شكك سوريون في رواية مقتل القيادي العسكري البارز في حزب الله&مصطفى بدر الدين قرب دمشق في سوريا، في حين أكد آخرون أن قتل أي قيادي في حزب الله أصبح أسهل على الحزب من اخفائه، وخاصة ان كان هناك خلاف في الرأي مع &ايران وامين عام حزب الله حول طريقة ادارة المعركة في سوريا.

الكاتب السوري محمد خليفة اعتبر أن "حزب الله عجز عن تقديم الاجابة المقنعة التي وعد أنصاره بها ردا على السؤال الملّح حول من قتل مصطفى بدر الدين في سوريا"، وقال على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" إن البيان الذي صدر عن حزب الله هو بيان "مقتضب وعمومي، ويكتفي باتهام الجماعات التكفيرية"، لافتا أنها "إجابة بلا قيمة ولا معنى طالما أنه لا يسمي ولا يحدد ولا يقدم أدلة مادية أو رواية متكاملة". &

وأشار الى أن حزب الله "يعرف أن اتهامه واهن مثل بيت العنكبوت، ولذلك حاول الهرب الى الامام باتهام &أميركا ومخططها المعروف للقضاء على المقاومة". وأضاف: "المثير في هذا البيان تبرئته للعدو الأبرز اسرائيل"، موضحا "يبدو ان التبرئة تنقذ الحزب من ورطة الاضطرار للرد على العدو في وقت لم يعد يستطيع خوض أي معركة معه بسبب انهماكه وانهاكه في سوريا لا في فلسطين".&

خلافات

ووسط الحديث عن خلافات حول كيفية ادارة المعركة داخل سوريا، شدد أن "هذه الردود غير المقنعة تفتح الباب أمام شكوك كثيرة، لا سيما وأن هناك تساؤلات واقعية عن مكان مقتل بدر الدين، وأولها: هل صحيح أنه قتل في دمشق أم في حلب أم في مكان أخر؟".

مع ملاحظة أن سكان المنطقة القريبة من مطار دمشق نفوا بقوة سماع صوت انفجار كبير في تلك الليلة، إضافة الى أنه ثمة معلومات من مصادر ايرانية شبه رسمية أن بدر الدين كان في جنوب حلب قبل يومين من إعلان مقتله والتقى الجنرال قاسم سليماني ولم يكن اللقاء وديا بل عاصفًا، كما أن هناك معلومات أنه قتل يوم الثلاثاء لا يوم الخميس".

ونقل خليفة عن مصادر لبنانية قريبة من حزب الله أن "بدر الدين اختلف في الفترة الاخيرة مع قيادته حول ازدياد تورطه في الصراع السوري "مما سبب توترا في علاقته بحسن نصر الله، وأربك خطط ايران العسكرية، ورأى أن "الثابت في التطورات الاخيرة هو أن الاتجاه العام يميل للخيار العسكري وللسلاح والتصعيد العنيف بقرار ايراني لافشال ما يدعى (الحل السياسي)"، وان الحزب يعطي نفسه الحجة والذريعة للرد على الفصائل والسورية المعارضة الانتقام لمقتل قياديه.

استحقاقات مقبلة

بعض السوريين يعتقدون خلال احاديث متفرقة مع "ايلاف" ان حزب الله يعلن مقتل قاداته منذ القيادي عماد مغنية حتى بدر الدين فيما هم على قيد الحياة وهو يحاول أن يخفيهم خوفا من استحقاقات مقبلة تضيق الخناق عليه في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وفي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

فيما يعتبر سوريون انه في ظل الخلافات المتراكمة لدى الحزب وقاداته حول المعركة في سوريا وكيفية ادارتها، وفي ظل الاصطفافات الحالية ما بين النظام وايران والروس، يبدو قتل حزب الله للمختلفين معه في الرأي هو العمل الاقل كلفة، خصوصا وأن بدر الدين أمر فعليا بعض كتائب الحزب بالانسحاب من مواقعها والعودة الى لبنان باعتباره المسؤول العسكري الأعلى في سوريا.

كما ان بعض الايرانيين حملوه مسؤولية الهزيمة الفادحة في بعض المناطق، وسط تردد الأحاديث عن أن مخابرات الأسد لم تعد مطمئنة له, بعد أن صار يهاجم بشار الاسد علنا في أحاديثه دون تحفظ، وصارت لهذه المخابرات مصلحة في التخلص منه لكي لا يعزز النقمة داخل الحزب، حسب قولهم.

&قصف مدفعي

وكان حزب الله قد أعلن أن الانفجار الذي أدى إلى مقتل القيادي العسكري، مصطفى بدر الدين، ناتج عن قصف مدفعي، متهما "جماعات مسلحة" في سوريا باغتياله.

وقال الحزب في بيان إن "التحقيقات الجارية لدينا أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، وأدى إلى مقتل مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات المتواجدة في تلك المنطقة".

وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قد قال، الجمعة، إن الحزب سيعلن خلال ساعات نتائج التحقيقات في مقتل مصطفى بدر الدين في سوريا. فيما شيع حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت جنازة قائده العسكري.

ويمثل مقتل بدر الدين، وهو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري الراحل، أكبر خسارة تلحق بحزب الله وإيران في سوريا، رغم التدخل العسكري الروسي دعماً للأسد وحلفائه.

لا لإقحام اسرئيل!

من جانبه أعلن الصحافي الفرنسي والخبير بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط جورج مالبرونو، أن حزب الله طلب من الصحافيين الغربيين الامتناع عن القول إن إسرائيل وراء تفجير مقر مصطفى بدر الدين في دمشق.

وقال الصحافي الفرنسي، الذي يكتب في صحيفة لوفيغارو والمتخصص في شؤون الإرهاب منذ أكثر من عشرين سنة، والرهينة في يد القاعدة في بلاد الرافدين في العام 2004 في العراق، والمتابع للشؤون العربية وشؤون الشرق الاوسط، في تغريدة له على تويتر مساء الجمعة، إن حزب الله يطلب رسمياً من الصحافيين الذين اتصلوا به للتعليق على ردة فعل الحزب وموقفه بعد التفجير الذي أودى بالقيادي في حزب الله في العاصمة السورية دمشق، الامتناع عن إقحام إسرائيل في الهجوم، وأكد الصحافي الفرنسي إن "حزب الله يطلب رسمياً من الصحافيين الذين اتصلوا الامتناع عن تأكيد وقوف إسرائيل وراء اغتيال بدر الدين في سوريا".