إيلاف من بغداد: قالت الامم المتحدة اليوم ان النازحين العراقيين حديثا من قضائي الحويجة والشرقاط الشماليين، لا سيما النساء والاطفال، يعانون من سوء التغذية وبحاجة الى رعاية خاصة، واشارت الى ان هناك حاليا أكثر من 3.2 مليون نازح في جميع أنحاء العراق فيما روى نازحون حديثا عذابات الهروب من تنظيم داعش والاحتياجات الضرورية التي يفتقدونها.

وتؤكد الامم المتحدة انه ما يزال هناك أكثر من 3.2 مليون عراقي نازح في جميع أنحاء العراق بسبب الأزمة الحالية التي بدأت في كانون الثاني يناير عام 2014. واشارت الامم المتحدة في تقرير الجمعة تسلمت "إيلاف" نصه الى انه في أعقاب اعلان الحكومة العراقية امس الخميس إستعادتها بالكامل لمدينة الحويجة والمناطق المحيطة بها فقد أفادت مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح بأن أكثر من 33,000 شخص قد نزح منذ إطلاق الهجوم قبل اسبوعين ومازال أكثر من 15,200 في حالة نزوح وأَنَ 17,700 منهم عادوا الى ديارهم. 

وبدأت القوات العراقية في 21 من الشهر الماضي عمليات عسكرية ضد معاقل تنظيم داعش الاخيرة في وسط العراق – في قضاء الحويجة في محافظة كركوك والشرقاط في محافظة صلاح الدين - التي كانت تلك الجماعة قد استولت عليها في عام 2014.

وقد تم نقل معظم النازحين حديثاً من الحويجة والشرقاط الى المخيمات ومواقع الطوارىء الموجودة في المحافظات الثلاث في كركوك ونينوى وصلاح الدين. وقد أشرف زياد خالص مسؤول إدارة المعلومات في المنظمة الدولية للهجرة في موقع حاج علي للطوارىء خلال الأسبوعين الماضيين على تسجيل أكثر من 6,700 فرد ( أكثر من 1,300 عائلة). وقال خالص "تحسباً لتدفق أعداد جديدة من النازحين داخلياً من الحويجة والشرقاط الى موقعنا قمنا باعداد وتحضير مئات القطع من الخيام وتأمين الامدادات الطبية".

وأضاف في ظل هذا السياق لحالات الطوارىء الانسانية لا بد من وجود تحديات كثيرة "حيث أًنَ العديد من النازحين ولاسيما النساء والاطفال يعانون من سوء التغذية وبحاجة الى رعاية خاصة منذ اللحظة الاولى". واعتباراً من 4 من الشهر الحالي يعيش 30,156 شخص ( 6,538 عائلة) في موقع حاج علي للطوارىء حيث تزود كل عائلة نازحة في موقع حاج علي بخيمة وحزمة الاغاثة الأساسية والحصول على الخدمات الطبية.

النازحون يروون عذابات هروبهم

وقالت أم أنس التي بدأت الرحلة مع طفليها في الأسبوع الأول من العملية، هربنا مع عائلات أخرى ليلاً وسرنا لمسافة أكثر من ثماني ساعات للوصول الى نقطة التفتيش ومن ثم إنتقلنا الى موقع حاج علي للطوارىء.

أُم أنس هي واحدة من عشرات النساء النازحات حديثاً والتي تأتي للعلاج في المركز الطبي للمنظمة الدولية للهجرة في موقع حاج علي بسبب عدم مقدرتها الحصول على الطعام والرعاية الصحية المناسبة تقريبا لثلاث سنوات.

وحنان هي الزائرة الاخرى للمركز الطبي والتي لاذت بالفرار من الحويجة مع أطفالها الثمانية، أربع بنات وأربع صبيان. وتقول حنان عن هروبهم السريع من الحويجة " لقد ركضنا وتركنا خلفنا كل شيء لانملك شيئا سوى الملابس التي نرتديها. لم استحم لإسبوع لإني لا املك ملابس اخرى" .. وفي "تلك الليلة مشينا انا واطفالي طوال خمسة ساعات مع الاف الاشخاص الاخرين وفي زحمة هروب العائلات من المنطقة انفصل زوجي عنا وانتهى به الامر في كركوك".

وتضيف حنان وهي جالسة بالقرب من ابنها زيد المصاب وكيس الادرار يرافقه " ُصيب إبني زيد البالغ 7 سنوات برصاصة عندما كان يركض وظل يسير بالرغم من اصابته وهو مصاب الان وبحاجة الى عملية جراحية قريباً."

وأتى 102,708 نازح إضافي في موجة النزوح الاخيرة والذين تم تحديدهم سابقا من قبل مصفوفة تتبع النزوح للمنظمة الدولية للهجرة كنازحين من الحويجة بين الفترة بين اغسطس 2016 و 20 سبتمبر بسبب العمليات العسكرية المبكرة.

وجدان التي نزحت مؤخرا من الحويجة قالت إن ولدها البالغ ثلاث اعوام في حالة سيئة منذ أربع او خمسة أشهر وتقول " لم يأكل شيئا في اليومين الاخيرين ولا يستطيع المشي لان الرعاية الصحية لم تكن متوفرة هناك. إبني بحاجة ماسة الى المساعدة لانه تعرض الى الجفاف الشديد" لدى وجدان ولدين آخرين واضافت انه عند هروبها سيرا على الاقدام كانت تحمل طفلها المريض.

وقُتل زوج وجدان منذ ثلاث سنوات والان ومنذ وصولها الى موقع حاج علي منذ أربعة أيام وهي بصحبة اولادها .. وتستطرد "امي وأخي بقوا في كركوك وبفضل الله نحن في أمان هنا في حاج علي وهنا في المركز الطبي يُعالج الطبيب إبني المريض بسائل عن طريق الوريد وسيتم نقله قريباً الى المستشفى".

3.2 مليون عراقي نازح مازالوا خارج مناطقهم

وتؤكد الامم المتحدة انه ما زال هناك أكثر من 3.2مليون عراقي نازح في جميع أنحاء العراق بسبب الأزمة الحالية التي بدأت في كانون الثاني يناير عام 2014. ويعيش ما يقرب من نصفهم في ترتيبات خاصة، في حين يعيش 24 في المائة منهم في مخيمات و 12 في المائة منهم في ترتيبات مأوى غير ملائمة (مجمعات غير رسمية ، والمباني الدينية، والمباني غير المكتملة). وظروف السكن لـ 14 في المائة منهم غير معروفة.

وكانت الحويجة واحدة من منطقتين بقيتا تحت سيطرة تنظيم داعش وانطلقت معركة تحريرها بعد يومين من استعادة القوات العراقية قاعدة الرشاد الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب والتي استخدمها الارهابيون معسكرا للتدريب وموقع لوجستي.

وتقع الحويجة شمال العراق وهي مركز قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك حيث تقع جنوب غرب مدينة كركوك بحوالي 50 كيلومترا ويبلغ عدد سكان القضاء نصف المليون نسمة غالبيتهم من العرب من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. 

ويقع قضاء الحويجة بين اربع محافظات حيث تحده من الشمال محافظة كركوك ومن الجنوب محافظة ديالى ومن الغرب محافظة الموصل ومن الشرق محافظة صلاح الدين. وخضع القضاء منذ العاشر من حزيران يونيو عام 2014 لسيطرة تنظيم داعش حيث هرب أكثر من 150 ألف مدني منه باتجاه كركوك.