نصر المجلي: أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية أن يتعلم الشباب اللغة التركية العثمانية، ولو اتقان قراءتها كحد أدنى، وقال: "إذا لم يتمكن الشباب من العودة إلى الكتب والكتابات والوثائق التي كتبت (بتلك اللغة) طيلة السنوات الـ600 الماضية، فلن يكون لتعلمهم اللغة الفرنسية جدوى".

وقال أردوغان في كلمة له خلال اجتماع "المجلس الاستشاري الشبابي 2023"، في مدينة إسطنبول، يوم الأحد إنه "لا يمكننا تحقيق أهدافنا عن طريق جلوسنا في بلدنا والتحدث بلغتنا فقط. أنا أولي أهمية قصوى لتوجه الشباب إلى بلدان أخرى وصقل مهاراتهم هناك واكتساب خبرات جديدة شرط المحافظة على قيمهم وثقافتهم". 

وكان الرئيس التركي أعلن في ديسمبر 2014 أن أنقرة عازمة على إدراج اللغة العثمانية في المناهج التدريسية الرسمية في تركيا "سواء شاء المعارضون أم أبوا". 

وانتقد أردوغان في كلمة كان ألقاها خلال مشاركته في مجلس شورى الديني الخامس، نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية في أنقرة معارضو تلك الخطوة، معتبراً إياهم "خطراً كبيراً".

تركيتنا القديمة

وأردف أردوغان قائلاً "هناك من يشعرون بالانزعاج من تعلم أبناء هذا البلد اللغة العثمانية، وبالأصل هي تركيتنا القديمة، وليست لغة أجنبية، وسنتعلم بواسطتها الحقائق".

وأشار أردوغان إلى أن المعارضين يتهكمون على اللغة العثمانية، باعتبار الفائدة من تعلمها "تقتصر على قراءة النصوص المكتوبة على شواهد القبور"، حيث أكد أن المشكلة تكمن في منهجية التفكير بهذه الطريقة، مبيناً أن شواهد القبور تحمل تاريخاً، وحضارة، معتبراً "عدم معرفة جيل لهوية من يرقد في مقابره بالجهل الأكبر". 

ثروة البلاد

وإلى ذلك، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يظل عونا للشباب ما حيا، متمنيا وصولهم إلى رئاسة البلاد. وأثنى أردوغان على الدور الفعّال الذي يضطلع به الشباب التركي في كافة المجالات، لا سيما في المجال الاقتصادي. وأكد، أيضا، على أهمية دور الشباب في تحقيق أهداف تركيا للعام 2023، وترك بصمة لهم في تاريخ بلدهم.

كما تعهد الرئيس التركي بالوقوف إلى جانب الشباب دائما، وأن يظل عونا لهم ما حيا، معربًا عن فخره بارتفاع معدلات الشباب في تركيا؛ فهم "مصدر قوة وغنى" لهذا البلد.

وعبّر عن سعادته بتبوّء الشباب مراكز مهمة في مؤتمرات حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، مشيرًا إلى أن الشباب سيتولون المزيد من المهام والمناصب خلال الانتخابات البلدية المقبلة.

كما أعرب أردوغان عن أمله في نجاح الشباب بالوصول إلى البرلمان خلال الانتخابات المقبلة، متمنيًا وصول الواعد والنشيط منهم إلى رئاسة الجمهورية.

وكانت التعديلات الدستورية التي وافق عليها الشعب التركي، في أبريل/نيسان الماضي، تضمنت تخفيض سن الترشح للبرلمان من 25 عاما إلى 18 عاما.