بانغي: دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الثلاثاء لدى وصوله الى جمهورية افريقيا الوسطى في زيارة تستمر أربعة أيام المجتمع الدولي لتقديم مزيد من الدعم إلى هذا البلد الذي يشهد تصاعدًا في اعمال العنف بين الميليشيات.

وقال غوتيريش خلال حفل استقبال رسمي اقيم على شرفه مساء الثلاثاء ان "المجتمع الدولي لا ينخرط بما فيه الكفاية، لا يحرك ما يكفي من موارده وقدراته لمساعدة جمهورية أفريقيا الوسطى".

ودعا الامين العام في كلمته الى زيادة عديد القبعات الزرق في هذا البلد، حيث يبلغ عدد أفراد بعثة الامم المتحدة (مينوسكا) 12870 رجلا بينهم 10750 جنديا.

من جهته قال رئيس افريقيا الوسطى فوستين ارشانج تواديرا ان "افريقيا الوسطى مستعدة لتحمل مسؤولياتها"، منوها بـ"شجاعة جنود مينوسكا". وكان غوتيريش شارك في قاعدة مينوسكا في بانغي في وضع باقة من الزهر تكريًا لجنود القبعات الزرق الذين سقطوا اثناء القتال في افريقيا الوسطى.

وكانت حشود غفيرة اصطفت على طول الطريق من مطار بانغي الى العاصمة لاستقبال الامين العام متحدية الطقس الماطر. وتستمر زيارة غوتيريش اربعة ايام يجري خلالها محادثات مع القادة السياسيين في بانغي، ويزور بلدة بانغاسو في جنوب غرب البلاد، احدى المناطق الاكثر عرضة لاعمال العنف.

وفي مسعى منه الى معالجة ادعاءات طاولت قوات الامم المتحدة في العديد من المهمات، من المقرر ان يلتقي غوتيريش ضحايا اعتداءات جنسية نسبت الى قوات الامم المتحدة لحفظ السلام.

وتنشر الأمم المتحدة حوالى 12500 عسكري وشرطي في إفريقيا الوسطى للمساعدة على حماية المدنيين ودعم حكومة الرئيس فوستين أركانج تواديرا الذي انتخب في العام الماضي. 

وفي 15 سبتمبر 2014، حلت الامم المتحدة محل مهمة "ميسكا" (مهمة الدعم الدولية لافريقيا الوسطى بقيادة افريقية) مع مهمة "مينوسكا" التي انشئت بقرار مجلس الأمن 2149. وتنتهي مهمتها في 15 نوفمبر المقبل، لكن من المقرر ان يتم التمديد لها.

وقبيل زيارة غوتيريش دعا رؤساء الطوائف في افريقيا الوسطى الامم المتحدة الى تعديل استراتيجيتها لحفظ السلام، واداء قواتها التي غالبا ما ينتقد شعب افريقيا الوسطى تقاعسها.

وفي مؤتمر صحافي عقد السبت بمشاركة الكاردينال ديودوني نزابالاينغا والامام عمر كوبين لياما قال لفرانس برس القس نيكولا غيركوياميني-غبانغو "مراجعة الاستراتيجية يجب ان تتم بالتزامن مع التجديد لقوات الامم المتحدة". ورفض رؤساء الطوائف في البلاد في مقابلة مع فرانس برس ان يكون النزاع القائم في جمهورية افريقيا الوسطى منذ 2013، دينيا.

وقال الإمام عمر انه تم استخدام العامل الديني "فقط لغايات سياسية ومن اجل النهب وللاستيلاء على الثروات الباطنية (..) النزاع ليس دينيا". واضاف ان "المسيحيين والمسلمين يتواجدون معا في مخيم النازحين (...) اذا كانت حقا حربا دينية، كيف يكونون معا في المكان عينه؟".

من جهته قال نزابالاينغا "ان دور مستوى التعليم مهم" في اعمال العنف ، مضيفا "هناك مواطنون مسلمون، لكن بعض الناس يقولون انه عليهم ان يعودوا الى السودان وتشاد، لانهم اجانب" بسبب ديانتهم. والمسلحون الذين يستخدمون هذا التبرير "تم التغرير بهم"، حسب قوله.