«إيلاف» من لندن: اكد العبادي ان استفتاء الاكراد على الانفصال انتهى واصبح من الماضي داعيًا الى حوار تحت سقف الدستور وحذر من أي عمل تخريبي في كركوك .. بينما نجحت مفاوضات بين القوات العراقية الاتحادية والبيشمركة الكردية على تسليم سد الموصل بدون قتال والانسحاب الى حدود عام 2003 .

واكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ان استفتاء اقليم كردستان قد انتهى واصبح شيئاً من الماضي ودعا الاكراد الى الحوار تحت سقف الدستور لانهاء الازمة القائمة حالياً بين بغداد واربيل.. وشدد بالقول "لن أدخل في حرب داخلية قلتها سابقاً وأكررها الان". وقال "اننا ابلغنا القادة الكرد ان الاستفتاء سيكون مضرًا .. لكنا لن ندخل في حرب داخلية".

وأضاف "أحذر أي جماعة في كركوك والمناطق المتنازع عليها من القيام بأي عمل تخريبي".. معتبراً أن "أي اعتداء على أي مواطن في كركوك هو اعتداء علينا". واشار الى ان حرق الأعلام قضية مغرضة"، مؤكداً أن "العلم العراقي لكل العراقيين ويجب أن يرفع في جميع أنحاء العراق".

وحذر العبادي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عقب ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته وتابعته "إيلاف"، اية جماعة في كركوك والمناطق المتنازع عليها من القيام بأي عمل تخريبي. وقال "إن مواطنين اكراداً اتصلوا وطلبوا منا تخليصهم من الدكتاتورية" .. وطالب ساسة إقليم كردستان الى عدم تصغير البيشمركة من خلال تقسيمها الى احزاب وفئات. وقال إن "البيشمركة اختارت التعاون مع الحكومة الاتحادية".

واكد انه سيتم قريبًا الاعلان رسميا عن تحرير جميع الاراضي العراقية والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وقال "أنا ملتزم بما أعلنته سابقاً وهو بسط السلطة الاتحادية في كل أنحاء العراق".. مضيفاً "منهجنا رسم الحدود بالسلم عكس من أرادها بالدم".
ونفى العبادي تقارير عن اتفاقات عراقية ايرانية كردية تمت برعايته لتشكيل اقليم جديد في كردستان يضم محافظات السليمانية وكركوك وحلبجة وقال "أنفي بشكل مطلق اي اتفاق لتشكيل 3 اقاليم في كردستان".

وكانت القوات العراقية قد فرضت امس واليوم سيطرتها على أماكن استراتيجية في مدينة كركوك من أبرزها مركز المحافظة ومطار كركوك وقاعدة كي واحد العسكرية ومنشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والحي الصناعي الاستراتيجي جنوب المدينة.

وجاءت تصريحات العبادي هذه بعد تقدم القوات العراقية الاثنين إلى مناطق ومنشآت عدة في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان من دون مقاومة عسكرية كبيرة من جانب الأكراد.

وتعتبر هذه العملية العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الماضي.

العبادي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي 

 

القوات العراقية تتسلم سد الموصل سلميًا من البيشمركة

نجحت اليوم مفاوضات بين القوات العراقية الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية على تسليم سد الموصل بدون قتال والانسحاب الى حدود عام 2003 .

وقالت قيادة الحشد الشعبي في بيان إن "تفاوض الحشد الشعبي مع البيشمركة نجح في انسحابهم الى حدود 2003 وتسليم سد الموصل دون معارك".
ومن جهته، اكد مصدر عسكري أن القوات العراقية سيطرت على سد الموصل بدون قتال موضحاً أن قوات البشمركة الكردية اتفقت مع القوات العراقية على العودة إلى ما قبل حدود 2003 أو ما يعرف بـ" الخط الأزرق".

 يذكر أن الخط الأزرق المثبت في الخرائط الدولية وهو خط العرض 36، ويحدّد العلاقة الإدارية والسياسية بين "العراق العربي" والمناطق الكردية في دولة العراق الناشئة في قرارات مؤتمر القاهرة في مارس 1921. وبعد حرب الخليج على العراق في ديسمبر عام 1991 فرضت ألولايات المتحدة الحماية على المناطق الكردية ضمن الخط الأزرق واعتبرتها محمية دولية تحت الإشراف التركي ـ الأوروبي وبقيادة الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

وقد منعت واشنطن الحركة الكردية من القيام بأيّ نشاط عسكري مُناهض لحكومة بغداد والجيش العراقي، لكن الاحتلال الأميركي في ابريل عام 2003 أفسح المجال ولأسباب متعدّدة لقوات البشمركة الكردية في التمدّد خارج الخط الأزرق وتحديداً في كركوك والموصل وصلاح الدين وحتى ديالى.

ويبعد سد الموصل حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية على مجرى نهر دجلة وبني في عام 1983ويبلغ طوله 3.2 كيلومترات وارتفاعه 131 مترًا، ويعتبر السد الاكبر في العراق ورابع اكبر سد في منطقة الشرق الاوسط .

وبعد حرب اسقاط النظام السابق في عام 2003 تبين ان السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته. وفي حال انهياره، فإنه سيؤدي إلى فيضان بارتفاع 100 متر وغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة

 وقتل ما يقرب 10 ملايين نسمة من سكان هذه المناطق، إضافة إلى تدمير القرى المجاورة لمجرى النهر، خصوصاً في حال عدم تلاحق مشكلة الخرسانات والتربة الضعيفة. وقد سيطر تنظيم داعش على السد عام 2014. وخوفًا من تفجيره فقد قامت قوات عراقية مشتركة مع البيشمركة وبدعم من التحالف الدولي بانتزاعه من قبضة التنظيم عام 2015.