المختلفة ومن خارجها إلى الساحة وعمليات تأمينهم.

وكان مكتب "الشهيد الصدر" قد أعلن الاثنين الماضي عن إقامة صلاة جمعة موحدة للمتظاهرين في بغداد بإمامة الصدر، ودعا إلى التحشيد للتظاهرة بجميع الوسائل المتاحة والمشاركة الواسعة والفعالة في المظاهرة المليونية، وأن تكون عراقية محضة تمثل تطلعات الشعب واقتصار الشعارات على المطالبة بنصرة العراق حصرًا.&

وجاءت دعوة الصدر للمليونية من اجل دعم خطته التي اطلقها في الثالث عشر من الشهر الحالي عن "اصلاح الاداء الحكومي"، حيث قدم إلى العبادي قائمة بأسماء شخصيات عراقية مستقلة تكون مهمتها تشكيل لجنة لاختيار التشكيلة الوزارية الجديدة.

وكان العبادي أعلن قبل ايام عن توجهه لاجراء تغيير وزاري جوهري بضم شخصيات مهنية متخصصة من التكنوقراط إلى حكومته، داعيًا البرلمان والكتل السياسية إلى التعاون معه لانجاز هذه المهمة التي قال انها ستساعد على خروج العراق من ظروفه الصعبة التي يمر بها حاليًا. وقد هدد الصدر بسحب الثقة من حكومة العبادي في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.

عملية عسكرية حول الفلوجة تمهيدًا لمعركتها الحاسمة

شنت القوات العراقية اليوم عملية عسكرية واسعة قرب الفلوجة معقل تنظيم داعش الارهابي تمهيدًا لمعركة انتزاع المدينة من قبضة التنظيم الذي يسيطر عليها منذ اكثر من عامين.

فقد بدأت القطعات العسكرية مدعومة بالحشد الشعبي والعشائري هجومًا واسعًا على مناطق بجنوب وغرب مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) ودمرت خط الصد الاول للتنظيم في منطقة البودعيج بعامرية الفلوجة بمحافظة الأنبار، وقتلت 19 عنصرًا للتنظيم. وقد استطاعت القوات تحرير منطقة البو دعيج وتدمير اربع عجلات وتفجير اربعة مقار للتنظيم ومنصة متحركة لاطلاق الصواريخ.

وقد انتشرت القوات الأمنية في جميع مناطق البو دعيج لتفتيشها ورفع العبوات الناسفة منها لتأمين دخول القطعات البرية الأخرى للتقدم إلى المناطق المحيطة بناحية عامرية الفلوجة لتحريرها ثم الانتقال إلى الصفحة الاخيرة من المعارك بشن الهجوم الحاسم المنتظر لانتزاع الفلوجة من قبضة داعش.

ويشارك في العملية الفوج الثاني باللواء الثامن التابع للفرقة الثامنة بالجيش وبمساندة شرطة عامرية الفلوجة وأبناء العشائر، حيث حققت القوات تقدمًا في العملية التي يساندها طيران التحالف الدولي والعراقي. وأوضح قائمّقام الفلوجة عيسى العيساوي أن القوات الأمنية تستهدف من هجومها هذا تجمعات داعش في مناطق تبعد 20 كيلومترًا جنوب الفلوجة.

وكانت تعزيزات عسكرية مدرعة قد وصلت الاحد الماضي من بغداد إلى محيط مدينة الفلوجة استعداداً لاقتحامها، وقال آمر الفوج الثالث لواء 30 العقيد محمود الجميلي للصحافيين إن القوات القتالية والعسكرية التي وصلت إلى مواقعها شرعت بنشر قواتها وقناصيها على السواتر الأمامية مع نشر الدبابات والدروع ووحدات المدفعية.. مؤكداً أن هذه القوات بانتظار الأمر النهائي لبدء معركة تحرير الفلوجة.&&

وعلى الصعيد نفسه، أعلن الشيخ مجيد الجريصي أحد شيوخ عشيرة الجريصات في الفلوجة العراقية عن اعدام داعش أربعة من أبناء المدينة بتهمة التجسس لصالح القوات العراقية.

وأوضح أن عناصر التنظيم اقتادوا المدنيين الاربعة مقيدي الأيدي ووضعوهم في متنزه الحديقة العامة وسط المدينة وأعدموهم رمياً بالرصاص أمام جمعٍ من الناس. وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص الأربعة هم من بين 110 مدنيين اعتقلهم التنظيم في المدينة خلال الأيام القليلة الماضية بعدما انتفض أبناء العشائر بوجهه.

وتفرض القوات العراقية بمساندة مقاتلين من عشائر الأنبار والحشد الشعبي للفصائل الشيعية حصارًا شديدًا حول الفلوجة التي لايزال عشرات آلاف المدنيين داخلها، حيث تقول القوات العراقية إن هذا الحصار يهدف إلى استعادة السيطرة عليها من داعش.

&والفلوجة هي اول مدينة خضعت لسيطرة تنظيم "داعش" قبل الهجوم الواسع الذي شنه التنظيم على مدينة الموصل في حزيران (يونيو) عام 2014 وانهارت على اثرها قطاعات الجيش العراقي ليسيطر التنظيم بعدها على ثلث مساحة العراق.. وحاليًا، فإن التنظيم يسيطر اضافة إلى الفلوجة على مدينتي الموصل وتلعفر في محافظة نينوى شمال غرب بغداد وعلى الحويجة في محافظة كركوك شمال شرق بغداد.