ساعات معدودة باقية ليبدأ العاهل السعودي الملك سلمان زيارته التاريخية المرتقبة لمصر، والتي تحمل بين سطورها ردود كثيرة حول العلاقات السعودية المصرية، وجذورها التاريخية الممتدة منذ الأزل بين المملكة والقاهرة.
&
عبد الرحمن بدوي:&رحبت الأوساط السياسة في مصر بالزيارة المرتقبة للعاهل السعودي والتي تحمل الكثير من الملفات التي سيتم مناقشتها على طاولة القمة بين الملك سلمان والرئيس السيسي، فيما يتعلق بآخر المستجدات في المنطقة، وكيفية التعاون المصري السعودي لمحاربة الإرهاب وعودة الاستقرار.
&
ورحب مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأسبوعي اليوم الاربعاء، برئاسة المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بالزيارة التاريخية للعاهل السعودي الملك سلمان مؤكدا وأكد أنها تاريخية، وتأتي تجسيدا لعمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة بين القيادتين والشعبين المصري والسعودي، وأعرب مجلس الوزراء عن التطلع الى أن تسهم الزيارة في الدفع بمستويات التعاون القائمة بين البلدين الى آفاق أرحب تتناسب مع ما لدى الدولتين من امكانات متميزة وروابط أخوية وطيدة.
&
وأشاد المهندس شريف اسماعيل بآلية المجلس التنسيقي المصري السعودي والتي أكدت اجتماعاتها الدورية في مصر والسعودية على ما يوليه الجانبين من أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية، مشددا على أن مصر تفتح زراعيها للتعاون المصرى السعودي في كافة المجالات، وبما يدعم الروابط بين مصر والمملكة اللذين يعدا جناحا الأمن القومي في العالم العربي.
&
الملك سلمان في مجلس النواب&
&
وأفادت مصادر مطلعة أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود سيلقي خطابا أمام البرلمان ذلك خلال زيارته التي يقوم بها إلى القاهرة وتبدأ غدًا الخميس، والمتوقع أن يقوم الملك بزيارة للبرلمان الأحد المقبل.
&
وقال سليمان وهدان وكيل مجلس النواب المصري: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز سيقوم بزيارة البرلمان الأحد المقبل في إطار سلسلة لقاءته داخل مصر، لافت إلى احتمالية مشاركة العاهل السعودي في الجلسة العامة للمجلس المقرر عقدها الأحد والمخصصة لمناقشة برنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المصري، مشيرا إلى إنه من المحتمل أن يلقي خادم الحرميين خطاباً داخل الجلسة العامة للمجلس.
&
وأضاف أن "الملك سلمان بن عبد العزيز، قامة وقيمة عربية كبيرة، وهي الزيارة الأولى له للبرلمان المصري، بعد تقلده منصبه بالسعودية، وحضور خادم الحرمين، للبرلمان المصري في أول دور انعقاد له بعد ثورة ٣٠ يونيو/ حزيران المصرية يحمل دلالة خاصة ورسالة دعم لموقف مصر ومباركة لاكتمال خارطة الطريق، فضلاً عن رسائله على الصعيدين الإقليمي والدولي"، لافتا &إلى أن البرلمان المصري يثمّن العلاقات التاريخية بين البلدين، والقضايا المشتركة بينهما وعلى رأسها قضايا الأمن القومي العربي والدفاع العربي المشترك، إلى جانب قضايا الاستثمار، لافتًا إلى أن دولة السعودية شريك عربي مهم في دعم الاستثمارات في مصر.
&
وكان مسئولون بمراسم الرئاسة المصرية قد تفقّدوا &مقر مجلس النواب أمس الثلاثاء وقام بالتجهيزات والترتيبات الأمنية اللازمة استعداداً لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، وهو ما يؤكد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمقر البرلمان المصري.
&
أهم الملفات
وتشهد الزيارة توقيع نحو 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والبترول والتعليم والزراعة والإعلام والثقافة والسياحة والقوى العاملة والتدريب والاستثمار.&
&
وعلى المستوى العربي ستشهد الزيارة تبادل وجهات النظر والتنسيق في ما يخص القضايا العربية، ولا سيّما الأزمة السورية، والأوضاع في اليمن والعراق وليبيا.&
&
وكان السفير السعودي في القاهرة أحمد بن عبدالعزيز قطان قد أكد أن هذه الزيارة تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك سلمان بمصر حكومة وشعبا، وحرصه على تعزيز&التعاون المستمر بين البلدين في كافة المجالات، كما دشن هاشتاق، #الملك سلمان في بلده الثاني مصر، على موقعى التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، مع قرب موعد زيارة الملك سلمان &إلى القاهرة.
&
زيارات القمة
وقد استقبلت مصر العاهل السعودي من قبل عندما آتى لحضور المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ في نهاية آذار/مارس 2015 حيث تم استقباله بمجرد دخول طائرته المجال الجوي المصري، ورافق الطائرة الملكية 4 مقاتلات مروحية من سلاح الجو المصري.
&
كما كانت السعودية هي الدولة الأولى التي يزورها الرئيس السيسي عقب تولية رئاسة مصر في الأول من آذار/مارس 2015 لتهنئة الملك سلمان بوليه سدة الحكم بالمملكة، أعقبها زيارة ثانية لحضور القمة أسبا، وثالثة لحضور فعاليات اختتام مناورة رعد الشمال، التي شاركت فيها مصر بقوة، كما شاركت من قبل في التحالف العربي الذي تقوده المملكة لعودة الشرعية اليمنية، مرورأ بمشاركتها في أول اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة في التحالف الإسلامي العسكري أخيرًا.
&
الدعم السعودي لمصر
وتعتبر السعودية من أكبر الدول الخليجية الداعمة لمصر، وقدمت بعد 30 حزيران/يونيو إلى جانب الدعم السياسى للنظام الجديد 2 مليار دولار وديعة فى البنك المركزى المصرى لدعم الاحتياطي النقدي، إضافة إلى 700 مليون دولار منتجات بترولية.
&
كما أمر الملك سلمان في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال (ثمانية مليارات دولار)، وأن يتم الإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات"، ودعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.
&
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي حضر الملك سلمان والرئيس السيسي مراسم التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي المصري لتنفيذ إعلان القاهرة،&الذي وقعه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي خلال زيارته لمصر في نهاية تموز/يوليو الماضي، والذي سيتولى الإشراف على تقديم المبادرات وإعداد الاتفاقيات&ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية، ومن بينها استكمال عملية إنشاء القوة العربية المشتركة.