«إيلاف» من بيروت: زار رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري أمس السعودية بعد تلقيه دعوة فورية إلى المملكة العربية السعودية، والتقى الحريري، أمس، وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، كلّ على حدة، فما هي نتائج زيارة الحريري وفحوى لقاءاته؟

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف"، أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يزور فيها الحريري السعودية مع وجود علاقات وطيدة بينه وبين القيادات السعودية، فالسعودية وقفت الى جانب لبنان في جميع الظروف التي مر بها، وهناك اليوم معركة إقليمية، والسعودية تريد أن تقول كفى ليس مقبولاً ما يقوم به حزب الله، والرئيس الحريري يحاول اليوم أن يمشي بين النقاط، لكي ينأى بنفسه وبلبنان عن كل المحيط المحترق حوله، وستكون زيارة الحريري للسعودية في صلب الكلام عن هذا الموضوع، خصوصًا بعد تعيين السفير اللبناني في سوريا، والانتقادات التي واجهت الحريري في هذا الموضوع، كل هذه الأمور تحتاج الى التوضيح في السعودية، ومن يريد أن يصطاد في الماء العكر أتت زيارة الحريري الى السعودية لتبرهن أن الحريري لا يزال مهمًا لدى السعوديين، فهو يبقى الأول بالنسبة للسعوديين اليوم وغدًا وإلى الأبد، ولا أحد يجرب أن يبرهن العكس، فالحريري حريص على لبنان، وشديد الحرص على علاقاته مع المملكة العربية السعودية وضرورة توضيح كل المواقف المتخذة من قبله.

الدور السعودي

عن أهمية الدور السعودي في لبنان، يرى طعمة أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال السند للبنان، ولبنان بكل ظروفه وبكل الحروب التي مر بها كانت السعودية تسانده، ولو لم يحصل ذلك لكان أمن لبنان وإقتصاده وكل مقوماته إنهارت.

ويضيف طعمة:" السعودية حريصة على التضامن العربي ووقفت وقفة جبارة مع اللبنانيين، ولن يقبل أحد أن تخسر دورها في لبنان، ودور السعودية الحفاظ على كل الدول العربية بما فيها لبنان، لأنها تبقى الأخ الأكبر لكل الدول العربية."

العلاقات

كيف يمكن لزيارة الحريري الأخيرة إلى السعودية من توطيد العلاقات اللبنانية السعودية؟ يؤكد طعمة أن العلاقات اللبنانية السعودية تبقى قوية، والعهد الجديد بدأ بإعادة لبنان إلى الحضن العربي مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون للسعودية، وكانت البداية، والسياسة التي ينتهجها الحريري تكمل مسار توطيد العلاقات مع السعودية.

والجميع يعرف أنه مع الصراع الإقليمي في المنطقة لبنان قد يشكل ساحة لهذا الصراع، رغم سياسة النأي التي يعتمدها الحريري ويحرص عليها، لإبعاد هذا الكأس الإقليمي المر عن الساحة اللبنانية.

حزب الله

عن دور حزب الله في تأزيم العلاقات اللبنانية السعودية، يرى طعمة أن الصراع الإقليمي في أوجه ويستعمله البعض ساحة له، وحزب الله مع سلاحه يستقوي على الكل، ولا شك أن هناك وضعاً غير طبيعي مع وجود سلاح حزب الله، وهو يقوم بدور إيراني، والحريري حريص أن يوفق بين المصالح اللبنانية بالعودة دائمًا الى الحضن العربي من دون الإنصياع للمواجهة المفتوحة مع إيران.

أما هل سيتخذ الحريري بعد زيارته للسعودية موقفًا حازمًا من حزب الله بسبب مواقف الأخير من السعودية؟ يؤكد طعمة أن السعودية تعرف أن الحريري يعاني من أجل عدم الإنزلاق في المحور الإيراني، وبالنهاية حزب الله موجود في الحكومة ومجلس النواب، ويجب أن يكون الحريري حريصًا على هذه العلاقة، والسلاح والحرب لا ينفعان أحدًا، والفريق الآخر أي حزب الله لا يتمتع بالمرونة وإيران أيضًا، والحريري يجب أن يوفق بين الأمور بين لبنان والسعودية وتحتاج الأمور كلها إلى وقفة موحدة مع الجميع خصوصًا مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

ويلفت طعمة إلى أن زيارة الحريري الى السعودية أيضًا من أجل تحصين وضع الجالية اللبنانية هناك، لأن الجالية هناك تعتبر حصنًا اقتصاديًا للداخل اللبناني، وعندما يوضح الحريري أن لبنان سيبقى إلى جانب الدول العربية، وخصوصًا بجانب السعودية، والحريري يحاول بطرق متعددة النأي بلبنان عن الصراعات والسعودية، ستكون متفهمة جدًا في هذا الخصوص.