قال مؤرخ مصري إن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حاول تجنيد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، لاغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بضربة جوية، بسبب قبوله الهدنة مع إسرائيل عام 1973.

إيلاف من القاهرة: قال أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، الدكتور عاصم الدسوقي، إن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حاول بعد حرب أكتوبر 1937، تجنيد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قائد سلاح الطيران وقتها، بهدف اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات بضربة جوية.

وأوضح الدسوقي وهو من المؤرخين المصريين المرموقين، في لقاء تلفزيوني، أن القذافي اتصل بالسادات كثيرًا ليبلغه اعتراضه على توقيع هدنة مع إسرائيل، أثناء حرب أكتوبر 1973، إلا أن السادات رد عليه بالقول إن يعلم طبيعة الأمور، وأن مصر صاحبة الحرب، وهي من تقرر ما هو في مصلحتها.

وأشار إلى أن القذافي شعر بالاستياء من طريقة معاملة السادات، وقرر اغتياله، مضيفًا أن القذافي سعى إلى تجنيد حسني مبارك، قائد القوات الجوية وقتها، من أجل قتل السادات من خلال ضربة جوية.

وقال الدسوقي، إن مبارك كشف عن مؤامرة القذافي للصحافي الراحل محمد حسنين هيكل، فنصحه بضرورة إبلاغ السادات فورًا، منوهًا بأن السادات قرر تعيين مبارك نائبًا لرئيس الجمهورية، خشية أن يعرض عليه القذافي مرة أخرى، فيضعف وينفذ المؤامرة، على حد قوله.

أسرار القذافي

وفي السياق ذاته، كشف أحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية المصرية السابق، بعضًا من أسرار القذافي الشخصية، وقال إن أجملها كان في الصحراء، حين يتحرر ابن عمه وزعيم ليبيا السابق لاثنين وأربعين عاماً "من كل القيود وينام على الأرض".

وأضاف في مقابلة مع صحيفة "Notizie Geopolitiche" الإيطالية، بمناسبة قرب صدور كتابه "قذاف الدم يتحدث: نصف قرن مع القذافي"، أن الزعيم الليبي الراحل كان "في المساء يقول لنا أنتم تنامون في فنادق خمس نجوم وأنا أنام في فندق 1000 نجمة، ويعني النجوم التي تَتَلأْلأ في سماء صحرائنا الجميلة".

وحسب وجهة نظر قذاف الدم، فإن "عظمة القذافي كانت في بساطته وانحيازه للبسطاء .. والفقراء حيث دافع عنهم وناصر قضايا السود والهنود الحمر .. وكتب عنهم ولم يتنكر يومًا لهم".

وأوضح أن معمر القذافي رفض "كل العروض المغرية التي طالبته بالمغادرة .. بما يشاء من أموال ومرافقين، وإلى أي مكان وبكل الضمانات".

وحول ما إذا شابت علاقتهما خلافات وصدامات، قال :"كثيرًا ما اختلفت مع القذافي وللأسف اكتشفت أن القذافي كان على حق .. خصوصًا عندما كان يقول إن الغرب لا يعرف الصداقة والتعاون البناء وإنما أن تكون عبداً أو عدوًا، وليس أمامي إلا المواجهة".

وبشأن الأوضاع في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي، قال قذاف الدم :"للأسف كان بعض الليبيين يصدقون وعود الغرب في أنه جاء لحمايتهم ونشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وأن القذافي عدو لكل ذلك .. وهو السبب والهدف .. واكتشفوا بعد هذه السنوات أن هذا الوهم تحول إلى كابوس وباتوا يعضون أصابع الندم ويترحمون على كل يوم من أيام القذافي .. ويشعرون بالعار بفقدان كرامتهم وكرامة الوطن"، على حد قوله.