عبد الله التجاني: عكس ما تناقله العديد من المواقع الإخبارية المحلية من أنباء عن إيقاف الداعية السلفي محمد الفيزازي، من أداء خطبة الجمعة في مسجد "طارق بن زياد" بمدينة طنجة (شمال البلاد)، وأنه تلقى القرار من طرف جهات عليا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نفى الفيزازي لـ"إيلاف المغرب" صحة ما يروج في وسائل التواصل الإجتماعي حول الموضوع.

وقال الفزازي في اتصال هاتفي مع " إيلاف المغرب"، إن "كل ما في الموضوع هو أنني أحس بالعياء وما زلت أتابع إجراءات قضية "حنان" في المحكمة، وسأكون صباح غد ( اليوم) في مخفر الشرطة، ولا يمكن أن ألتزم بصلاة الجمعة وأنا مشغول بمثل هذه الظروف".

وزاد الفيزازي الذي أدين في أحداث 16 مايو 2003 الإرهابية بالدار البيضاء، قبل أن يستفيد من عفو ملكي سنة 2011، مؤكدا أنه هو الذي اعتذر عن أداء صلاة الجمعة اليوم ، وقال: "أنا اتصلت بمندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطنجة واعتذرت وقلت له لن أتمكن من أداء خطبة الجمعة"، نافيًا بشكل قاطع أن يكون قد تلقى أي قرار يمنعه من أداء الخطبة.

وبخصوص قضيته مع "حنان" التي شغلت الرأي العام وأصبحت حديث الساعة، بدا الفزازي واثقًا وهو يتحدث لـ"إيلاف المغرب" عن الموضوع، حيث أكد أن القضاء "سيقول كلمته في غضون الأيام المقبلة، وستظهر الحقيقة ما بين الفقاعات الإعلامية لـ"حنان" وما بين الحقائق والأدلة القطعية والشهود العيان الذين قدموا شهاداتهم في الموضوع، وسيتضح كل شيء"، وفق تعبيره.

يشار إلى أن الفيزازي وجد نفسه فجأة وسط زوبعة إعلامية كبيرة بعدما خرجت شابة في ربيعها الـ"19" تتحدر من محافظة آسفي (جنوب الرباط)، تدعى "حنان" والتي ظهرت في وسائل التواصل الإجتماعي وعدد من المواقع الإخبارية وقناة "تيلي ماروك"، تتهم الفيزازي بتزوجها لمدة خمسة أشهر "زواجًا غير موثق" قبل أن يتخلى عنها، مؤكدة أنه كان يعاشرها معاشرة الأزواج.

ولم ينفِ الفزازي القضية وأقر بأنه تقدم لخطبة "حنان" من والدها وأن شروط الزواج الشرعي كانت متوفرة، إلا أنه نفى أن يكون قد عاشرها معاشرة الأزواج، معتبراً أن ما تروجه "حنان" محض ادعاءات سيبطلها القضاء.

وكان العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قد طالبوا في تعليقات بإيقاف الفيزازي عن أداء خطبة الجمعة بمسجد طارق بن زياد بطنجة، معتبرين أن قضيته مع "حنان" تمثل "شبهة" لا ينبغي أن يقع فيها إمام وخطيب يمارس الوعظ والإرشاد في المجتمع، فيما ذهب آخرون إلى أن الفيزازي الذي سبق له أن أدى الخطبة في حضرة الملك محمد السادس، الذي يعتبر أميرًا للمؤمنين، أصبح "غير جدير بأداء مهمة الخطبة وإقامة الصلاة بالمسلمين بعد الذي وقع فيه". وتباشر النيابة العامة تحقيقها في القضية بالاستماع إلى طرفي القضية والتصريحات التي صدرت عن كل منها في وسائل التواصل الاجتماعي، والبحث فيها، خصوصًا أن "حنان" ادعت بأنها تعرضت أثناء إقامتها ببيت الفيزازي في طنجة للإختطاف والإغتصاب على يد أشخاص مجهولين"، وهو ما دفع جمعيات حقوقية للدخول على الخط والدعوة للمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع، حيث حملت الفيزازي مسؤولية ما يمكن أن تكون قد تعرضت له "حنان" بصفته مسؤولاً عن حمايتها وسلامتها.