رد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على إصدار السلطة القضائية العراقية أمرًا باعتقال نائبه كوسرت رسول، متحديًا إياها بتنفيذ الأمر، فيما كشف وزير الخارجية البريطاني عن مساعٍ بذلها لثني رئيس الاقليم عن الاستفتاء، بينما أعلنت وزيرة الدفاع الالمانية وقف تدريب جيشها للبيشمركة.. بينما عبّرت مفوضية اللاجئين عن قلقها من أوضاع الأكراد الفارين من كركوك.

إيلاف من لندن: قال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في بيان صحافي تعليقًا على امر القضاء العراقي باعتقال نائبه النائب الاول للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول، إثر وصفه للقوات العراقية التي سيطرت على كركوك الاثنين الماضي بالمحتلة، مهددًا باللجوء إلى الجبال مجددا لقتالها.. قال إن أمر الاعتقال سياسي، ويؤكد بوضوح طبيعة العقلية الحاكمة في بغداد. 

وأشار إلى أنّ ذلك يعني انه إذا ما قام شعب بالتعبير عن رأيه بشكل سلمي فيجب فرض عقوبات جماعية عليه، وإذا ما أبدى شخص رأيه فإنه يجب أن يُعتقل".. مضيفًا ان "هذه العقلية هي التي تجعل أي شخص غير قادر على التعايش معهم"، كما قال في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه اليوم.

وتحدى بارزاني المسؤولين في بغداد اعتقال رسول قائلاً "ليصدروا ما يشاؤون من القرارات و"ليعلموا أيضاً أنهم لن يتمكنوا من اعتقال مناضل مثل الأخ كوسرت والمناضلين الآخرين وأنه ليس لهم ذلك".

وفي ما يلي نص بيان بارزاني: 
"بسم الله الرحمن الرحيم
أصدرت محكمة تحقيق الرصافة في بغداد، اليوم الخميس، 19 اكتوبر 2017، أمر إلقاء القبض بحق السيد الأخ كوسرت رسول، نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، بتهمة التعبير عن رأيه بشأن أحداث كركوك.
قرار محكمة الرصافة هو قرار سياسي يظهر بوضوح طبيعة العقلية الحاكمة في بغداد، وأنه إذا ما قام شعب بالتعبير عن رأيه بشكل سلمي فيجب فرض عقوبات جماعية عليه، وإذا ما أبدى شخص رأيه فإنه يجب أن يُعتقل، هذه العقلية هي التي تجعل أي شخص غير قادر على التعايش معهم.
ليكن المسؤولون في بغداد أحراراً، وليصدروا ما يشاؤون من القرارات، لكن ليعلموا أيضاً أنهم لن يتمكنوا من اعتقال مناضل مثل الأخ كوسرت والمناضلين الآخرين وأنه ليس لهم ذلك". مسعود البارزاني

وكان مجلس القضاء الأعلى قد اصدر امس أمر إلقاء قبض بحق كوسرت رسول على خلفية تصريحات وصف فيها القوات الأمنية الاتحادية في محافظة كركوك بالمحتلة، ما شكل اهانة وتحريضًا ضدها. 

لندن: أبلغنا بارزاني بخطأ الاستفتاء وسعينا لثنيه عنه

إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن الحكومة البريطانية تدرك بأن الاستفتاء الذي اجراه اقليم كردستان على الانفصال في 25 من الشهر الماضي كان خطأ، واكد انه ابلغ مسعود بارزاني بذلك قبل ان يقدم على هذه الخطوة واراد ثنيه عن هذا الامر.

وابلغ جونسون في اتصال هاتفي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الحكومة البريطانية تشيد بموقف حكومته وبحكمته في التعاطي مع هذه الازمة.. متمنيًا له كل النجاح خصوصًا في ما يتعلق بموضوع محاربة داعش الذي ينبغي ان تكون له الاولوية حاليًا، كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الحكومة العراقية اطلعت عليه "إيلاف" اليوم.

ومن جانبه، اكد العبادي ان الحرب على داعش تعد اولوية مهمة بالنسبة للحكومة مؤكدًا انها ستكمل تحرير بقية المناطق قريبا وتأمين الحدود. وأضاف ان الحكومة العراقية تعمل الآن على استتباب الامن والسلام في كركوك، حيث تولت الشرطة المحلية في كركوك زمام الامور كما ان النقطة الاخرى التي تركز عليها الحكومة العراقية الآن هي مسألة اعادة الاستقرار للمناطق المحررة وبضمنها كركوك لتبين للعالم ان هذه المنطقة هي ليست للتنازع وانما لتوفير الامن والخدمات لاهلها. 

وجرى خلال المكالمة التطرق لعملية فرض القانون واعادة انتشار القوات العراقية الاتحادية في محافظة كركوك.

وزيرة الدفاع الالمانية تعلن وقف تدريب قواتها للبيشمركة 

وأبلغت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير ليان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ايقاف برنامج بلادها التدريبي العسكري في اربيل لقوات البيشمركة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه العبادي من الوزيرة الليلة الماضية، اكدت خلاله ان "المانيا قد اوقفت برنامجها التدريبي العسكري في اربيل عقب التطورات الاخيرة لترسل رسالة تبين فيها انها مع وحدة العراق، وهي تثق بقيادة حيدر العبادي". وثمنت جهود الحكومة العراقية وموقفها الايجابي من ازمة الاستفتاء، مبينة ان المانيا لم تؤيّد فكرة الاستفتاء ايضا وانها قد تحدثت بذلك مع بارزاني.

من جانبه، أشاد العبادي بموقف المانيا الداعم لوحدة العراق مؤكدًا ان ما جرى كان اعادة انتشار للقوات العراقية الاتحادية وفرض النظام في محافظة كركوك ضمن اجراءات قانونية ودستورية.

وأشار إلى أنّ القوات العراقية قد طردت داعش من الاراضي العراقية ولم يتبقَ سوى تأمين الحدود مع سوريا وستكون مرحلة ما بعد داعش مهمة جدا تتمثل في اعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة. وقال إن العلاقات بين العراق والمانيا جيدة وهناك تعاون متميز بين البلدين في مجال العمل الاستخباري داعيًا إلى اقامة برنامج آخر للتعاون الامني. 

وقد اجابت اورسولا ان المانيا ستعمل على ايجاد برامج لبناء القدرة فضلاً عن مجالات اخرى ستتم مناقشتها بعد تشكيل الحكومة الالمانية لدعم الشركاء ومنهم العراق الذي تحرص المانيا على اقامة افضل العلاقات معه. كما نقل عنها بيان صحافي لرئاسة الحكومة العراقية اطلعت عليه "إيلاف".

وتعتبر العملية العسكرية التي نفذتها القوات العراقية الاثنين الماضي في كركوك هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان. 

المفوضية السامية للاجئين: قلقون على أوضاع النازحين من كركوك

قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انها وشركاءها تقوم بتوفير المعونة للعوائل التي لاذت بالفرار من ديارها في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها مؤخرًا بصورة إستباقية خوفًا من وقوع اشتباكات على نطاق واسع.

وأضافت أن الطعام والماء والمأوى تعد من الاحتياجات الطارئة، وقد نزحت أغلب العوائل إلى محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، حيث تتم إستضافة غالبية العوائل من قبل أقربائهم والمجتمع المضيف بصفة عامة. 

وأشارت في بيان صحافي اليوم تسلمت نصه "إيلاف" إلى أنّه قد تم إعطاء توزيعات من مواد اغاثية في محافظة السليمانية للعوائل النازحة مؤخرًا والواصلين إلى مخيمات النزوح في طوز خورماتو وتازاده في قضاء كارميان، وقد تم التوزيع أيضا في ناوجول بالقرب من مدينة كفري في محافظة ديإلى.

وأكدت أنه تم توزيع المساعدات اليوم لحوالي 200 عائلة في مخيم سورداش حيث تأتي معظم هذه العوائل من قضاء طوزخرماتو جنوب كركوك حيث صدرت تقارير عن حوادث نهب وحرق لبنايات في المنطقة في وقت سابق.

وأوضحت المفوضية ان حوالي 1,000 عائلة قد عبرت من ناحية زومار إلى محافظة دهوك أمس لتنضم إلى آلاف العوائل الأخرى التى لاذت بالفرار في الأيام القليلة الماضية باحثة عن الأمان في دهوك وسميل وزاخو، حيث لاحظ الموظفون الميدانيون للمفوضية السامية أن أعدادًا كبيرة من العوائل عائدة لديارها.

وقالت سيدة من زمار "لقد قررنا الفرار من دارنا بسبب الوضع الأمني المتدهور وسوف نعود فور علمنا بأننا سنكون فى أمان". 

ومن جانبها، أشارت ليلى جين ناصيف نائبة ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالعراق قائلة "لقد كان هناك نزوح واسع النطاق في الأيام القليلة الماضية إذ قام الناس بالفرار بشكل استباقي خوفاً من وقوع الاشتباكات ونتوقع أن غالبية العوائل ستعود إلى ديارها في الأيام القليلة المقبلة ولكن من المحتمل أن تظل مجموعات من الناس النازحة وسيكونون بحاجة إلى المساعدة".

وعبرت عن القلق "بخصوص سلامة المدنيين حيث تقوم المفوضية السامية بمتابعة الوضع القابل للتغيير وتظل مستعدة لتوفير العون للعوائل وفقا للحاجة".

وكانت الأمم المتحدة قد اعربت امس عن قلقها بشأن ورود تقارير حول التهجير القسري لمدنيين معظمهم من الأكراد وتدمير ونهب منازلهم في شمال العراق وحثت حكومة العراق على اتخاذ جميع الإجراءات التي توقف أي انتهاكات وضمان حماية جميع المدنيين وتقديم مرتكبي أعمال العنف والتخويف والنزوح القسري للمدنيين إلى العدالة.

واعلنت حكومة كردستان العراق الخميس أن نحو 100 ألف كردي فروا من مدينة كركوك خشية وقوع اضطرابات بعد فرض القوات العراقية سيطرتها على هذه المدينة العراقية التي يقطنها خليط من من التركمان والأكراد والعرب وقوميات أخرى، والتي ظلت محل توتر مستمر بين بغداد وأربيل.