«إيلاف» من القاهرة: قال محامي عائلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، خالد الزايدي، إن سيف الإسلام القذافي يعمل حاليًا في الساحة السياسية الليبية.

وأضاف محامي العائلة في حوار مع صحيفة "نوتيزي جيبوليتك" الإيطالية، أن "الدكتور سيف الإسلام القذافي على ما يرام، وجاهز لتولّي زمام الأمور، وسيظهر علنًا في وسائل الإعلام، وفقًا لبرنامج يهدف لجلب الشعب الليبي كله إلى طاولة الحوار، وهو الأمر الذي يناقشهُ حاليًا مع القبائل"، مشيرًا إلى أن "سيف الإسلام يتمتع بدعم كبير من الليبيين والقبائل، وهي الطريقة الوحيدة التي تستطيع إعادة الأمن إلى البلاد".

وأشار إلى أن "ليبيا أصبحت مصدرًا للإرهاب وتهريب البشر والمخدرات نتيجة لتدخل أجنبي في عام 2011، لذلك يتوقع سيف الإسلام من المجتمع الدولي إصلاح ما فعله، ومساعدة الشعب الليبي للعمل على استقرار بلادهم والعودة بسلام لبدء عملية التنمية والتعمير".

ولفت إلى أن سيف الإسلام يعول كثيرًا على إيطاليا مساعدة ليبيا، وقال: "أعتقد أن من مصلحة إيطاليا مساعدة الليبيين بالقضاء على الإرهاب والميليشيات".

وحول كيفية ممارسة نجل القذافي العمل السياسي، في الوقت الذي تطالب المحكمة الجنايات الدولية باعتقاله، قال الزايدي: "التهم الموجهة إليه والحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية على موكلي ليست ذات مصداقية بل مشبوهة"، وتابع: "الصحافة الدولية ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم كشفت عن تورط النائب العام السابق في المحكمة، لويس مورينو أوكامبو، في إجراء تحقيق في الفساد، يدل على أن المدعي العام السابق تلقى عمولات لإصدار قرارات تتعلق بالملف الليبي".

وأوضح الزايدي أن "المحكمة ليست مختصة بالحكم على سيف الإسلام لسببين، أولًا: حاكمت سيف الإسلام قبل المحكمة المختصة بمحاكمته، وهي المحكمة الليبية التي حاكمته هي أيضًا، كونه مواطنًا ليبيًا، والشخص لا يمكن أن يحاكم مرتين، ونظام روما الأساسي نفسه المعمول به في المحكمة الجنائية الدولية وجميع الاتفاقيات الدولية الأخرى المعتمدة تنص على أنه لا يمكن لأي شخص أن يحاكم مرتين على نفس الجريمة". على حد قوله.

أما السبب الثاني ـ حسب وجهة نظر محامي عائلة القذافي ـ يكمن في أن المحكمة الجنائية الدولية تدمج اختصاص المحكمة الوطنية، ولكن لا يمكن أن تحل محلها، ولهذا السبب ليس للجنة القضائية الدولية أي سلطة قضائية على حكم سيف الإسلام القذافي، ومع كل ذلك، لا يمنع سيف من ممارسة الحقوق السياسية والقانونية في ليبيا، ويستمد هذا الحق من شرعية كاملة، على حد قوله.

ومن جانبه، قال أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، إن سيف الإسلام القذافي موجود الآن ليبيا.

وأضاف في تصريحات له: "وهو (سيف الإسلام) حر طليق الآن في مكان آمن وأن من حقه أن يكون له دور مستقبلي فى ليبيا".

وطالب قذاف الدم الدول العربية باستقبال سيف الإسلام، وتوفير ملجأ له، مشدداً على أن العمل لإنهاء المطالبة بـسيف الإسلام من قبل المحكمة الدولية.

ومن جانبه، قال عضو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية أشرف عبد الفتاح، إن القبائل الليبية طالبت سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي بتولي مهام المجلس، للاستفادة من مشروعه الوطني الجامع الذي يهدف إلى انقاذ ليبيا وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد".

وأضاف في تصريحات تليفزيونية، أن المجلس يعي أهمية سيف الإسلام القذافي في انقاذ ليبيا خلال هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أن "القبائل الليبية أعطت سيف الإسلام المشروعية الاجتماعية في قيادة المجلس للتصدي لمؤامرات والأطماع الاستعمارية التي تسعى للسيطرة على ليبيا، في إشارة للقرار الإيطالي بتدخل القوات الإيطالية لحماية الشواطئ الليبية بحجة محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية"، على حد قوله.

وبالمقابل، قال الدكتور محمد القاسم، أستاذ السياسة بجامعة بنغازي، إن ليبيا في أزمة حقيقية منذ سقوط نظام حكم القذافي، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية والإقليمية فشلت في توحيد الليبيين، لعدم وجود شخصية تجمع الليبيين من مختلف الأطياف السياسية والقبائل.

وأضاف لـ"إيلاف" أن عائلة القذافي تحاول استغلال هذه الأوضاع للعودة إلى السلطة مرة أخرى، مشيرًا إلى أنها تدفع بسيف الإسلام للعودة إلى الساحة السياسية باعتباره المنقذ لليبيين من جحيم الميلشيات المسلحة.

ولفت إلى أن عائلة القذافي مازالت تتمتع بنفوذ في أوساط زعماء القبائل، ولاسيما أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، والذي يمتلك أيضًا علاقات دولية واسعة، يسعى إلى استغلالها في توطيد الساحة السياسية لعودة نجل القذافي.

وأشار إلى أنه رغم أن الساحة الليبية تموج بالفوضى إلا أن عودة نجل القذافي غير مقبولة في المرحلة الراهنة، أو على الأقل لن تحظى بدعم سياسي من القوى السياسية المتحكمة في الأوضاع في ليبيا أو القوى الإقليمية أو الدولية، لاسيما أنه مازال مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية الدولية في جرائم ضد الإنسانية.

ولفت إلى أن هناك شخصيات سياسية فاعلة جدًا في الساحة السياسية الليبية حاليًا، وتحظى بدعم شعبي وإقليمي ودولي، وعلى رأسها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، ولن تغامر القوى الدولية أو زعماء القبائل بدعم نجل القذافي، لاسيما أن غالبية الليبيين تتهمه بالفساد ونهب ثروات البلاد لأكثر من 40 عامًا.

وكانت إحدى الميليشيات المحلية بمدينة الزنتان في ليبيا، وتسمى "كتيبة أبو بكر الصديق"، أطلقت سراح سيف الإسلام القدافي، في 10 يونيو الماضي، "تطبيقًا لقانون العفو العام الصادر عن البرلمان، بعد تبرئته من التهم الموجهة إليه"، حسب ما أعلنت وقتها.