مع تسلم السلطة الفلسطينية إدارة معابر قطاع غزة من حركة حماس، بات المواطنون يعلقون الآمال على تحسين اوضاعهم حياتهم، بعدما كان قطاع غزة لمدة عقد من الزمن أشبه بسجن مغلق الأبواب والنوافذ، ودفع طلبة القطاع الطامحين بالدراسة في الخارج فاتورة كبيرة بعدما تحطمت أشرعة سفنهم على معبر رفح وحاجز بيت حانون.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، د.رامي الحمد الله: "إنَّ تسلم المعابر "خطوة أساسية نبني عليها لتمكين حكومة الوفاق لتعزيز عملها في النهوض بظروف حياة أهلنا فيه ولنجسد الوحدة تدريجياً في كافة نواحي الحياة".
ووعد الحمد الله، الذي زار غزة الشهر الماضي والتقي كافة القطاعات، ومنهم الشباب، بمحاولة تحسين حياتهم، وبدأ بترجمة وعوده على الأرض.

حيث عمل رئيس الوزراء الفلسطيني على مساعدة 41 طالبا وطالبة من مختلف التخصصات والمستويات الدراسية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه)، للخروج عبر حاجز بيت حانون للالتحاق بالمعاهد والجامعات التركية، بعد مناشدة أطلقتها الطالبة سارة المقادمة.

وقالت المقادمة: إنَّ وفاء رئيس الوزراء بوعوده شكَّل أملًا للطلبة وحماية لمستقبلهم التعليمي رغم أنَّه لم يسمح لها بالخروج مع زملائها عبر حاجز بيت حانون، وذلك بسبب عدم منحها تصريح مغادرة للقطاع من قبل الاحتلال.

المقادمة التي تطمح بدراسة العلاقات الدوليّة في إحدى الجامعات التركية تأمل في الوقت ذاته في أن يشكل تسلَّم الحكومة الفلسطينية لمعابر غزة خاصة معبر رفح فرصة سانحة لها بالإضافة إلى (6) طلاب آخرين يرغبون بالسفر عبر معبر رفح أيضًا رغم أنَّه حصلوا على تصاريح مغادرة من القطاع من جانب الاحتلال.

وأضافت المقادمة:" قدَّمنا كشفًا بأسماء (41) طالب لتنسيق مرورنا عبر حاجز بيت حانون، حيث تمَّ السماح لـ(34) طالبًا بالخروج بينما تمَّ رفض اسمه من قبل الاحتلال ويرغب البقية بالسفر عبر معبر رفح مع مصر".

بدوره أكَّد الطالب معاذ البربري ( 21) عامًا أنَّه لم يتمالك نفسه من الفرحة عندما أبلغ عبر مكتب رئاسة الوزراء بترتيب أرواق خروجه وإصدار تصريح له للسفر عبر إيرز بعد أشهر من الانتظار والخوف على فقدان الفرصة التعليمية في تركيا.

وقال البربري لموقع "النجاح الإخباري"، من عمان حيث ينتظر طائرته للسفر إلى تركيا: "إنَّه يثمّن دور رئيس الوزراء وأنَّ وفاءه بتعهداته للطلبة يعكس صدقية "المواطن أولًا" وأنَّه دوما في قلب أجندة الحكومة الفلسطينية.

وأشار البربري الذي سيلتحق بجامعة مرمرة التركية لدراسة "الصحافة والإعلام"، أنَّ جهود حكومة الوفاق محل تقدير لكل الشباب كونها حمت مستقبلهم من الضياع نتيجة الإغلاق والحصار".

ونقل البربري عن عائلات الطلبة قولها: إنَّ إصرار الحمدالله على الوفاء بتعهداته هو إصرار على حماية مستقبل الطلبة وحقهم في التعليم بعد خوف الأهالي على مستقبل أبنائهم وضياع عام من دون جدوى.

بدورها رأت الطالبة وعد اعطيش أنَّ رئيس الوزراء كان واضحًا في خطابه للشباب منذ اليوم الأوَّل.

وقالت اعطيش التي تستعد لمغادرة عمان في طريقها لتركيا لـ "النجاح الإخباري": "إنَّ جهود الحمدالله أنهت فصلًا كبيرًا من معاناتها إلى جانب زملاء لها والتي استمرت شهور.

ورأت اعطيش في الجهود الحكومية بأنَّها مؤشر على احتواء أزمات الشباب في قطاع غزة ومعالجة الملفات كافة، ذات الصلة وقد بدأت فعليًّا بحلّ أزمة الطلبة العالقين والممنوعين من السفر.

اعطيش التي تطمح بدراسة "العلاقات العامة في جامعة "ايجا" التركية أكَّدت في نهاية حديثها لـ"النجاح" قائلة " وفاء الحمدالله بتعهداته لنا كشباب يشعرنا بالأمل وصنع المستقبل".

وكان الحمد الله استجاب في وقت سابق لمناشدة الشاب ساري ربايعة الذي يحتاج إلى نحو 125 الف دولار للعلاج في المستشفيات الالمانية بعد إصابته بالشلل نتيجة اصابته برصاص الجيش الإسرائيلي.