إيلاف من لندن: تتصاعد حدة التوتر بين القوات العراقية الحكومية والبيشمركة الكردية في محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها، ففيما تقدمت قوات عراقية وأزالت دفاعات ترابية للبيشمركة في مناطق دخلتها بعد تحريرها من تنظيم داعش، فقد قامت هذه بدفع حشود من المسلحين إلى المنطقة لكن قيادة الجيش نفت ان يكون ذلك بمثابة اطلاق لعملية عسكرية.

نفي إنطلاق عملية عسكرية

وقالت قيادة العمليات المشتركة إنها لم تطلق أي عملية عسكرية جنوب كركوك، وأشارت في بيان تابعته "إيلاف" الى أنها "تنفي ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من أخبار عن انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك، وتؤكد ان قواتنا مازالت تجري عمليات التطهير والتفتيش والمسك في المناطق المحررة". 

وجاء في نص البيان: "تنفي قيادة العمليات المشتركة ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن اخبار انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك وتؤكد ان قواتنا مازالت تجري عمليات التطهير والتفتيش والمسك في المناطق المحررة وتحذر وسائل الاعلام التي تحاول ارباك الرأي العام والتأزيم بإتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وندعو الجميع إلى توخي الدقة وأخذ الأخبار من مصادرها الرسمية".

تحشيد للبيشمركة

ومن جهته، كشف المستشار السياسي لرئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن تحشيد قوات البيشمركة على اطراف مدينة كركوك، وذلك في اطار معلومات عن تحشيدات مماثلة لقوات عراقية. وقال هيمن هورامي في تغريدة على موقع تويتر: "نحن شعب مسالم ولن نقدم على مهاجمة احد، لكن قواتنا تتحشد اليوم على اطراف كركوك لمواجهة أي طارئ".

واضاف "ان هذه القوات المدججة بالسلاح لا تهدف لمهاجمة احد بل للحماية من أي تعرض".. داعيًا رئيس الوزراء حيدر العبادي الى إصدار أوامر لسحب قوات الحشد الشعبي في مناطق التماس مع قوات البيشمركة والمجتمع الدولي بالتدخل لمنع حدوث أي عمل غير مرغوب فيه بين الجيش والبيشمركة، كما نقلت عنه وكالات انباء محلية كردية.

وتشير معلومات إلى أنّ الاكراد دفعوا اليوم بحوالي 6 الاف مقاتل مسلح نحو كركوك لدعم قوات البيشمركة فيها امام أي هجوم للقوات العراقية كما يقول الاكراد.

وأشار مصدر في الشرطة الاتحادية إلى وجود تحشد عسكري كبير من مختلف القطعات العسكرية العراقية بمحيط ناحية الرشاد وقصبة البشير جنوب كركوك. وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قد أكد امس ان الجيش العراقي لن يخوض حرباً ضد المواطنين الاكراد. 

دخول مناطق سيطر عليها الاكراد بعد تحريرها من داعش 

ومن جهته، أكد مصدر امني ان القوات العراقية كسرت سواتر وضعتها البيشمركة حول كركوك وتمركزت في قريتي تازة والبشير عقب قيام القوات الكردية بإنزال اعلامها منها.

وأشار إلى أنّ القوات الحكومية تحركت للدخول إلى مناطق سيطر عليها الاكراد بعد تحريرها من تنظيم داعش، وسط تقارير تفيد بأن العبادي وجه بإيقاف دخول القوات العراقية إلى كركوك لمدة 48 ساعة بعد أن أنزلت قوات البيشمركة الأعلام الكردية وأخلت ثكناتها في قريتي تازة والبشير.

واضاف ان القوات الامنية باشرت حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل احداث يونيو 2014"، في إشارة إلى المواقع التي استولى عليها الاكراد مستغلين هجوم تنظيم داعش وانهيار الجيش العراقي انذاك.

حشود عسكرية للقوات الحكومية والحشد الشعبي

وفي وقت سابق اليوم، قال مجلس امن كردستان إن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي قاما بتحشيد عسكري قرب مدينة كركوك وطوز خورماتو بالترافق مع تحرك لقوات الحشد الشعبي. واضاف قائلاً "تأكد لنا أن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي قاما بإرسال تعزيزات عسكرية بالدبابات والمدافع وغيرها من الأسلحة الثقيلة صوب بلدة البشير وقضاء طوز خورماتو، جنوب كركوك.

وأشار المجلس إلى أن سبب التحشيد هو محاولة الاستيلاء على ما يقع تحت سيطرة البيشمركة من آبار للنفط ومطارات وقواعد عسكرية. واكد ان هناك ثلاثة كيلومترات فقط تفصل بين الجيش العراقي والحشد الشعبي من جهة، وقوات البيشمركة من جهة أخرى.

 وقالت حكومة إقليم كردستان العراق الأربعاء إن قوات الحكومة العراقية وفصائل الحشد الشعبي تستعد لهجوم كبير على القوات الكردية في منطقة كركوك، ثم جاء نفي العبادي سريعًا بتأكيده أن القوات العراقية لا تسعى لمهاجمة الاكراد.