إيلاف من لندن: استمرت المراسيم والإحتفالات بمناسبة عيد ميلاد ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ليومين متتاليين في الثامن والتاسع من يونيو، وبمتابعة الجمهور البريطاني وتفاعله. &

كل عام تجري هذه الإحتفالات أمام حديقة رائعة جميلة من "سانت جيمس"، وأقيمت هذا العام ليومين متواصلين الأربعاء والخميس المصادفين للثامن والتاسع من يونيو 2016، وسط حضور جماهيري بدعوات خاصة وبطاقات للدخول.

وتعود هذه الاحتفالات تاريخيًا إلى ذكرى تقليد يعود إلى عام 1960، حيث كانت تستخدم طبول الحرب لإصدار الأوامر الملكية للقوات بالإنسحاب تحت جنح الظلام، ثم إغلاق بوابات إلى دعوة القوات إلى مركزها الأصلي، حيث خفض العلم يكون عند الغروب عادة.

يمكن التعرف من خلال الزي واللباس الرسمي لمعرفة التميز في التقليد، الذي يعود إلى ثلاثة قرون ماضية.&

&

&

الملكة إليزابيث الثانية

هي إليزابيث أَلِيكسندرا ماريّ، وُلدت في 21 أبريل 1926، هي الملكة الدستورية لست عشرة دولة من مجموع ثلاث وخمسين من دول الكومنولث التي ترأسها، كما ترأس كنيسة إنجلترا.

وعند تسلمها السلطة في 6 فبراير 1952، أصبحت رئيسة الكومنولث وملكة سبع دول مستقلة أعضاء في الكومنولث، وهي: المملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا، وباكستان، وسيلان.

وحفل تتويجها في العام التالي كان الأول من نوعه، حيث بث عبر شاشات التلفزيون.. ومُنذ عام 1956 حتى 1992، تراوح عدد الممالك التابعة لها؛ حيث حصلت بعض الأراضي على استقلالها، والبعض الآخر من الممالك تحول إلى جمهوريات.&

&

&

فاليوم، بجانب أول أربع دول من القائمة المذكورة سابقًا، صارت ملكة جامايكا، وباربادوس، والبهاما، وغرينادا، وبابوا، وجزر سليمان، وتوفالو، وسانت لوسيا، وسانت فنسنت والجرينادين، وبليز، وأنتيغوا وباربودا، وسانت كيتس ونيفيس.

والملكة إليزابيث الثانية أطول ملوك بريطانيا عمراً، وهي أطول ملوك بريطانيا جلوسًا على العرش، بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدتها الملكة فيكتُوريا البلاد.

&وُلدت إليزابيث في لندن وتلقَّت تعليماً خاصّاً في منزلها.. ارتقى والدها جورج السادس، عرش إنجلترا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه في عام 1936، ومُنذُ ذلِك الحين أصبحت إليزابيث الوريث المفترض للعرش. ومن هنا، أخذت إليزابيث الواجبات العامة على عاتقها أثناء الحرب العالمية الثانية؛ حيث إنضمت هناك للعمل في الخدمة الإقليمية الاحتياطية.&

وفي عام 1947، تزوَّجت الملكة إليزابيث من الأمير فيليب، دوق إدنبره، وأنجبت منه أطفالها الأَربعة: الأمير تشارلز، أمير ويلز؛ والأميرة آن؛ والأمير أندرو،دوق يورك؛ وأخيراَ الأمير إدوارد، إيرل وسكس.

&

&

ومن ضمن الزيارات التاريخية العديدة التي قامت بها إليزابيث والاجتماعات التي عقدتها، زيارة رسمية إلى جمهورية أيرلندا، وأول زيارة رسمية من الرئيس الأيرلندي إلى بريطانيا العظمى، بالإضافة إلى زيارات متبادلة من وإلى البابا. وقد شهدت أيضا تغييرات دستورية كبرى؛ كانتقال السلطة في المملكة المتحدة، والتوطين الكندي، وإنهاء الاستعمار في أفريقيا. وقد حكمت إليزابيث أيضًا من خلال مختلف الحروب والصراعات الداخلية فيها العديد من ممالكها.

ومن أسعد الأوقات في حياة الملكة إليزابيث كانت أيام ميلاد وزواج أولادها وأحفادها، وتنصيب الأمير تشارلز على ولاية ويلز، والاحتفال بأهم الإنجازات والأحداث التاريخية كمناسبة اليوبيل الفضي والذهبي والماسي في عام 1977، 2002، 2012 على التوالي.&

أما عن لحظات الحزن والأسى فكانوا، لحظة موت أبيها عن عمر يناهز الـ 56 عامًا، واغتيال عم الأمير فيليب، اللورد لويس مونتباتن، وانهيار زواج أبنائها في عام 1992م، ذلك العام الذي يُطلق عليه العام المشؤوم، ووفاة الأميرة ديانا، أميرة ويلز والزوجة الأولى للأمير تشارلز، أيضاً وفاة والدتها و شقيقتها في عام 2002.

وأحيانًا كانت تواجه الملكة رد فعل الجمهور وآراءهم، بالإضافة إلى انتقادات صحفية لاذعة للعائلة المالكة، ولكن لا يزال الدعم للنظام الملكي ولشعبيتها قويًا. في 9 سبتمبر 2015 حطمت الملكة "إليزابيث الثانية" رقمًا قياسيًا بالجلوس على عرش المملكة لـ 63 عامًا وسبعة أشهر، وتخطت العاهلة البريطانية جدتها الثالثة الملكة "فيكتُوريا"، التي كانت تحمل اللقب.

ويعد الإحتفال الملكي في بريطانيا هو الأقدم للملوك في العالم.