أبوظبي: يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء زيارة رسمية لمدة يومين لدولة الإمارات العربية المتحدة، يفتتح خلالها متحف "اللوفر أبوظبي". 

وافتتاح متحف "اللوفر أبو ظبي" الذي يعد تتويجًا لواحد من أهم مشروعات التعاون المشترك بين فرنسا والإمارات، هو أبرز ما يميز هذه الزيارة.

ويأتي هذا الافتتاح بعد عشر سنوات على الاتفاق الذي وقعه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 2007 لإنشاء هذا المتحف الذي يعد الفرع الوحيد للمتحف الفرنسى خارج الأراضى الفرنسية، وقد صممه المهندس المعماري جان نوفيل وتم إنشاؤه بتمويل من حكومة أبو ظبي، حيث قدرت تكلفته عند توقيع العقد بــ582 مليون يورو، ليصبح أوّل متحف عالمي في العالم العربي.

ومن المقرر أن تشهد الزيارة مباحثات بين الرئيس الفرنسي وكل من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ورئيس حكومة الإمارات الشيخ محمد بن راشد لاستعراض مواقف البلدين حول الأزمات الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الخليجية والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا، فضلا عن ملف الإرهاب الذي يحتل أهمية خاصة على طاولة المباحثات، لا سيما في ظل استعدادات باريس لتنظيم مؤتمر دولي حول تمويل الإرهاب، من المنتظر أن يعقد في الفصل الأول من العام المقبل.

وسيلتقي ماكرون خلال الزيارة، التي تعد الأولى له لمنطقة الخليج منذ انتخابه في مايو الماضي القوات الفرنسية المتمركزة في قاعدة "الظفرة" والتي يصل عددها نحو 700 جندي يشارك بعضهم في التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة. 

ويقوم الرئيس الفرنسي بزيارة فرع جامعة السوربون الفرنسية في أبوظبي والتي كان جرى افتتاحها في عام 2006.

ويرافقه وفد من الحكومة الفرنسية على رأسه وزير الخارجية جان إيف لو دريان، ووزير الثقافة فرنسواز نيسان، ووزير الدولة لشؤون الاقتصاد والمال بنجامين غريفو، فضلا عن وفد من رجال الأعمال ورؤساء الشركات العاملة في الإمارات أو الراغبة في اقتحام السوق الإماراتية.

ومن المقرر أن تتناول المباحثات بين الرئيس الفرنسي وولي عهد أبو ظبي الأوضاع في سوريا واليمن وفي ليبيا والأزمة مع قطر؛ فضلا عن التعاون العسكري في ظل مساعي فرنسا لابرام صفقة جديدة لطائرات الرافال بعد العقود التي وقعتها مع كل من مصر و الهند و قطر.

المنتدى الاقتصادي الفرنسي الاماراتي

وسيقوم ماكرون خلال الزيارة بالمشاركة في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي الفرنسي الإماراتي قبل أن يلتقي الجالية الفرنسية هناك والتي تقدر بنحو 30 ألف شخص.

وتعد الإمارات الشريك التجاري الثاني لفرنسا في الخليج بعد السعودية حيث بلغت المبادلات بينهما 4.7 مليار يورو في 2016 في مجالات صناعة الطيران (بيع 100 طائرة ايرباص تم تسليم 380 منها لطيران الامارات) والسلع الفاخرة. 

كما تمثل رابع اكبر فائض تجاري لفرنسا، الا ان الصادرات الفرنسية للامارات تراجعت بواقع %5.9 في 2016 بسبب اشتداد المنافسة الدولية وتراجع أسعار النفط. كما ينفذ الجانبان مشروعات مشتركة في مجال الطاقة المتجددة.

يشار إلى أن فرنسا والامارات يرتبطان بعلاقات وثيقة إذ أن الرئيس الفرنسي السابق ﻓرانسوا هولاند التقى خمس مرات بالشيخ محمد بن زايد خلال ولايته الرئاسية (2012-2016)؛ فيما زار وزير الخارجية الفرنسي الحالي جون ايف لودريان الامارات نحو عشر مرات حين كان وزيرا للدفاع في ظل "الروابط الوثيقة والمنتظمة والمتنوعة" بين البلدين.