إيلاف من القاهرة: تضع الحكومة المصرية آمالًا عريضة على نجاح فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد حاليًا في مدينة شرم الشيخ، على تحقيق رواج سياسي وسياحي وأمني لمصر في الخارج خلال الفترة المقبلة، بما يعود بالفعل على تحقيق انتعاش اقتصادي عن طريق جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للسوق الداخلية، ويشارك في فعاليات منتدى شرم الشيخ، والذي يستمر حتى 10 نوفمبر الجاري، 52 وفدًا رسميًا من الرؤساء والأمراء ورؤساء الحكومات والمبعوثين الشخصيين والمفوضين الدوليين، فضلًا عن 19 وزيرًا للشباب والرياضة، ومبعوث للأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوث للاتحاد الأفريقي، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، والوفود الرسمية الـ52 المشاركة في المنتدى من دول: " توجو وموريتانيا وفلسطين والجابون وتشاد والإمارات والأردن ولبنان والسنغال والجزائر وغينيا الاستوائية وتونس وإثيوبيا وأوغندا وجيبوتي والهند واليمن والبحرين والمغرب والسودان ومورشيوس ورواندا ونيجيريا والجابون والصين وزامبيا وصربيا وإندونيسيا وبروندي والصومال والكونغو".

 كما يشارك في المنتدى أيضًا وفود رسمية من الكويت والسعودية وألمانيا وقبرص والبوسنة وسيريلانكا والعراق وطاجيستان وكينيا والأرجنتين وبيلاروسيا وأرمينيا والمجر واليونان وكازاخستان وفيتنام ورومانيا، ويشارك في المنتدى الضخم أكثر من 3200 شاب يمثلون 113 جنسية من جميع أنحاء العالم، الذين جاؤوا إلى مدينة السلام ليتناقشوا في القضايا التي تشغل العالم، وليطرحوا أفكارهم بكل حرية وشفافية.

محاور المؤتمر 

من جانبه، قال الدكتور فتحي شمس الدين، المتحدث باسم منتدى شباب العالم:" إن مؤتمر منتدى شباب العالم يضم 46 جلسة وورشة عمل، موزعة على مجموعة متنوعة من المحاور التي تناقش قضايا ومواضيع عالمية تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، وهي: محور قضايا شبابية عالمية، ويتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب في بناء وحفظ ‏السلام في مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية، ومحور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، الذي من خلاله سيتم التعرف على رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعرض تجارب شبابية مبتكرة في مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب".

وأضاف شمس الدين أن المؤتمر يناقش محاور هامة عن الحضارات والثقافات، ويضم مواضيع خاصة بالفنون والآداب والهوية الثقافية، وكيفية تكامل الحضارات والثقافات والاستفادة من تنوعها واختلافها، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده ‏الصراعات والحروب‏، إضافة إلى البعد الثقافي للعولمة وأثره على ‏الهوية الثقافية للشباب، هذا بالإضافة إلى محور صناعة قادة المستقبل، ويتم فيه استعراض التجارب الدولية البارزة في تأهيل وتدريب الشباب، ودور الدول والمجتمعات في صناعة قادة المستقبل.

تجربة حية 

وقال المتحدث الرسمي لمنتدى شباب العالم في تصريحات له: " إن المؤتمر سيشهد تنظيم نموذج محاكاة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يشارك فيه أكثر من 60 شابًا من مختلف الدول، ومن خلال مشاركتهم في هذا النموذج، سيتمكن هؤلاء الشباب من معايشة تجربة حية لما يختبره ممثلو دول مجلس الأمن في الأمم المتحدة، والتعرف على مختلف وجهات النظر والحلول أثناء مناقشة مواضيع متنوعة تدور حول مجابهة المخاطر التي تهدد السلم والأمن العالمي، فضلًا عن مواضيع مجلس الأمن حول مجابهة المخاطر التي تهدد السلام والأمن العالمي بسبب المنظمات والأعمال الإرهابية، والهجرة غير المنتظمة والتحديات للدول والمهاجرين".

من جانبه، يرى طارق الخولي عضو مجلس النواب أن منتدى شباب شرم الشيخ له أهمية كبرى في الوقت الراهن، فالشباب من 18 إلى 30 عامًا يعتبرون القوى المؤثرة في الرأي العام بالمجتمعات المفتوحة ديمقراطيًا، وهي قوى مهمة للغاية ومفيدة بشدة للتسويق السياسي لمصر اليوم، والمراهنة عليها في المستقبل القريب، فمصر حاليًا بحاجة إلى أقوى أنواع التسويق السياسي والسياحي ، عقب حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي أثرت على دخلها السياحي وعلى الاستثمارات الواردة إليها عقب ثورة 30 يونيو؛ لذلك فإن عقد مؤتمر عالمي للشباب في منتجع شرم الشيخ السياحي، هو خطوة إيجابية لتغيير الصورة الذهنية عن مصر غير المستقرة بسبب الحرب على الإرهاب وغير الصالحة للاستثمار أو للسياحة .

وقال الخولي:" إن أهم عائد فكري وحقيقي لمنتدى الشباب هو اندماج وانفتاح تجارب شباب مصر مع عقول نظرائهم في العالم، والتعرّف على رؤى وأفكار وحلول مختلفة، وبالتالي القدرة على الاطلاع على تلك التجارب ونقلها للشعب المصري ، وذلك على مختلف المجالات مثل التعليم والصناعة والثقافة بما يعيد بالنفع على ثقل الشباب المصري بالخبرات في مجال عملهم ".

رد عملي

 في السياق ذاته يرى محمد نسيم، ممثل الجامعات المصرية بالمؤتمر، أن فكرة المنتدى تدور حول أهمية الحوار والتواصل من أجل وضع حلول لحل المشاكل التي تواجه العالم مثل مكافحة الإرهاب وسبل نشر السلام الحقيقي في جميع دول العالم .

 مشيرًا إلى أن المنتدى يمثل فرصة عظيمة لاطلاع دول العالم على اهتمام النظام المصري بالشباب، والعمل على تهيئة المناخ والبيئة الطيبة لمشاركة الشباب في العمل السياسي، وهو ما يمثل تجربة عملية للرد على انتقادات الدول الغربية لوضع حقوق الإنسان في مصر .

وأوضح محمد نسيم أن المؤتمر يعبر عن رؤية مصر لكل دول العالم حول نشر السلام، والمواجهة الحقيقية للجماعات الإرهابية، وقوة الشباب المصريين وقدرتهم على التغيير .

منافع كبيرة 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر، أن مؤتمر شباب العالم فرصة عظيمة للترويج السياحي لمصر، من خلال زيارة 3000 شاب من مختلف دول العالم، حيث ينتظر زيادة الوفود السياحية عقب انتهاء فعاليات المؤتمر مباشرة، كما سيحقق المؤتمر رواجًا سياسيًا كبيرًا لمصر في الخارج، والرد عمليًا على التقارير الأجنبية المشبوهة حول حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي يمثل ضربة قوية لجماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم بالخارج.

وقال عضو مجلس النواب:" إن المؤتمر سيكون فرصة عظيمة أمام الحكومة لعرض فرص الاستثمارات بالداخل والخارج، وهو ما قد يعيد بالنفع قريبًا على تحسن الاقتصاد المصري مع نهاية العام الحالي ".

 مشيرًا إلى أن هناك رسالة هامة من وراء عقد المؤتمر بشرم الشيخ بحضور هذا العدد الكبير من الضيوف، وهي أن مصر بلد الأمن والأمان ، وقادرة على مواجهة الجماعات الإرهابية بكل ثبات، وأن ما يثار من وقت لآخر بالتحذير من السفر لمصر لوجود مخاطر أمنية ليس صحيحًا ومجرد شائعات يروجها التنظيم الدولي للإخوان ودول بعينها مثل قطر وتركيا .