نصر المجالي: أصدر زعماء فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بيانا مشتركا حول استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إيران، وأكدوا التزامهم بخطة العمل المشتركة وتطبيقها بالكامل من قبل جميع الأطراف. 

وعبر بيان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون عن القلق لتداعيات دعوة ترمب للكونغرس لعدم تجديد المصادقة على خطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران.

وقال الزعماء الثلاثة إن الحفاظ على خطة العمل المشتركة الشاملة وبتطبيقها بالكامل من قبل كافة الأطراف يصب في مصلحة الأمن القومي لدينا جميعًا. 

وأشاروا إلى ان الاتفاق النووي كان ثمرة 13 عامًا من الجهود الدبلوماسية، وكان خطوة كبيرة تجاه ضمان عدم تحويل برنامج إيران النووي للأغراض العسكرية. وقد صادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على خطة العمل المشتركة الشاملة في قراره رقم 2231. 

التزام ايران 

وتابع البيان الثلاثي: كما إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية جددت التأكيد مرارا وتكرارا على التزام إيران بهذه الخطة من خلال برنامجها للتحقق والرصد على المدى الطويل. 

وأكد: وبالتالي فإننا نحث الإدارة الأميركية والكونغرس على النظر في التداعيات المترتبة على أمن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى تقويض خطة العمل المشتركة الشاملة، كإعادة فرض عقوبات على إيران كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق.

وقال بيان الزعماء الأوروبيين الثلاثة: وفي نفس الوقت، وبينما نعمل تجاه الحفاظ على استمرارية خطة العمل المشتركة الشاملة، فإننا نشترك في قلقنا بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية ونشاطها في المنطقة، وهو ما يؤثر أيضا على مصالحنا الأمنية في أوروبا. ونحن على استعداد لاتخاذ مزيد من التدابير الأخرى المناسبة لمعالجة هذه المسائل بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة ومع كافة شركائنا المعنيين. 

واكدوا أنهم يتطلعون قدمًا لانخراط إيران بحوار بنّاء لوقف الأفعال التي تزعزع الاستقرار، والعمل تجاه التوصل لحلول عبر المفاوضات. كما أكدوا التزام حكوماتهم بضمان الحفاظ على استمرارية خطة العمل المشتركة الشاملة. فيما عدا تلك الخطة، علينا ضمان معالجة مخاوفنا الجماعية الأوسع.

وفي الختام قال البيان: وقد طلبنا من وزراء خارجيتنا التباحث مع الولايات المتحدة بشأن سبل معالجة هذه المسائل.

تحذير من حرب 

وإلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني‭‭ ‬‬يوم السبت إن الولايات المتحدة إذا ألغت الاتفاق النووي الإيراني أو أعادت فرض عقوبات على طهران فإن ذلك قد يدفع إيران لتطوير أسلحة نووية ويزيد خطر الحرب قرب أوروبا.
وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل لإذاعة دويتشلاند فونك إن ترامب بعث "إشارة صعبة وخطيرة" عندما كانت الولايات المتحدة تتعامل أيضًا مع أزمة كوريا الشمالية النووية.

وأضاف غابرييل كما نقلت (روتيرز): قلقي الكبير هو أن ما يحدث في إيران أو مع إيران من منظور أميركي لن يظل مسألة إيرانية لكنّ الكثيرين في العالم سيفكرون إذا ما كانوا هم أنفسهم ينبغي أن يمتلكوا أسلحة نووية نظرًا لأن مثل هذه الاتفاقات تلغى.

وقال "ثم سيترعرع أطفالنا وأحفادنا في عالم شديد الخطورة". وأشار إلى أنه إذا ألغت الولايات المتحدة الاتفاق أو أعادت فرض عقوبات على إيران فسيمنح ذلك المحافظين في طهران، الذين يعارضون التفاوض مع الغرب، اليد العليا.

وقال الوزير الألماني: "ثم قد يتحولون إلى تطوير أسلحة نووية" مضيفا أن إسرائيل لن تقبل ذلك و"سنعود إلى حيث كنا قبل 10 أو 12 عاما مع خطر الحرب القريبة نسبيًا من أوروبا". وحث الولايات المتحدة على عدم تعريض أمن حلفائها وشعوبها للخطر لأسباب سياسية محلية.