بحث ترمب الثلاثاء مع وزير الدفاع ورئيس الأركان "مروحة الخيارات" في مواجهة كوريا الشمالية. في وقت ذكر تقرير أن قراصنة معلوماتية كوريين شماليين سرقوا مئات البيانات العسكرية السرية من كوريا الجنوبية بينها خطط عمليات حربية مفصلة تشمل حليفها الأميركي. 

إيلاف - متابعة: قالت الرئاسة الأميركية في بيان إن "الإحاطة والنقاش تركّزا على مروحة الخيارات للرد على أي شكل من أشكال العدوان من جانب كوريا الشمالية، وإذا لزم الأمر لمنع كوريا الشمالية من تهديد الولايات المتحدة وحلفائها بأسلحة نووية".

لم يوضح البيان ما إذا كان هذا الاجتماع يعني أن التهديد الكوري الشمالي يتعاظم. وكان ترمب قال في تغريدة غامضة السبت إن "شيئًا واحدًا فقط سيكون له مفعول" مع كوريا الشمالية، من دون أن يوضح ما الذي يقصده فعلًا.

وكتب يومها أن "الرؤساء وإداراتهم عكفوا على الحديث مع كوريا الشمالية على مدى 25 عامًا، ووقّعوا اتفاقات، وصرفوا مبالغ طائلة من الأموال". 

أضاف "لكن لم يكن لذلك مفعول. فقد تم خرق الاتفاقات، حتى قبل أن يجف الحبر، في استهانة بالمفاوضين الأميركيين. عفوًا، لكنّ شيئًا واحدًا فقط سيكون له مفعول".

أتت هذه التغريدة بعدما أكد الرئيس الأميركي خلال حفل استقبال لأرفع المسؤولين العسكريين مساء الخميس في البيت الأبيض، بعدما بحث معهم في ملفَّي إيران وكوريا الشمالية، أن هذا الوقت "قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

أثارت هذه التصريحات الغامضة التباسًا في واشنطن وفي الخارج، لا سيما وأن ترمب توعّد في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الفائت كوريا الشمالية "بتدميرها بالكامل" إذا تعرّضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها لهجوم من بيونغ يانغ، كما نعت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون بـ"الرجل الصاروخ" الذي يقوم بـ"مهمة انتحارية". ورد كيم بالتشكيك في الصحة العقلية للرئيس الأميركي، واصفًا إياه بأنه "خرف ومختل عقليًا".

قرصنة خطط حربية لسيول
على صعيد آخر، ذكر تقرير الثلاثاء أن قراصنة معلوماتية كوريين شماليين سرقوا مئات البيانات العسكرية السرية من كوريا الجنوبية، بينها خطط عمليات حربية مفصلة تشمل حليفها الأميركي.

وقال النائب عن الحزب الديموقراطي الحاكم ري تشيول-هي إن القراصنة اخترقوا شبكة الجيش الكوري الجنوبي في سبتمبر الماضي، ووصلوا إلى 235 غيغابايت من البيانات الحساسة، بحسب ما ذكرته صحيفة شوسون إيلبو. من بين الوثائق المسربة "خطط عمليات 5015" التي تطبق في حال حرب مع الشمال، وتشمل خطط لهجمات، من أجل إسقاط الزعيم كيم جونغ-أون، بحسب ما ذكرته الصحيفة نقلًا عن ري تشيول-هي.

لم يتسنَّ الاتصال بري، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان، للتعليق، لكن مكتبه أكد صحة ما نقل عنه. يأتي التقرير وسط مخاوف من اندلاع نزاع على شبه الجزيرة الكورية، تغذيها تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة بتحرك عسكري ضد بيونغ يانغ لكبح برنامجها النووي.

وقال ري نقلًا عن وزارة الدفاع في سيول أن 80 بالمئة من المعلومات المسربة لم يتم تحديدها بعد. لكنه أضاف أن خطة الطوارئ الخاصة بالقوات الخاصة الكورية الجنوبية سُرقت، وكذلك تفاصيل عن مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة ومعلومات حول منشآت عسكرية مهمة ومعامل طاقة. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تأكيد التقرير لدواعي السرية.

وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل روبرت مانينغ أنه إطلّع على هذه المعلومات، لكنه رفض تأكيد صحتها أو نفيها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون خلال مؤتمر صحافي "بوسعي أن أؤكد لكم أن لدينا ملء الثقة بأمن خططنا العملانية وقدرتنا على التصدي لأي تهديد من جانب كوريا الشمالية". أضاف "لن أقول ما إذا كانت هذه (القرصنة) حصلت أم لا، ولكن ما سأقوله لكم هو أن التحالف الأميركي-الكوري الجنوبي، الكيان المؤلف من طرفين، هو من يفترض به أن يعالج هذا النوع من المشاكل ويتصدى لها".

وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أعلنت في مايو أن كوريا الشمالية قرصنت شبكة الانترنت الداخلية للجيش الكوري الجنوبي لكنها لم تكشف عمّا تم تسريبه.

ولبيونغ يانغ وحدة تضم 6 آلاف اختصاصي متمرن في الحرب الالكترونية، بحسب حكومة كوريا الجنوبية. وهذه الوحدة متهمة بشن هجمات على أهداف مهمة، بينها قرصنة شركة "سوني بيكتشرز" في 2014. والتقرير الذي نشرته صحيفة شوسون إيلبو هو الثاني من نوعه الثلاثاء عن هجمات الكترونية على أهداف عسكرية في منطقة آسيا-المحيط الهادئ.

فقد قالت الحكومة الأسترالية إن متعاقدًا في مجال الدفاع لم تحدد هويته تعرّض للقرصنة، وإن "كمية كبيرة من المعلومات" سرقت.

وتم تسجيل 47 ألف حادثة الكترونية في الأشهر الـ12 الماضية، أي بزيادة بنسبة 15 بالمئة عن الفترة التي سبقتها، بحسب ما أعلنه وزير الأمن المعلوماتي دان تيهان في كانبرا لدى إعلانه تقريرًا لمركز الأمن المعلوماتي.

تمت قرصنة متعاقد الدفاع عن طريق ملقم خارجي، حيث استخدم القراصنة أدوات تحكم عن بعد للبقاء ضمن الشبكة، بحسب التقرير. وذكرت الصحيفة الأسترالية أن القرصان مقيم في الصين، لكن الوزير تيهان قال لهيئة الإذاعة الأسترالية "لن نعرف ولا يمكننا أن نؤكد بالتحديد هوية المنفذ".