فيما يستعد العراق لأكبر تجمع ديني يشارك فيه ملايين الاشخاص من المسلمين الشيعة الاسبوع المقبل لاحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين في كربلاء، شهدت الساعات الاخيرة حوادث سير قتلت وأصابت عشرات الكويتيين والإيرانيين.. فيما منعت السلطات دخول الشاحنات لبغداد بدءا من السبت المقبل وحظر وقوف أي مركبة على الطريق المخصص للزائرين السائرين إلى كربلاء.

إيلاف من لندن: أدى حادث سير مروري اليوم على الطريق الدولي بين محافظتي البصرة وذي قار إلى مصرع واصابة 18 زائرًا كويتيًا في طريقهم لمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد). وادى انقلاب حافلة تقل زواراً قادمين من دولة الكويت بمنطقة تل اللحم جنوب مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد) إلى مصرع 5 اشخاص واصابة 13 آخرين بجروح مختلفة تم نقلهم إلى مستشفى الحسين التعليمي لعلاجهم.

وامس توفي 4 زائرين إيرانيين وآخر عراقي، فيما أصيب 14 زائراً إيرانياً بجروح متفاوتة في حادث مروري في ناحية الكفل جنوبي مدينة الحلة مركز محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد). وقد تم نقل الجرحى الي مستشفى الحلة الجراحي لاجراء العلاج اللازم لهم.

ومن جانبه، أعلن مسؤول الاغاثة والانقاذ بجمعية الهلال الاحمر الإيراني كاظم بلالي ان 13 زائرًا من الزوار الـ 14 الإيرانيين الذين اصيبوا اثر انقلاب حافلة صغيرة في محافظة ميسان العراقية في الطريق بين محطة الشيب والعمارة قد غادروا المستشفى وواصلوا طريقهم الى كربلاء.

وأشار إلى أنّ حافلة صغيرة تحمل زوارًا إيرانيين لاحياء زيارة الاربعين انقلبت في محافظة ميسان، ما ادى الى اصابة 14 زائرًا. واوضح ان 13 زائرًا نقلوا الى مستشفى الصدر بمدينة العمارة ومن ثم غادروها بعد تلقي العلاج اللازم، فيما نقلت امراة مصابة الى إيران لتلقي العلاج.

وفي 14 سبتمبر الماضي، قتل وإصيب 137 مدنيا، بينهم أكثرية من الإيرانيين في تفجير ارهابي مزدوج في محافظة ذي قار جنوب العراق. وقال مدير صحة ذي قار جاسم الخالدي إن الحصيلة النهائية للهجوم الإرهابي الذي استهدف المحافظة أسفر عن مقتل 50 شخصًا وإصابة 87 آخرين بجروح متفاوتة.

 

زوار إيرانيون يدخلون الى العراق

 

واوضح أن قسمًا كبيرًا من القتلى والجرحى هم من الجنسية الإيرانية. والثلاثاء الماضي حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من عمليات "ارهابية جبانة" خلال زيارة الاربعين.. وقال اننا "بحاجة إلى الحذر والوعي خلال زيارة الأربعين".. محذراً من " قيام الارهاب بعمليات جبانة خلال الزيارة". وأضاف العبادي انه "مازالت هناك مشاكل تجنيد الارهابيين وفكرهم المنحرف".. مؤكداً ان "القوات الامنية اتمت استعدادها لحماية الزيارة الاربعينية".

 منع دخول الشاحنات والدراجات النارية إلى بغداد

واليوم، أعلنت قيادة عمليات بغداد منع دخول سيارات الحمل والصهاريج إلى العاصمة بدءا من السبت المقبل وحظر وقوف اي مركبة على الطريق المخصص للزائرين السائرين إلى كربلاء.

وأكد قائد العمليات الفريق الركن جليل الربيعي في مؤتمر صحافي في بغداد الخميس، اكمال كل الخطط الخاصة بالزيارة أمنيًا واستخباريًا، موضحا ان "طريق العجلات الخارجة من بغداد باتجاه محافظة كربلاء سيكون من طريق سيطرة سويب والعدوانية أما العجلات الداخلة إلى بغداد فستكون من الطريق السريع بابل- بغداد المؤدي إلى ابي غريب وساحة اللقاء، مع توفير طريق للمشاة الزائرين وتأمين انسيابية حركة المرور.

وأشار إلى أنّه تم منع دخول صهاريج نقل المشتقات النفطية إلى بغداد اعتباراً من أمس باستثناء الصهاريج الحكومية وفق ضوابط اعدت بالتنسيق مع غرفة عمليات الطاقة واصدار توصيات لأصحاب المواكب الحسينية بتخصيص أربعة أشخاص لمراقبة محيط الموكب، وكذلك المواد المستخدمة في الطبخ وعمليات توزيع الطعام فضلا عن مراقبة الاشخاص المستفيدين من الطعام والتاكد من الآواني والقدور التي يحملونها لاحتمال ان تكون مفخخة اضافة إلى التأكد من عدم وجود أي جسم غريب قرب الموكب وأخبار القوات الأمنية فوراً ووجود ما لا يقل عن شخصين في المواكب ليلاً لضمان عدم تسلل العناصر الارهابية وزرع عبوات ناسفة او لاصقة لالحاق ضرر بالزائرين.

ودعت عمليات بغداد إلى عدم إستلام المواد الغذائية وقناني الغاز الا من قبل الأشخاص الموثوقين، خشية من ان تكون القناني مفخخة.. مشددة على عدم السماح بوقوف العجلات والدراجات قرب المواكب والتواصل مع القوات الأمنية القريبة من المواكب والتعرف عليهم.

وأشارالربيعي إلى ضرورة عدم تصديق الشائعات المغرضة التي يراد بها تعكير أجواء الزيارة واقترح على جموع الزائرين "السير خلال النهار ليكونوا امام انظار القوات الامنية داعيًا المواطنين إلى التعاون مع القوات الامنية والابلاغ عن اي شبهة والابتعاد عن الاشاعات.

وقد بدأ العراق استعدادات مبكرة لدخول حوالى 3 ملايين إيراني إلى اراضيه للمشاركة في مراسيم اربعينية الامام الحسين في مدينة كربلاء بالاعلان عن افتتاح 16 مكتبا قنصليا في مدن إيرانية لمنح تأشيرات الدخول إلى الاراضي العراقية. كما كشفت اللجنة المركزية للأربعينية في إيران عن تحديد اربعة منافذ حدودية لعبور زائري الاربعينية من الإيرانيين إلى العراق هي : مهران والشلامجة وجذابة وخسروي. 

وقال المتحدث باسم اللجنة شهريان حيدري إن "منفذ مهران في محافظة إيلام والشلامجة وجذابة في محافظة خوزستان وخسروي في محافظة كرمانشاه هي المنافذ التي يتعين على الزوار العبور منها".

وعن زيارة اربعينية العام الحالي، فقد توقع رئيس لجنة اعادة العتبات المقدسة في العراق حسن بلارك مشاركة حوالي 3 ملايين زائر فيها. 

وكان وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي قد وقع مع نظيره الإيراني عبد الرضا رحماني في 13 اغسطس الماضي مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين البلدين بشأن تنظيم مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين.

وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات الجنوب والوسط أفرادًا وجماعات مطلع شهر صفر سيرا على الاقدام إلى مدينة كربلاء (110كم جنوب بغداد) في حين تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا.