«إيلاف» من أمستردام: يصل اليوم السبت رئيس الوزراء العارقي حيدر العبادي إلى الرياض في زيارة مهمة تم الاعداد لها عميقاً، وستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية تتوج بالتوقيع على اتفاقية مجلس التنسيق السعودي – العراقي التي ستكون يوم غد الأحد.

ويضم الوفد العراقي المرافق للعبادي عشرة وزراء وعشرات المستشارين والخبراء الذين سيوقعون الاتفاقات الثنائية بين البلدين اللذين انطلقت مسيرة التقارب بينهما منذ أشهر تمثلت بدعم المملكة العربية السعودية لحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اختار الوقوف مع الاجماع الخليجي في الأزمة مع قطر، وتتوج الموقف السعودي الداعم للعبادي اتصال العاهل السعودي برئيس الوزراء العراق و دعاه رسميا لزيارة الرياض والتوقيع على مجلس التنسيق المشترك والتعبير عن دعمه لوحدة العراق بعد دخول القوات الاتحادية العراقية محافظة كركوك المتنازع عليها مع إقليم كردستان الذي كان يحتفل بالاستعداد للانفصال عن العراق إثر الاستفتاء أحادي الجانب في الاقليم الكردي.

مجلس التنسيق العراقي السعودي العراقي سيكون برئاسة مشتركة بين البلدين حيث سيرأس الجانب السعودي الدكتور ماجد القصبي ومن الجانب العراقي الدكتور سليمان الجميلي، حسب ما كشفه سفير العراق في الرياض الدكتور رشدي العاني لجريدة الشرق الاوسط يوم أمس.

وأكد العاني أن العلاقات بين البلدين ستشهد انطلاقة كبيرة بعد الإعلان عن هذا المجلس الرفيع المستوى. وأضاف: "تابعنا جميعاً بسرور بالغ هبوط أول طائرة للخطوط السعودية وفيها أكثر من 200 سعودي من رجال الأعمال والمسؤولين، وكيف كانت فرحة العراقيين بهم حيث خصصوا لهم أكبر مساحة في معرض بغداد الدولي".

وتضم أجندة برنامج المجلس التنسيقي السعودي - العراقي عدة برامج وفعاليات على مدار اليومين المقبلين، تحتضنها العاصمة السعودية الرياض، إلى جانب فعاليات ثقافية تُختتم بمأدبة عشاء. بينما سيتضمن البرنامج، غداً، اجتماعاً لمجلس التنسيق، وتبادلاً للهدايا والتقاط الصور التذكارية، ومؤتمراً صحافياً سيعقده رئيسا المجلس، إلى جانب لقاءات جانبية. 

ويعاني المشهد السياسي العراقي تجاذبا في التقارب بين أكبر جاريين للبلاد هما أيران والسعودية حيث يفضل رئيس الوزراء العراقي السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي التقارب مع أيران والتنسيق معها سياسيا وعسكريا وتجاريا وهو ما يخالفه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من نفس حزب المالكي، ومعه زعيم التيار الصدري مقتدرالصدر، الذي زار الرياض مؤخرا، ومثله رئيس الوزراء الاسبق ونائب رئيس الجمهورية الحالي أياد علاوي، بالانفتاح على الجوار العربي انطلاقا من دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تعد الخم الاكبر لايران في المنطقة.

وزير الخارجية الأميركي سيحضر حفل التوقيع على مجلس التنسيق العراقي السعودي الذي يزور الرياض ضم جولة خليجية وفق ما صرحت به هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية.

وكان الانفراج في العلاقات بين السعودية والعراق قد تسارع بعد زيارة العبادي للرياض في يونيو (حزيران) الماضي، ولقائه بالمسؤولين السعوديين، وذلك بعد أربعة أشهر من زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لبغداد.

وقد أقر مجلس الوزراء السعودي في جلسته برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، في 13 أغسطس (آب) الماضي، الموافقة على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي - العراقي، وتفويض وزير التجارة والاستثمار، رئيس الجانب السعودي في المجلس، بالتوقيع على صيغة المحضر.

وجاء اتفاق البلدين على إنشاء مجلس تنسيقي في سبيل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي والمأمول منه، إضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية.

تقارب تجاري

وكانت الخطوط الجوية السعودية أعدات تسيير رحلاتها الى بغداد عشية افتتاح معرض بغداد الدولي الذي تشارك فيه عشرات الشركات والشخصيات السعودية، حيث اعتبر القائم بالاعمال السعودي في بغداد عبد العزيز الشمري ان "قدوم طائرة الملكية السعودية الى مطار بغداد الدولي وعلى متنها اكثر من مئتي شخصية من مختلف المجالات يأتي للمشاركة بفعالية اكبر في معرض بغداد الدولي بدورته 44 التي تفتتح اليوم السبت. واشار الى ان العلاقات بين المملكة والعراق عادت إلى طريقها الصحيح".

واضاف خلال اجتماعه مع الوفد السعودي إن "اللسان يعجز عن التعبير وهو حب الشعب السعودي للعراقيين وحب العراقيين للشعب السعودي وأنا عشت مع أخواني في العراق حوالي السنة وهم من أطيب الشعوب ومن الناس اللطيفين وهم حساسون جدا لدرجة أن الكلمة الطيبة تؤثر بهم وخير ذلك استقبالهم الطيب للوفد السعودي في مطار بغداد الدولي".

واكد الشمري أن العلاقات بين البلدين عادت إلى طريقها الصحيح بعد انقطاع دام 27 عاما منوها الى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد تعويضا عن المراحل السابقة نحو الأفضل. وأوضح أن مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي سيعقد اولى اجتماعاته في الرياض الاسبوع المقبل سيكون ضمن مواضيعه الرئيسية وجود قسم خاص للاقتصاد من خلال التسويق ما بين رجال الأعمال السعوديين والشركات بالتنسيق مع الجانب العراقي مضيفا أنه سيتم عقد لقاءات خاصة وجولات ما بين المملكة والعراق عبر رجال الأعمال .. لافتا إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد أعمالا ضخمة تتناسب مع العلاقات السعودية العراقية.

77 شركة سعودية تشارك في معرض بغداد الدولي

وتشارك هيئة تنمية الصادرات السعودية ضمن الجناح السعودي في معرض بغداد الدولي بدورته الرابعة والاربعين خلال الفترة من 21 إلى 30 من الشهر الحالي من خلال 77 شركة من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية حيث تسعى الهيئة إلى اكتشاف الفرص السوقية للمنتجات السعودية في العراق، وتسهيل إجراءات التصدير إلى العراق بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.

وقال مصدرفي المكتب الاعلامي لشركة المعارض العراقية إن "المشاركة السعودية هذا العام ستكون متميزة وكبيرة من خلال مشاركة اكثر من 60 شركة باختصاصات معمارية واستثمارية وبمساحة تتجاوز 1200 متر مربع".

وتعد مشاركة هيئة تنمية الصادرات السعودية في معرض بغداد الدولي لهذا العام تحت شعار "صناعات تتجاوز الحدود وتقرب الشعوب" من أهم المشاركات التي ستسهم في بناء علاقات تجارية اقتصادية بين السعودية والعراق من خلال مشاركة هذا العدد الكبير من الشركات السعودية في معرض بغداد الدولي من مختلف القطاعات الصناعية والخدمية .