أكد الإعلامي عثمان العمير أن الصحافة الإلكترونية باتت تهرول خلف الصحافة الورقية نحو الموت المحتّم، مشيرًا إلى ضرورة اندماجها العاجل بكل وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة.

دبي: قارب ناشر "إيلاف" الإعلامي عثمان العمير كيفية تأثر الممارسات الصحافية في ظل الحجم الهائل من المحتوى الإعلامي الذي ينتجه الشهود الرقميون، حيث تشرّب الإعلام، وخصوصًا الرصين، ثقافة الاخبار العاجلة، وأصبحت وظيفته تقتصر على التأكد من المحتوى المنشور عوضًا عن صناعة الخبر، وذلك خلال مشاركته في جلسة "شهود عیان في عصر الاعلام الرقمي" ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي. التفاصيل

المناقشات تركزت حول اقتصار وظيفة الإعلام على التأكد من المحتوى المنشور عوضًا عن صناعة الخبر، وفتحت الباب أمام أسئلة متعددة، أهمها: كيف وصلنا الى ما نحن عليه الآن؟ وكيف توازن المؤسسات الإعلامية بين تدفق الاخبار على مدى الـ24 ساعة وبين التأكد من المحتوى؟ وما هو دور الصحف ومحطات التلفزيون في ظل تمكن الشهود العيان من نشر محتواهم بعيدًا من الوسائل التقليدية؟ وما هي الاخبار التي ستركز عليها وسائل الاعلام بحلول عام 2026؟&

احتضار المواقع

"العمير" جدد التأكيد أن الصحافة الورقية&ماتت منذ عشر سنوات، فيما تحتضر الآن المواقع الالكترونية، وأضاف: "استخدام تكنولوجيا التواصل هو مخرج الإعلام للاستمرار". كما تطرق الحديث إلى صعوبة الفصل بين المصلحة المالية والمصلحة التحريرية في العمل الإعلامي، لا سيّما في ظل عدم امكانية تمرد التحرير بشكل مطلق على إرادة رأس المال، وبالتالي فإن الكلمة الفصل تكون دائمًا للأخير.

وشارك إيان فليبس، مدير الاخبار في أسوشيتد برس، ضمن هذه الجلسة إلى جانب العمير، فيما أدار الحوار رئيس تحرير موقع "العربية. نت" باللغة الإنكليزية، فيصل عباس.

وكانت فعاليات الدورة الخامسة عشرة لـ «منتدى الإعلام العربي» قد انطلقت، اليوم الثلاثاء، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار «الإعلام ... أبعاد إنسانية»، وذلك بحضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وبمشاركة أكثر من 2000 شخصية بارزة من كُتَّاب ومفكرين وقيادات إعلامية وثقافية من مختلف أنحاء العالم.

وتتضمن هذه الدورة تنوعًا في الجلسات والعديد من التفاصيل والمكونات الجديدة، والتي تمت اضافتها للمرة الأولى، ويأتي هذا التجديد في إطار عملية تطوير المنتدى بهدف إفساح المجال لمزيد من النقاشات وطرح عدد أكبر من الموضوعات على مائدة الحوار، وتمكين الحضور من الاطلاع على أفكار وتجارب رائدة ضمن المحاور التي سيتم التطرق إليها خلال يومي المنتدى، مع التأكيد على قيمة المتحدثين كل في مجال تخصصه، حيث حرص المنتدى على استضافة نخبة من أهم المؤثرين في المنطقة وأبرز الوجوه الإعلامية والخبراء المتخصصين في المنطقة والعالم. &

القيم الإنسانية

وستسهم في إثراء حوارات المنتدى، الذي تقام فعالياته على مدار يومي 10-11 مايو الجاري، نخبة من أهم الرموز المحلية والعربية والعالمية من الساسة وصناع القرار والكُتَّاب والمفكرين والقيادات الإعلامية والأكاديميين والخبراء والمتخصصين في القطاع الإعلامي، وأبرز الوجوه المؤثرة في فضاء منصات التواصل الاجتماعي، والذين سيجتمعون في دبي لمناقشة علاقة القيم الإنسانية بالإعلام على مختلف الأصعدة، والتأكيد على قدرته في إحداث تحولات إنسانية إيجابية في المحيط العربي، خارج إطار دوره النمطي، سواء في سياقه الإخباري أو الترفيهي أو التثقيفي.

وتبحث الجلسات الرئيسية في موضوعات وثيقة الصلة بالقيم الإنسانية في الإعلام العربي من أجل تحليل المشهد والخروج بتصورات حول سبل معالجة أبرز التحديات التي تواجهه واستحداث أفكار تساهم في تعزيز العمل العربي وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في تطويره.

وتتنوع أجندة الدورة الخامسة عشرة للمنتدى لتشمل الجلسات الرئيسة والحوارية والحلقات النقاشية وورش العمل واللقاءات مع الكتاب، والعديد من الأنشطة الثقافية التي تعزز مكانة المنتدى على الأجندة السنوية للإعلام العربي. وتركز رسالة المنتدى الإنسانية حول دور الإعلام من مجرد ناقل للأخبار أو تغطية الأحداث إلى المشاركة المباشرة عبر المبادرات الفعالة، التي تعمل على ترسيخ السلام والإيجابية والتفاؤل في مستقبل العالم العربي في ظل المتغيرات المتسارعة التي تأثرت وأثرت في قطاع الإعلام العربي.&

&

&

ويتطرق المتحدثون إلى أهمية تقديم المعلومة الصحيحة، والابتعاد عن النظرة السلبية، والدور المؤثر للإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي العام، إلى جانب استشراف ملامح مستقبل الإعلام العربي، في حين يُختتم المنتدى بحفل توزيع جائزة الصحافة العربية.