فيما سيطرت القوات العراقية على مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط، أمر العبادي برفع العلم العراقي فيها وفي جميع المناطق المتنازع عليها حيث شهدت شوارعها احتفالاات لمواطنيها.. ودعت الولايات المتحدة اليوم القوات العراقية والبيشمركة الكردية إلى وقف الاعمال العسكرية فورا وطالبتهما بالتركيز على تحرير بلدهما من داعش.

إيلاف من لندن: أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحـة حيدر العبادي برفع العلم العراقي في محافظـة كركوك وجميع المناطق المتنازع عليـها اثر دخول القوات العراقية إلى مبنى المحافظة والسيطرة على المدينة بالكامل حيث هرب محافظها الكردي المتشدد عنصريا كريم نجم الدين منها مساء أمس.

وبعد ظهر اليوم دخلت قوات من مكافحة الأرهاب إلى مبنى محافظة كركوك ومقر حكومتها المحلية وسط المدينة وقامت برفع علم العراق بمراسيم خاصة.

تظاهرات فرح في كركوك

وبالتزامن مع هذا التطور فقد عمت شوارع كركوك مظاهر فرح لمواطنين تركمان وعرب واكراد وقال نور الدين قادر كركوكلي 28 عاما "اننا نشعر بفرح اليوم حينما شاهدنا القوات العراقية تحرر كركوك.. خرجنا لنعبر عن فرحنا ونرفع علم العراق. كما نقلت عنه الوكالة الوطنية للانباء. ومن جهته اكد نجم فرهود العبيدي 23 عاما "شعرنا اليوم بفرح كبير فهو يوم تحرير لنا حينما عادت الدولة إلى كركوك".

وقد تجمع المئات قرب مبنى محافظة كركوك وهم يحملون اعلام العراق وجابوا شوارع كركوك فرحا بدخول القوات العراقية.

وذكر مصدر امني ان القوات تسلمت مكاتب رسميبة لمسؤولين في كركوك فيما انتشرت القوات الامنية من مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية على مداخل كركوك بأتجاه اربيل والسليمانية وقرب مقرات الاحزاب الكردية الرئيسة التي بدت شبه خالية.

واكد مصدر حكومي ان هدف العبادي هو فرض سلطة وهيبة الدولة وتحقيق التعايش السلمي وحماية المواطنين من استغلال الفاسدين لثروات البلد. وقال إن"ما حصل امس في كركوك يمثل اعادة انتشار للقوات الاتحادية وضمن تلك الاجراءات المتخذة والتي سيتم اتباعها في بقية المناطق".. مشيرا إلى أنّ "العبادي مصمم على فرض السلطة الاتحادية في جميع المناطق".

واضاف المصدر أن "قواتنا بجميع تشكيلاتها تعاملت مع الانتشار بكل مهنية وحققت اهدافها".. مؤكدا ان "هدف العبادي فرض سلطة وهيبة الدولة وتحقيق التعايش السلمي وحماية المواطنين من استغلال الفاسدين لثروات البلد". وأشار المصدر إلى أنّه "مع انتشار القوات في كركوك فان عمليات تحرير الاراضي من سطيرة تنظيم داعش مستمرة وتحقق اهدافها وهو دليل على البناء المهني والسليم والقدرة الكبيرة للقوات والتي تطور اداءها بشكل كبير منذ ان اعاد العبادي هيكلتها وتوليه رئاسة الوزراء".

وزير الداخلية العراقي يمنع اي عمليات انتقام في كركوك

وأمر وزير الداخليـة قاسم الاعرجـي الاوامر بحماية المواطنين ومقار الاحزاب الكردية في محافظة كركوك ومنع اي عمليات انتقام فيها.

وقال الاعـرجي " اصدرنا اوامرنا للشرطة الاتحادية والرد السريع والمحلية بحماية المواطنين من اي اعتداء وكذلك توفير الحماية لمقرات الاحزاب الكردية ومنع اي محاولة اعتداء او انتقام من اي جهة كانت وحماية الشخصيات الكردية السياسيه والحفاظ على حياتهم وعدم المساس بهم لاننا جئنا من اجل تطبيق القانون واحترام حقوق الانسان وحفظ كرامة المواطنين " كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

وخاطب الوزير اهالي كركوك قائلا "ان اخوانكم في القوات الامنية جاءوا من اجلكم جاءوا منفذين للقانون وليسوا منتقمين ولن نحاسب من يختلف معنا في التوجه والافكار والمعتقد فكلنا ابناء البلد الكبير العراق العظيم..جئنا لحمايتكم ولن نحاسب احدا على توجهه السياسي".

وحذر بالقول "سنحاسب من يعتدي على الحريات وينتهك الحرمات ويتجاوز على الاموال الخاصة والعامة "موصيا منتسبي وعناصر وزارة الداخلية ا باهالي كركوك خيراً "فانهم اخوانكم وابناؤكم ونساؤهم امهاتكم واخواتكم فلا تظلموا احداً " كما قال.

واشنطن تطالب بغداد وأربيل بوقف العمليات العسكرية فورًا

وقالت الولايات المتحدة "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى وقوع أعمال عنف في كركوك ونأسف لأية خسائر في الأرواح وندعو جميع الأطراف إلى وقف العمل العسكري فوراً واستعادة الهدوء بينما نواصل العمل مع مسؤولي حكومَتَي المركز والإقليم للحد من التوتر وتجنب وقوع المزيد من الاشتباكات".

وشددت واشنطن من خلال سفارتها ببغداد في بيان الاثنين اطلعت على نصه "أيلاف" بالقول "نحن نؤيد الممارسة السلمية للإدارة المشتركة من قبل حكومتي المركز والإقليم بما يتفق مع الدستور العراقي في جميع المناطق المتنازع عليها.. ويظل داعش هو العدو الحقيقي للعراق ونحن نحث جميع الأطراف على مواصلة التركيز على إكمال تحرير بلدهم من هذا الخطر". 

وأشارت قائلة "نواصل العمل مع مسؤولي حكومَتَي المركز والإقليم للحد من التوتر وتجنب وقوع المزيد من الاشتباكات".. وحثت جميع الأطراف على مواصلة التركيز على إكمال تحرير بلدها من الخطر الارهاب الداعشي.

وقبيل ذلك أكد السفيردوغلاس سيليمان الاميركي في العراق خلال اجتماعه اليوم مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم على حرص الولايات المتحدة على استقرار العراق واستعدادها لتقديم اي دعم لمساعدة العراقيين في تجاوز هذه المشكلة.. مؤكدا تواصل دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب.

أنقرة تساعد بغداد لطرد حزب العمال وطهران توقف صادراتها لكردستان

كما أبدت تركيا استعدادها للتعاون مع الحكومة العراقية لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنظمة المصنفة ارهابية من قبل انقرة من الاراضي العراقية كما أعلنت وزارة الخارجية التركية الاثنين.

وقالت الوزارة في بيان "نحن مستعدون لاي شكل من اشكال التعاون مع الحكومة العراقية لانهاء وجود حزب العمال الكردستاني على الاراضي العراقية". وأشارت إلى أنّها تلقت بارتياح 
واضافت وزارة الخارجية التركية في بيانها "تلقينا بارتياح "تصريحات الحكومة العراقية القائلة بان وجود عناصر من تنظيم حزب العمال الكردستاني الارهابي لن يتم التسامح معه في كركوك".

ويخوض حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984 تمردا داميا في تركيا وله قواعد خلفية في المناطق الجبلية في شمال العراق تتعرض تكرارا لقصف من الطيران التركي. واكد مجلس الامن الوزاري العراقي في اعقاب اجتماع امس برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي ان عناصر من حزب العمال الكردستاني متواجدون في كركوك وهو ما ينفيه مسؤولون اكراد عراقيون لكنهم اقروا بوجود متعاطفين مع الحزب.

ومحافظة كركوك الغنية بالنفط من أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد وسلطات اقليم كردستان العراق فيما يتصاعد التوتر بين الطرفين منذ تنظيم استفتاء حول الانفصال الشهر الماضي شمل خصوصا هذه المنطقة التي يعيش فيها اكراد وعرب وتركمان.

وانتقدت الحكومة التركية ايضا بشدة الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظمه اقليم كردستان العراق. وتخشى انقرة من ان يؤدي قيام دولة كردية على حدودها إلى تاجيج النزعة الانفصالية لدى الاقلية الكردية في تركيا.

وفي إيران أعلن قائممقام قصرشيرين فرامرز اكبري انه وفقا لامر صادر من مجلس امن البلاد فقد توقفت عملية التبادل التجاري في حدود برويزخان الرسمية (غرب إيران) مع اقليم كردستان العراق.

وقال اكبري في تصريح اليوم انه بناء على الامر الصادر من مجلس امن البلاد فان جميع المبادلات التجارية في حدود برويزخان الرسمية مع اقليم كردستان العراق قد توقفت.

واضاف ان حدود برويزخان قصرشيرين هي الحدود الرسمية وبناء على الدستور العراقي فان الدخول والخروج من الحدود الرسمية يجب ان يكون خاضعا للحكومة المركزية. 

واوضح ان الحكومة المركزية تعتزم ارسال قواتها لادارة هذه الحدود المشتركة وبناء على ذلك فقد امرت الحكومة العراقية قوات اقليم كردستان العراق المتواجدة في هذه الحدود المشتركة لمغادرتها الا ان عملية تبادل القوات لم تكتمل لغاية الان لذا فان اي صادرات سوف لن تتم عبر هذه الحدود لحين انتشار قوات الحكومة المركزية العراقية فيها.

وفي هذا الاطار أطلقت القوات العراقية امس الاحد عملية في كركوك واستعادت السيطرة بشكل كامل الاثنين على حقول نفطية ومطار كركوك العسكري واكبر قاعدة عسكرية في المحافظة كانت قوات البشمركة الكردية سيطرت عليها في عام 2014.